البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فساد الإخوان للركب


خدعوك فقالوا الإخوان مثال للشرف والنزاهة، ولكنهم كانوا مثالا للفساد في أبشع صوره عندما تحكموا في أموال مصر وأموال الشعب وخزائن الدولة، وملكوا مفاتيح هذه الخزائن؛ لكي يسرقوا أموال الشعب، وينهبوا المال العام في بطونهم وجيوبهم؛ لأن أي خوف أو خشية من غضب الله سبحانه وتعالى وغضب الشعب عليهم، ويوم سوف يحاسبون على هذه السرقات والنهب الإخواني المتعمد للمال العام.
فرغم صغر المدة التي قضاها الإخوان في حكم مصر إلا أنهم ارتكبوا وقائع فساد مالي، وسرقات أموال عامة من خزينة الدولة تجاوزت كل الحدود بل تجاوزت فساد نظام مبارك على مدار 30 عامًا.
لقد أثبتت جماعة الإخوان أو قل عصابة الإخوان أنهم أساتذة في فن سرقة المال العام، ونهب ثروات البلاد، ولم يتذكروا غضب الله عليهم، رغم أنهم يسجدون للصلاة ولكنهم كانوا يسجدون شكرا وحمدًا لله على أنه مكنهم من النهب والسرقة، خاصة أن رؤساء الأجهزة الرقابية المسئولة عن المحاسبة والمراقبة.. عملوا لصالحهم وعطلوا آليات المراقبة، ومنهم هشام جنينة رئيس جهاز المحاسبات الذي لم يحرك ساكنًا ولم يُرسل مراقبًا ماليًّا لكشف هذه السرقات؛ مما يجعله شريكًا معهم في هذه الاتهامات.
ورغم أن الأدلة عديدة والمستندات كثيرة بشأن الفساد المالي للإخوان خلال عام من حكم المعزول مرسي والبلاغات المقدمة للنائب العام سوف تكشف الكثير من الوقائع المخجلة لكل من يتعاطف مع هذه العصابة، سواء في رابعة العدوية أو النهضة أو غيرها، إلا أن الحديث عن وقائع فساد داخل مجلس الشورى الإخوان كفيل بأن يصمت هؤلاء عن الحديث عن الشرف والنزاهة.
فمجلس الشورى الإخواني والذي حصل على أصوات 7% من الشعب المصري وخضع لسيطرة عصابة الإخوان وتولى رئاسته صهر الرئيس المعزول مرسي المدعو الدكتور أحمد فهمي الصيدلي، والذي لا علاقة له بالقانون من قريب أو بعيد، كان ماسكًا بمفاتيح 250 مليون جنيه هي ميزانية مجلس الشورى للإنفاق منها كما يشاء ودون أي حسيب أو رقيب، واعتبرها أموالاً خاصة به وبجماعته وعشيرته وعصابته.
فالمدعو أحمد فهمي المعزول هو الآخر، والذي دعا مجلسه للشورى من فوق مصطبة رابعة العدوية دون أن يخجل من نفسه ومن أفعاله استطاع خلال 8 شهور فقط من استيلائه على مفاتيح خزانة الشورى أن يوزع وينفق على المحاسيب وشلة الأنس الإخوانية ومعهم قيادات برلمانية بحزب النور أكثر من 3 ملايين جنيه بدلات سفر للصحة في قارات الدنيا على مدار 8 شهور عمر هذا المجلس الباطل والمنحل.
والغريب طبقًا لوقائع البلاغ المقدم لدى النائب العام أن مجلس الشورى منذ تأسيسه عام 1980 حتى رحيله عام 2011 بعد ثورة 25 يناير أنفق بدلات سفر على مدار 31 عامًا لم تتجاوز مليون و800 ألف جنيه؛ لأن من تولوا رئاسة هذا المجلس بداية من الدكتور صبحي عبد الحكيم- رحمة الله عليه- وأخيرًا صفوت الشريف كانوا يخشون من حساب الله، ويرفضون التوقيع على إنفاق مليم وليس جنيه قبل التأكد من المسئولين بالشئون المالية والقانونية.
بينما المدعو أحمد فهمي الذي أجلسه الله في مقعد لم يكن يحلم به يومًا، وقد شاهدت ذلك بنفسي عندما قابلته لأول مرة داخل مكتب رئيس مجلس الشورى، وهو سعيد ويقول «إن الواحد يحول المكتب بيت له حيكون أحسن» فلم يراع الله ويراع ضميره في إصدار قرارات بإنفاق هذه الملايين الثالثة دون وجه حق ولسفريات خاصة لمن استفادوا منها من أعضاء الإخوان والحرية والعدالة.
فالمدعو أحمد فهمي المرتكب جريمة فساد كبرى داخل مجلس الشورى خصص الملايين الثالثة له وللعشرة المبشرين بالنار وجحيمها يوم القيامة بإذن الله، وفي مقدمتهم عصام العريان، وعلي فتح الباب، وسيد حزين، ومحمد الفقي، وفتحي شهاب، ووفاء مشهور، ورضا فهمي، وسعد عمارة، ومن حزب النور طارق السهري، وعبدالله بدران، وغيرهم الذين سافروا على نفقة الشعب المصري الذي عانى كثيرًا على يد الإخوان، وسرقوا أموال الفقراء والمرضى من هذا الشعب وأموال الشهداء وأسر المصابين.
فالملايين الثلاثة كان نصيب الأسد منها للسيد علي فتح الباب العامل النقابي في شركة الحديد والصلب الذي حصد 600 ألف جنيه بمفرده في سفريات خاصة، وكان يأتي للقاهرة ترانزيت وتجول في القارات الستة، وكان يسعى لاستكشاف القارة السابقة ومعه سيد حزين فتوة الحرية والعدالة داخل الشورى، ورئيس لجنة الزراعة، وحصد 400 ألف جنيه ثم محمد الفقي رئيس اللجنة الاقتصادية، وحصد 200 ألف جنيه في سفريات خاصة دون أن يستفيد مجلس الشورى أو الشعب المصري من وراء الفسحة الإخوانية لخارج مصر.
فالمدعو أحمد فهمي- الذي سيحاسبه الله حسابًا عسيرًا ولن يغفر له حتى لو استغفر الله سبعين مرة- منح لنفسه ولعشرين عضوًا بدلات سفر لأداء واجب العزاء في وفاة ولي عهد السعودية في 19 يونيو 2012 رغم أن السعودية تكفلت بالاستضافة لهذا الوفد، ولكنهم سرقوا أموال الشعب تحت اسم واجب العزاء؛ لأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فكانوا هم يجنون الفوائد.
فالمتهم أحمد فهمي صهر الرئيس المعزول ورئيس مصطبة الشورى برابعة العدوية حوَّل ميزانية الشورى إلى سفارة علي بابا، يسرق منها ما يشاء دون حسيب أو رقيب، متصورًا أنه سيجلس على كرسيه في القاعة المقدسة التي تولوها بجلوسهم فيها وجلس على مقعد سعد زغلول ارتكب فسادًا للركب بل فسادًا للحلقوم، ومن لا يملك منح من لا يستحق من عصابة الإخوان وشركائهم في حزب النور، وعليهم رد هذه الأموال للدولة، خاصة أن ما خفي كان أعظم ونحن لهم بالمرصاد.