البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

طالبة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تعمل على زيادة التوعية بالقضايا البيئية

منحة مؤسسة الألفي
منحة مؤسسة الألفي للتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقا

نشأ لدى منة صبري، طالبة الدراسات العليا في السنة الثانية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بمركز التنمية المستدامة، والحاصلة على منحة مؤسسة الألفي للتنمية المستدامة، شغف حماية البيئة، خلال سنوات دراسة البكالوريوس بالجامعة.
وحاليًا تعمل "صبري"، من خلال برنامج الماجستير، على زيادة التوعية بالقضايا البيئية، وخاصة في المناطق الفقيرة، بالإضافة إلى تمكين المجتمعات المحلية.
بدأ ظهور اهتمام "صبري" بمجال البيئة أثناء دراستها بالجامعة، عندما ذهبت مع زملائها في زيارة إلى مركز لإعادة التدوير في منشية ناصر، حينما كانت تدرس الاتصال التسويقي المتكامل في تخصص فرعي في إدارة الأعمال، وذلك للعمل في حملة ترويجية، ألهمتها هذه التجربة لكي تتعلم المزيد عن الحماية والاستدامة البيئية.
تقول صبري، "تعد دراسة الماجستير في مجال التنمية المستدامة ذات فائدة كبيرة لأنها توضح المنظور المصري حول أمور كنت قد قرأت عنها سابقًا، مثل تقارير منظمة الأمم المتحدة، كما تعكس المشروعات المجتمعية التطبيق العملي للنظريات التي تعلمناها لأننا نعلم الصعوبات الموجودة في الحياة الواقعية."
واستنادًا على خلفيتها الدراسية في الإعلان والاتصالات، كانت "صبري" تهتم بوجه خاص بتوضيح مفهوم الحياة الصديقة للبيئة، وخاصة للأطفال القاطنين بالمناطق العشوائية والفقيرة. توضح صبري "إن برامج أنشطة ما بعد المدرسة، والتعليم غير الرسمي، والأمور التي لا تتصل بالمدرسة تثير اهتمامي لأنني أعتقد أن الأطفال لا يحبون المدرسة كثيراً بشكل عام.. أعتقد أن برامج ما بعد المدرسة تعود بالفائدة على الآباء العاملين، حيث يتواجد من يرعى أولادهم أثناء وجودهم بالعمل. تتيح أيضًا هذه البرامج الفرصة لاشتراك الأطفال في العديد من الأنشطة، وللفهم والتفكير بصورة إبداعية في المشكلات البيئية".
انضمت "صبري" إلى منظمة غير حكومية تستهدف مساعدة الأطفال القاطنين في منطقة إسطبل عنتر، التي تعد أحد أكثر المناطق فقرًا بالقاهرة، وذلك كجزء من دراستها العملية الخاصة ببرنامج ماجستير التنمية المستدامة بالجامعة.
تقول صبري، "رأت المنظمة غير الحكومية أن سبب انسحاب الأطفال من الدراسة في منطقة إسطبل عنتر يرجع إلى افتقار آبائهم للمال الكافي، وبالتالي يدفعون ابنائهم للعمل. تقول صبري، "قررت المنظمة إنشاء مدرسة وورشة عمل مدمجين معًا، حيث يتعلم الأطفال كيفية صناعة السجاد ومهارات أخرى في فترة الصباح، ثم يدرسون منهج المدرسة في فترة بعد الظهر، وفي نهاية الشهر، يُباع هذا السجاد، ويحصل الأطفال على المال مقابل ذلك، وبالتالي، فإن هذه المنظمة غير الحكومية تساعد الأطفال في الحصول على المال والتعليم في آن واحد، وقد تعاوننا، كمجموعة من مركز التنمية المستدامة، مع المنظمة غير الحكومية لتعليم الأطفال حول أهمية المياه، ومصادر الكهرباء، وندرة هذه الموارد".
وجدت "صبري" وزملائها من المركز أن أفراد هذا المجتمع لديهم مفاهيم خاطئة حول توافر مثل هذه الموارد، بالرغم من أنه لم يتم توصيل المياه إليهم بصورة ثابتة إلا منذ عام واحد. تقول صبري "اعتاد سكان المنطقة النزول من الهضبة للحصول على المياه، ثم الصعود مرة أخرى. فهم يعلمون أن المياه ليست الشيء الذي يمكن الحصول عليه بصورة ثابتة، ولكن في مصر، ليس لدينا فكر وثقافة الحفاظ على المياه لأن المياه والكهرباء هنا تكاد تكون مجانية. فما يثير الاهتمام هو أن هؤلاء الأفراد، بالرغم من أنه ليس لديهم ما يكفي من ماء، إلا أنهم يعتقدون أن المياه لن تنتهي أبداً لأن نهر النيل ليس له حدود، وهم يعتقدون الأمر نفسه بالنسبة إلى الكهرباء".
ومن خلال القيام بالعديد من الأنشطة، قام طلاب مركز التنمية المستدامة بتعليم الأطفال ليس عن ندرة المياه والكهرباء فحسب، وإنما أيضاً عن المفاهيم الأكثر تعقيداً مثل الموارد المتجددة وغير المتجددة، والحفاظ على الموارد، والاستدامة. توضح صبري، "أخذنا هؤلاء الأطفال في زيارة إلى مزارع سيكم خارج القاهرة. لدى مزرعة سيكم مدرسة للتنمية المستدامة حيث يعلمون الأطفال ما هي الطاقة والمياه المستدامة، وكيفية استخدام المياه والكهرباء بحكمة، وقد اشتركوا مع الأطفال في بعض الأنشطة، حيث قاموا بتعليمهم كيفية صناعة طاحونة هواء على سبيل المثال، وكان الأمر ممتعاً للغاية."
وفي نهاية برنامج إسطبل عنتر، تم تقييم الأطفال لتحديد ما تعلموه، فوجدت "صبري" أن الأطفال الذين شاركوا في هذا البرنامج قد نقلوا ما تعلموه من معلومات إلى أسرهم.
وتابعت، "علمنا أن هؤلاء الأطفال أصبحوا يطلبون من آبائهم إغلاق أجهزة التليفزيون في حالة عدم مشاهدتها، وأن يستغرقوا وقتًا أقل في الاستحمام، وما إلى ذلك."
كان دعم مؤسسة الألفي ضروريًا للغاية في مساعدة صبري على تحقيق هدفها، ألا وهو نشر المعرفة حول القضايا البيئية.
وتقول "صبري"، إنه "في جميع البرامج والصفوف التي أدرسها، دائماً ما أختار مشروع يعلمني شيء جديد يمكنني تطبيقه في هدفي في المستقبل، وهو نشر المزيد من الوعي حول القضايا البيئية. أعتقد ان أحد أكبر مشاكلنا هي أن الناس ليس لديها الوعي بها".