البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الثورات ما بين الاشتراكية والربيع العربي


دعونا نعود قليلا إلى الوراء كي يمكننا رؤية المشاهد المتكررة ما بين الحاضر والماضي تحت خلفية الثورات في التاريخ مابين الاشتراكية والرأسمالية وما سمي في الوقت الحالي بثورات الربيع العربي التي ركزت كل جهودها لتقسيم وتفتيت الشرق الأوسط وانهيار رموزه لتحقيق مصالحها في محاولة لانهيار الأمن الداخلي والقوة العسكرية التي تعد صمام الأمان لجميع الأوطان حتى تتمكن كما زعمت من تحقيق الحرية والعدالة الأجتماعية والتي بالمقابل انهارت بسببها بعض الدول العربية والأخرى في طريقها للانهيار إذا ما ظل هذا الادعاء هو ما ينادي به أصحاب المصالح على حساب الأوطان والشعوب
فقد شملت الاشتراكية العديد من الحركات الثورية لمجموعة من الأقليات أو لمصلحة الأقليات- حسب التعبير الماركسي- وذلك للتخفيف من الرأسمالية الذي حمل لها الكثير من العداء ضد الفئات الغنية وتصويره على أنه نظام يستغل الطبقات الفقيرة وانه سببا في انتشار الفقر والجهل وأخذت الكثير من المسميات والأشكال المختلفة في معظم دول العالم خاصة اوروبا وروسيا والتي كانت تهدف في مضمونها الأصلآح والتغيير فمنها ما يدعى بالشيوعية والبلانكية والبروليتارية حيث تعتبر الأخيرة هي من مثلت الأغلبية الساحقه من فئات الطبقات الدنيا للتغيير والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي على مر التاريخ، فقد ظهرت مصالح الطبقات الصاعدة الذي أصبح هدفها الرئيسي هو الاستيلاء على السلطة وانتشار فكرة الصراع الطبقي وهذا ما سمي بـ"البلانكية" فنرى هذا في نضال الفلاحين ضد النبلاء في روما القديمة ونضال الحرفيين ضد النبلاء في القرون الوسطى ونضال البرجوازية ضد الإقطاع في العصور الحديثة والتي قد تمثل جزءا من هذه الحركة الاشتراكية في عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي حكم عليها التاريخ أنها كانت بداية انهيار المجتمعات والصراع الطبقي في مصر، وقد استهدفت أيضا الثورة البلشفية في روسيا الاستيلاء على السلطة والتي تمثلت في عموم الفلاحين وجماهير العمال والجنود، ورغم قوة البلاشفه العسكرية إلا أنهم لم يستخدموها لكسب الجماهيرية الشعبية.
فاذا أمعنا النظر إلى كل هذه الحركات الثورية نجدها متشابهة كثيرا لما يحدث الآن من صراع في الوطن العربي، ولكن هنا الوضع مختلف تماما لأن ما سمي بالثوريين في الربيع العربي لم تكن مصالحهم الإصلاح والتغيير لصالح المجتمع، وانصاف الطبقات الفقيرة، بل كانوا الأداة التي استخدمها الأمريكيون والغرب لتفتيت البلاد العربية، وإضعافها وتدمير الجيوش العربية- والتي من أهمها الجيش المصري- انتهازا للحالة الاجتماعية التي يعاني منها شباب الوطن العربي والسيطرة على عقولهم بمنطق تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وذلك لمصلحة إسرائيل الابنة المدللة لأمريكا، ومن المنطقي أن تتفق تلك المصالح مع المصالح الأوروبية أيضا، والتي كانت بريطانيا هي المدبر الرئيسي لإنشاء  اسرائيل داخل الوطن العربي كذريعه للدفاع عنها في أي وقت وذلك بضرب وتدمير الوطن العربي.
ولا أعلم كيف هذا التناقض ما بين ما يدعى بأنصاف الفئات الفقيرة التي استغلتها الطبقات العليا وبين ما تدعمه تلك الدول القوية ضد الدول الفقيرة اقتصاديا واجتماعيا وتحل دماء الأبرياء والشعوب لتبني عليها مصالحها.
وهذا ما يزيد إيماني بضرورة توعية من نستطيع اللحاق بهم من شبابنا لإنقاذهم من السيطرة على عقولهم من الخارج بما هو ضد أوطانهم واتخاذ الإجراءات الحاسمة والرادعة لكل من سولت له نفسه بخيانة الوطن وتسبب في تشريد وقتل الآف الأبرياء.
ولن يتحقق لنا هذا الحلم الا بالأرادة السياسية المصرية التي تتأرجح ما بين الحسم والتدليل اعتبارا لما تسمى بمنظمات المجتمع الدولي التي لا تعرف إلا مصالحها الشخصية فقط ضاربه عرض الحائط ما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا وليبيا وأخيرا ما يحدث في مصر من الإرهاب والإرهابيين الذي يكلف الدولة غاليا من العتاد والأرواح لمكافحته دون اي مسانده للقضاء على الإرهاب فهم يقدمون العسل باليد اليمني ويدسون السم باليد اليسرى لتحقيق أهدافهم على حساب الأرواح البريئة التي تحلم بالأمن والأمان لها ولأبنائها.. ولا نملك الآن إلا هذا الطريق والذي يشقه زعيم مصر الرئيس السيسي مع شعبه العظيم والصبور بتخطي تلك الأزمات وعدم العودة إلى الوراء والاستمرار في تنفيذ الخطط التنموية للمرور بالبلاد وما تعاني منه مصر اقتصاديا واجتماعيا وذلك بالعمل بالتوازي لمكافحة الإرهاب فعلينا أن نصبر وندعم ونشد على أيدي أبنائنا لتحقيق حلمنا من خلال زعيم وجيش وشعب مخلص محب لوطنه.