الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. يوم في سجن وادي النطرون.. النزلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة يشيدون بحسن رعايتهم وتوفير كل ما يلزمهم.. مدير مستشفى السجن: الدرن والسكر وفيروس سي الأكثر انتشارا.. ونوفر كامل الرعاية الطبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السجون ليست إصلاحا وتأديبا فقط.. فهي رعاية واهتمام أيضا ومن خلال لافتة كبيرة " تأهيل وتهذيب وإصلاح " تعلو منطقة سجون وادي النطرون بمحافظة البحيرة والتي تضم داخل أسوارها آلاف السجناء الذين يقضون عقوباتهم في مختلف القضايا: لكل منهم له حكايته وروايته الخاصة به.
وقامت "البوابة نيوز" بجولة داخل منطقة سجون وادى النطرون للاضطلاع على العنابر الجديدة والتي تضم العديد من المساجين من ذوى الاحتياجات الخاصة والذين تم توفير أطراف صناعية ومقاعد متحركة لمساعدتهم على التحرك داخل السجن.
وقال السجين أحمد محمد عبد اللطيف مصطفى الذي يقضى عقوبة الحبس في ست سنوات في قضية مخدرات إنه أصيب بشلل نصفى بعد معاناته من جلطة في القلب وأن مصلحة السجون قامت بتوفير كرسى متحرك له مكنه من التحرك بحرية داخل السجن بعد أن كان طريح الفراش.
بينما قال وليد السيد عبد الله والذي يقضى عقوبة الحبس في قضية أقراص مخدرة وسرقة لمدة ست سنوات أنه أصيب ببتر في ذراعه الأيمن في مشاجرة قبل دخول السجن وتم تركيب يد صناعية أعانته في تلبية احتياجاته بنفسه بعد أن كان يعتمد على الآخرين.
وأكد أحمد عبد اللطيف من كوم السمن بالقليوبية، مصاب بشلل نصفي ناتج عن التهاب في النخاع الشوكي، أنه مسجون منذ 5 سنوات ونصف في قضية مخدرات محكوم عليه فيها بالسجن 6 سنوات، وقال إنه يلقي رعاية خاصة داخل السجن وتوفير كرسي متحرك له لكونه لا يستطيع الحركة نهائيا، كما أنه يخرج كل فترة للمستشفيات الخارجية لتلقي علاج خاص بالنخاع الشوكى، موضحا أنه يقضي يومه بالكامل داخل العنبر بخلاف أوقات الخروج في الهواء الطلق قليلا، حيث يرافقه أحد السجناء لمساعدته على التنقل.
وأشار خميس سيد محروس إلى أن لديه إعاقة في قدمه وأن المسئولين بالسجن قاموا بتوفير كل الأجهزة التعويضية التي تعيينه على الحركة داخل محبسه، مشيرا إنه محبوس 3 سنوات في قضية سرقة بالإكراه وقضي منها 33 شهرًا واقترب من إنهاء مدة العقوبة والخروج من محبسه.
فيما قال محمود فاروق أحمد المحكوم عليه بالمؤبد بتهمة قتل جارته، أنه مولود ومصاب بشلل رباعي، وأن إدارة السجن وفرت له كرسي متحرك للمساعدة على الحركة، كما أنهم قاموا بتوفير سجين لمساعدته في تحركاته وتنقلاته بالكرسي المتحرك داخل محبسه، وأبدى سعادته بمدى الاهتمام الذي يلقاه من قبل مسئولى السجن والاهتمام بهم.
وأكد السجين خميس على محمود، المحكوم عليه بالسجن 20 عاما في قضية قتل، إنه قضي 19 عاما من مدة حبسه وباق له عام ويخرج من السجن، وانه يلقي اهتماما كبيرا من جانب الإدارة الصحية والمستشفي، قائلا " الرعاية هنا كويسة جدا والإدارة وفرت لي كرسي متحرك لتسهيل عملية التنقل داخل السجن"، مشيرا أنه يقضي يومه في مشاهدة التلفاز.
وقال مجدى إبراهيم السيد المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية مخدرات وقضي منها 6 سنوات، أنه يعانى من شلل أطفال تسبب في بتر قدمه، بأنه قام بتركيب الأجهزة التعويضية اللازمة التي تعينه على الحركة ووجه الشكر للمسئولين على الاهتمام الصحي بهم وحسن رعايتهم، وطالب بالسماح له بدخول لجنه الإفراج عن المتهمين ممن قضوا نصف المده لكونه لديه 4 أطفال لا يستطيعون توفير متطلبات المعيشة.
ومن جانبه أكد المقدم دكتور محمد عادل مدير مستشفى سجن ليمان 440 بوادى النطرون، أن المسئولين بمستشفي السجن يوفرون كل أوجه الرعاية الصحية اللازمة لجميع السجناء، وخاصة المرضي وذوي الاحتياجات الخاصة حيث يكون لهم أولوية قصوى في الرعاية نظرا لحالاتهم المرضية التي يعانون منها، وصرف كل الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية لمساعدتهم على التنقل والحركة
وأشار مدير مستشفى سجن ليمان 440 بوادى النطرون إلى أن جميع السجناء يتم إخضاعهم للفحص الشامل قبل دخول السجن للتأكد من الأمراض التي يعانون منها، وذلك قبل العمل على توزيعهم على العنابر بالسجن، موضحا أن السجن يوفر كل أوجه الرعاية الصحية للسجناء إضافة إلى أجهزة طبية وأجهزة أشعة وتحاليل على أعلي مستوى تكون خاصة بالسجناء فقط.
