البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

شيخ الأزهر في احتفال الأوقاف بليلة القدر: المستعمرون الجدد وضعوا خطة غدر جديدة تقوم على إثارة النعرات الطائفية والقومية لتقسيم عالمنا العربي والإسلامي

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في كلمته خلال حفل وزارة الأوقاف، بقاعة مؤتمرات الأزهر، بليلة القدر وتوزيع جوائز المسابقة العالمية في القرآن الكريم، أنه على الكيان الصهيوني العلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا على الشعب الفلسطيني وحده، بل هي قضية العرب والمسلمين، ولا تفريط فيها مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.
ووجه شيخ الأزهر، رسالة للعالم العربي والإسلامي، قائلًا: أذكَر العرب والمسلمين بقوله تعالى "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، لأؤكد على أن الكيان الصهيوني ما كان ليجرؤ على هذه المذابح الصهيونية وسط صمت العالم، لو أن العرب لهم كلمة واحدة، وكانت فلسطين تحت راية واحدة وعلى كلمة واحدة.
وأوضح، أن هناك دول إسلامية قامت وانهارت، واليوم، يعود المستعمرون بخطة غدر جديدة تقوم على إثارة النعرات الطائفية والقومية من أجل تقسيم عالمنا العربي والإسلامي، ووجدوا من أبناء الأمة من باعوا أنفسهم للشيطان، فعمدوا إلى الدين وعبثوا بأصوله وثوابته، التي أجمعوا عليها أمة المسلمين، فغيروا وبدلوا في مفاهيم الكفر والجهاد والخلافة، وهم الجهلاء الذين لم يعرفوا تاريخ في علوم العقيدة والشريعة، مشددًا على أن هؤلاء ما كان أن يكونوا شوكة في ظهر أمتنا لولا سماسرة من بني جلدتنا أمدوا الخارجين عن أوطانهم بالمال والسلاح، فقاموا بموجات عنف وقتل وإهدار للدماء، وقال: لا تزال دماء شهدائنا وآخرها دماء جنودنا على أرض الوادي الجديد شاهدة على أن هؤلاء المجرمين تجاوزوا حدود الإنسانية.
ولفت إلى أن أمة محمد تميزت بميزتين، الأولى الغلبة، والثانية الصمود، فالميزة الأولى حدثنا الرسول أن الصحابة رغم قلة عددهم وضعف عددهم هزموا أكبر دولتين في ذلك الوقت، وهما دولة الفرس والروم، حيث ذهب المؤرخين في تفسير تلك الظاهرة منها إلى أن القرآن الكريم كان وراء تلك المعجزة، موضحًا أن ميزة الصمود تعد ظاهرة حضارية متفردة للأمة الإسلامية، فالقوة الإسلامية التي انتشرت في العالم القديم، ظلت كآمنة في وجدان تلك الأمة، وكانت هي الشراراة التي تحيي تلك الأمة كلما تكالب عليها الأعداء.
وكان شيخ الأزهر، قد بدأ كلمته بالتأكيد على أن الاحتفال بليلة القدر هو احتفال بالقرآن الكريم، الذي نزل في تلك الليلة، وهو احتفال بأمة عظيمة تأسست على يد رسول الله، وعلى يد رجال مخلصين من حوله، وأصبح القرآن الكريم الذي أُنزل في عهد الرسول، يضيء قلوب مليار ونصف مليار من قلوب المسلمين اليوم، مضيفًا أن البشرية لم تعرف نصًا إلهيًا يقرأه أتباعه كما كان يقرأ منذ 1400 عام، ولا ينبغي أن تتفرق بنا السبل عندما نبحث عن القوة بعيدًا عن القرآن الكريم، موضحًا أن القرآن الكريم جاء ونهى عن كل أشكال العصبية الكاذبة، وألغى كل أشكال التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس، وأقر التعارف على أساس من التقوى والبر بين بني البشر، فجعل الرحمة فلسفة عامة للحياة بكل عوالمها الإنسانية والحيوانية والنباتية.