الربيع العربي بين سيدي بوزيد وميدان التحرير
فى سياق وقائع وأحداث ما أسمى بثورات الربيع العربى، ثمة أماكن عديدة اكتسبت قيمة رمزية وتاريخية لأنها شهدت مولد البدايات الأولى لهذه الثورات، وامتد زخمها ليصل إلى مختلف البقاع والمدن فى دول عديدة، واكتسبت هذه الأماكن أهمية مضاعفة فى المنظومة الرمزية للثورات.
يبرز من بين هذه الأماكن على نحو خاص حى سيدى بوزيد فى تونس، حيث أشعل الشاب محمد البوعزيزى النار فى نفسه احتجاجًا على سوء معاملة السلطات البلدية له فى 14 يناير عام 2011، وسرعان ما امتد تأثير الحدث وانطلاق الثورة التونسية ليصل إلى مصر فى ميدان التحرير فى 25 يناير من نفس العام.
من هذين المكانين، سيدى بوزيد فى تونس، وميدان التحرير فى القاهرة، انطلقت فعاليات الثورة فى هذين البلدين ومنهما امتدت إلى سائر المدن والأقاليم فى جنوب تونس وشمالها وفى جنوب مصر وشمالها أيضًا.
تشابهت مسارات الثورتين فى البدايات والتى تلخصت فى الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة فى الشوارع والميادين بهدف إسقاط النظم التسلطية التى حولت الدولة إلى أداة فى أيدى فئة صغيرة من البيروقراطيين ورجال الأعمال والرأسماليين الطفيليين، وتمثل هدف المتظاهرين فى إسقاط هذه النظم واستبدالها بإقامة نظم ديمقراطية تضمن المساواة والمواطنة ومحاربة الفقر وضمان حريات التعبير والأحزاب والتظاهر وبناء دولة القانون.
بيد أن تشابه المسارات لم يُفض إلى نتائج متشابهة، ففى تونس أفضى المسار إلى اكتشاف حقيقة صعوبة استئثار جماعة أو فصيل واحد بالحكم دون غيره من الفصائل، وانتهى ذلك فى البداية بتشكيل "الترويكا" التى بموجبها كان منصب رئيس الجمهورية من نصيب حزب المؤتمر وعلى رأسه منصف المرزوقى، والمجلس التأسيسى كان من نصيب مصطفى بن جعفر، رئيس حزب التكتل الديمقراطى، وفاز حزب النهضة بتشكيل الحكومة.
واستمرت هذه "الترويكا" فى حل ومعالجة الإشكاليات والتحديات التى تواجه بناء ديمقراطية حقيقية تتجنب الإقصاء والاستئثار والتهميش، فتخلت النهضة عن الحكومة وقبلت بتشكيل حكومة تكنوقراط وجرت الانتخابات التشريعية التى انتهت بفوز نداء تونس العلمانى المنحدر من البورقيبية.
فى مصر سار الإخوان على نهج مختلف تميّز بالإقصاء والاستحواذ والاستئثار بالسلطة والسيطرة على مفاصل الدولة، ووضع دستور على هواهم لا يحظى بالتوافق، وهو الأمر الذى أثار مخاوف المواطنين ومؤسسات الدولة على حد سواء وأفضى إلى عزلهم وإسقاط حكمهم.
وهكذا أفضى تشابه المسارات إلى نتائج مختلفة وصيغ مختلفة فى الحكم، رغم القضايا المشتركة.
يبرز من بين هذه الأماكن على نحو خاص حى سيدى بوزيد فى تونس، حيث أشعل الشاب محمد البوعزيزى النار فى نفسه احتجاجًا على سوء معاملة السلطات البلدية له فى 14 يناير عام 2011، وسرعان ما امتد تأثير الحدث وانطلاق الثورة التونسية ليصل إلى مصر فى ميدان التحرير فى 25 يناير من نفس العام.
من هذين المكانين، سيدى بوزيد فى تونس، وميدان التحرير فى القاهرة، انطلقت فعاليات الثورة فى هذين البلدين ومنهما امتدت إلى سائر المدن والأقاليم فى جنوب تونس وشمالها وفى جنوب مصر وشمالها أيضًا.
تشابهت مسارات الثورتين فى البدايات والتى تلخصت فى الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة فى الشوارع والميادين بهدف إسقاط النظم التسلطية التى حولت الدولة إلى أداة فى أيدى فئة صغيرة من البيروقراطيين ورجال الأعمال والرأسماليين الطفيليين، وتمثل هدف المتظاهرين فى إسقاط هذه النظم واستبدالها بإقامة نظم ديمقراطية تضمن المساواة والمواطنة ومحاربة الفقر وضمان حريات التعبير والأحزاب والتظاهر وبناء دولة القانون.
بيد أن تشابه المسارات لم يُفض إلى نتائج متشابهة، ففى تونس أفضى المسار إلى اكتشاف حقيقة صعوبة استئثار جماعة أو فصيل واحد بالحكم دون غيره من الفصائل، وانتهى ذلك فى البداية بتشكيل "الترويكا" التى بموجبها كان منصب رئيس الجمهورية من نصيب حزب المؤتمر وعلى رأسه منصف المرزوقى، والمجلس التأسيسى كان من نصيب مصطفى بن جعفر، رئيس حزب التكتل الديمقراطى، وفاز حزب النهضة بتشكيل الحكومة.
واستمرت هذه "الترويكا" فى حل ومعالجة الإشكاليات والتحديات التى تواجه بناء ديمقراطية حقيقية تتجنب الإقصاء والاستئثار والتهميش، فتخلت النهضة عن الحكومة وقبلت بتشكيل حكومة تكنوقراط وجرت الانتخابات التشريعية التى انتهت بفوز نداء تونس العلمانى المنحدر من البورقيبية.
فى مصر سار الإخوان على نهج مختلف تميّز بالإقصاء والاستحواذ والاستئثار بالسلطة والسيطرة على مفاصل الدولة، ووضع دستور على هواهم لا يحظى بالتوافق، وهو الأمر الذى أثار مخاوف المواطنين ومؤسسات الدولة على حد سواء وأفضى إلى عزلهم وإسقاط حكمهم.
وهكذا أفضى تشابه المسارات إلى نتائج مختلفة وصيغ مختلفة فى الحكم، رغم القضايا المشتركة.