وأضاف أن إدارة السجن متعاقبة بالفعل مع أطباء استشاريين من الخارج بحيث يأتون بصفة دورية إلى السجن وفحص السجناء ومتابعة الحالات المرضية، موضحا أن أغلب الأمراض الموجودة في السجون هي مرضي فيروس c ومرضي السكر والضغط والأزمات الصدرية، مؤكدا أن هناك قرابة 12 مسجونًا مريضًا بالإيدز وتم ايداعهم عنابر خاصة بهم في سجن برج العرب، مشيرا أنه تم تخصيص عيادة لمرض الدرن لكونه مرضًا من أكثر الأمراض الموجودة داخل السجون.
فيما أكد العميد علاء فاروق مأمور ليمان 440 في وادى النطرون أن تجربة تخصيص عنابر لذوي الاحتياجات الخاصة تعد تجربة تطبق حديثا داخل السجون لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة على الحركة والتنقلات وصرف أجهزة تعويضية تساعدهم وتعينهم، كما أنه تم تجهيز الحمامات الخاصة بهم لتكون مجهزة بمساند في الجوانب حتى تساعدهم على الحركة والتنقلات داخل محبسهم.
وتابع المقدم الدكتور محمد عادل المسئول عن مستشفى سجن وادى النطرون أن قطاع مصلحة السجون يولى النزلاء اهتماما كبيرا خاصة في مجال الرعايا الصحية مشيرا إلى أنه بمجرد ظهور أي علامات مرضية لدى أحد النزلاء يتم الكشف عليه داخل المستشفى وحجزه إذا تطلب الأمر لحين تماثله الكامل للشفاء وأضاف أنه يتم يوميا الاضطلاع على تطور حالة كل نزيل بمستشفى السجن للتأكد من استجابته للعلاج المقدم له مشيرا إلى أنه يتم أيضا تقديم وجبات غذائية خاصة لنزلاء المستشفى كل حسب حالته والتي يقوم معظمها بزيوت نباتية لمنع حدوث أي جلطات.
وأشار المقدم الدكتور محمد عادل أن الأكثر الأمراض المنتشرة في سجون طرة هو مرض الدرن مشيرا إلى أنه تم إنشاء مصحة بمستشفى ٤٣٠ بسجن وادى النطرون خاصة بعزل نزلاء السجن المصابين بالدرن حتى اكتمال شفائهم بينما يتم عزل السجناء المصابين بالإيدز وعددهم ١٢ سجينا داخل مستشفى سجن برج العرب.
كما قامت "البوابة نيوز" بزيارة فصول محو الأمية الخاصة بمنحة سجون وادى النطرون حيث التقت عددًا من المساجين أثناء حضورهم دروس محو الأمية: حيث قال أحمد شحاتة عبد العزيز الذي يقضى عقوبة الحبس المؤبد في قضية سرقة بالإكراه وحيازة سلاح ناري أنه بدأ يتعلم القراءة والكتابة داخل السجن حتى لا يعود إلى طريقه مرة أخرى بينما قال محمد إبراهيم محمد إبراهيم الذي يقضى عقوبة السجن ٥ سنوات أنه سيتم الإفراج عنه خلال ٦ أشهر مشيرا إلى أنه تعلم القراءة والكتابة داخل السجن وحصل على شهادة محو الأمية حتى يستطيع الحصول على رخصة قيادة ليكسب قوته وقوت أولاده بالحلال بينما قال محمد فتحى (المعلم) والذي يقضى عقوبة السجن ثلاثة سنوات في قضية حيازة سلاح ناري أنه يقوم بالتدريس لزملائه ليحميهم من الوقوع في براثن الجريمة مرة أخرى .
بينما قال اللواء طارق بدر وكيل الإدارة العامة لمنطقة سجون وادى النطرون تقوم بتنظيم دورة كل ستة أشهر لمحو أمية السجناء تضم نحو ٢٥ سجينا لمساعدتهم في تعلم القراءة والكتابة وتأهيلهم للعودة إلى المجتمع كأفراد صالحين.
وزارت البوابة المكتبة الخاصة بالسجن حيث التقى بعدد من الذين حرصوا على القراءة داخل المجتمع الموضوعات بل العجيب في الأمر أن أحد السجناء ويدعي عبد الغفّار أحمد عبد الغفّار الذي يقضى عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات في قضية مخدرات جلس يقرأ ديوان شعر للشاعر الكبير حافظ إبراهيم وعلى الجانب الأخر كان السجين محمد الداودي الذي يقضى عقوبة السجن لمدة ١٥ سنة في قضية خطف وفدية يقرأ في كتاب ( في الوقت الضائع ) للكاتب الكبير توفيق الحكيم حيث قالوا أنهم داخل مقهى ثقافى وليس داخل أسوار السجن.
وانتهت الجولة من خلال كافتيريا والتي تبدو للوهلة الأولى بأنها مطعم فاخر في حى راق حيث تفوح رائحة اللحوم المشوية والاسماك والطعمية والفطائر والتي تكون متاحة للسجناء على مدى اليوم واللافت للنظر وجود لافتة كبيرة على باب الكافتيريا تضم الشهادات الصحية الخاصة بجميع العاملين في كافتريا السجن والتي يتم الكشف عليهم بصفة دورية.