ثورة الترامادول

شهدت أسواق الدواء خلال الأيام الماضية ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار عقار “,”الترامادول“,”.. وفي تصريح خاص قال مصدر مسئول بالغرفة التجارية إن جماعة الإخوان المسلمين هي المسئولة عن تلك الطفرة في أسعار الدواء المذكور .
المعروف أن عقار “,”الترامادول“,” له العديد من الآثار الجانبية، أهمها “,”الهلاوس“,” و“,”الإسهال“,”.. وهو ما ظهر جليًّا في كل تجمعات الإخوان المسلمين بمنطقة رابعة العدوية وميدان النهضة.. وأمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.. كما ظهرت أعراض الترامادول أيضًا على وسائل الإعلام من فضائيات وصحف، والتى تحدث فيها قيادات الجماعة.
فى البدء كانت الرؤية.. وقدم مشايخ الجماعة مجموعة من الرؤى جاءتهم في المنام.. ووسط التهليل والتكبير.. أعلن أحد المشايخ عن قيام الرسول بتقديم محمد مرسي ليؤم الصلاة.. وأعلن شيخ آخر عن ثماني حمامات خضراء على كتف مرسي، دلالة على استمرار حكمه ثماني سنوات.. وأعلن شيخ ثالث عن نزول جبريل، ليشارك في اعتصام رابعة العدوية.. أما الشيخ الرابع فقد ألقى بقنبلة بإعلانه أن مرسى مذكور في القرآن، مدللًا على صحة كلامه بالآية الكريمة “,”بسم الله مجريها ومرسها“,”.
في رابعة العدوية أعلنت الجماعة عن التشكيل الوزاري الجديد للحكومة الانتقالية المؤقتة حتى عودة الرئيس المعزول محمد مرسي.. وفي المرحلة الانتقالية يصبح الدكتور محمد البلتاجي رئيسًا للجمهورية، ويتولى أيضًا وزارات الصحة والسكان والسياحة والشئون الاجتماعية والخارجية.. ويتولّى الدكتور صفوت حجازي رئاسة الوزارة ووزارات الدفاع والبترول والرى. ويشغل منصب وزير الداخلية العقيد أحمد شوقي (من مجموعة الضباط الملتحين).. ووزير الشباب والرياضة: هادي خشبة لاعب الأهلي السابق.. ووزير الإعلام: وائل قنديل الصحفي المعروف ورئيس تحرير جريدة “,”الشروق“,”.. ووزيرة شئون المرأة والطفل: عزة الجرف الشهيرة بلقب أم أيمن.. كما يتولّى منصب وزير التموين: الدكتور باسم عودة.. ووزير الكهرباء: مصطفى عبد النعيم .
كما قرّر نواب الشورى المنحل في بيانهم عزل الفريق عبد الفتاح السيسي، وتولّى من يليه في الرتبة منصب وزير الدفاع.
في سياق ذلك تماهى الدكتور بلتاجى مع منصبه الجديد واحتل منصة رابعة العدوية عدة ساعات بمفرده معلنًا عشرات من القرارات الثورية.. أما الدكتور صفوت فقد تماهى مع شخصية الفنان الراحل محمود شكوكو، معلنًا أن الفريق السيسي مرعوب منه -أى من صفوت شكوكو- وقام بالهتاف: حاااا.. شي.. أمريكا بتمشّيه.. وطوال ليلة الجمعة الماضية كان كل من الدكتورَين أشبه بشاويش المسرح ولم تنقصهما إلا الصاجات والرق والطبلة ووصلة حنين من أم أيمن.
.. وفى ميدان النهضة بالجيزة، ووسط التهليل والتكبير أيضًا، أعلنت المنصة أن عدد مَن خرج لتأييد مرسي قد بلغ 25 مليون مواطن.. بينما أعلنت منصة القائد إبراهيم في الإسكندرية أن العدد قد تعدّى 50 مليون مواطن “,”بانجو أصلي“,”.. هوّ حد هيعد ورانا.
.. ووسط التهليل والتكبير أيضًا، أعلنت منصات رابعة والنهضة والقائد إبراهيم أن مرسي عائد بعد ثلاث ساعات ليجلس على كرسيه في قصر الاتحادية.. وتعالت الهتافات “,”مرسي على الكرسي“,”.
أما الفضائيات فقد كان نجمها الأول الدكتور أحمد أبو بركة القيادي بالجماعة ومستشارها القانوني، والذى أضاف إلى أعماله مهمة دار الإفتاء، حيث قام بتكفير كل معارضي مرسي.. وأعلن في برنامج “,”آسفين يا ريس“,” مع طوني خليفة، أن الانقلاب على مرسي “,”شرك بالله“,”.. وأن المنقلبين على مرسي “,”مشركون بالله“,”!!!
.. ومع جرعة أكبر من “,”الترامادول“,”، أطلق الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة، صيحة الجهاد.. ودعا أعضاء الجماعة إلى الامتناع عن الصيام، كي يحتفظوا بقوتهم في المعركة الكبرى القادمة لإرجاع مرسي إلى الحكم.
ووضع الجنرال بديع خطة المعركة، وهى كما جاءت في رسالته للسادة أعضاء المكاتب الإدارية والمناطق والشعب للجماعة، القيام بأعمال تصعيدية لعودة الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، والذي تم عزله بفعل رجال عبد الناصر في الجيش .
الخطة تقوم على خمسة محاور، هي:
1 - الخروج بمسيرات حاشدة من كل المساجد التابعة للمناطق والشعب.
2 - أن تتوجّه تلك المسيرات تجاه المصالح والمؤسسات والهيئات الحكومية والاعتصام بداخلها.
3 - توجيه الشباب إلى الوحدات العسكرية للمحافظة أو المركز الواقع بدائرتهم.
4 - قطع الطرق في الميادين العامة بالمحافظات، وكذا قطع السكة الحديد وخطوط الكهرباء والتليفونات، وذلك تطبيقًا لقرار العصيان المدني.
5 - الالتزام بما طرح بالتزامن مع اشتراك أعضاء التنظيم الدولي بمحاصرة السفارات المصرية بالخارج .
هكذا كانت أحداث يوم جمعة الإخوان المخصصة لعودة مرسي.. وحتى ساعتنا هذه لم يظهر سمو الخليفة المنتظر محمد مرسي العياط.. بل اتضح أن كثيرين لا يريدون له أن يظهر، على رأسهم الغلابة الذين شحنتهم الجماعة من المحافظات مقابل مصروف يومي ووجبات الإفطار والسحور.. ومشاهدة الحفلات الراقصة للفنان صفوت شكوكو .