بالفيديو.. رانيا بدوي تهدد مستقبل مصر المائي.. أغلقت الهاتف في وجه سفير إثيوبيا بالقاهرة.. أديس أبابا تعترض على إهانة ممثلها بمصر.. و"الخارجية" تتحرك لتهدئة الموقف

تواجه الإعلامية رانيا بدوي، مقدمة برنامج "في الميدان"، على قناة التحرير، شبح تهديد مستقبل مصر المائي، والتسبب في تعقيد وزيادة أزمة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، بعد أن أغلقت الهاتف في وجه السفير الاثيوبي بالقاهرة، محمود دردير غيدي، أثناء مداخلة هاتفية له بالبرنامج، مساء أمس الأربعاء، رغم بدء تحسن العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، ودعم الأخيرة عودة مصر للاتحاد الإفريقي.

 وشن "غيدي" هجوما على "بدوي"، بقوله لها "حديثك عن سد النهضة سياسي، ولا يجب أن تكون مناقشة الملفات بين الدول بالتحريض، أنت تجاوزت حدودك، ولا تفهمين شيئا عن إنشاء السدود، وتتحدثين بتعالى".

 وهنا أثارت كلماته غضب "بدوي" التي ردت بعنف، قائلًة: "أيها السفير لقد تجاوزت حدودك معي، أنت لا تجيد التعامل بالدبلوماسية"، ثم أغلقت الهاتف في وجهه.

 وذكرت مصادر مطلعة بالخارجية المصرية، تلقيها رسالة من السفير الاثيوبي بعد تعرضه لانتقادات حادة علي الهواء لاتليق بدبلوماسي علي أرض مصر، لافتة إلي أن الأمر ربما يسبب أزمة دبلوماسية لكن الخارجية ستتعامل مع الموقف.

وفي تفاصيل حلقتها المذاعة على الهواء، سألت «رانيا» السفير الإثيوبي عن «سد النهضة» وسعته التخزينية للمياه، قائلة: «بسأل حضرتك هناك إصرار على السد بشكله الحالي»، فرد «دردير»: «أنت لا تفهمين عن السدود وتتحدثين بنبرة متعالية».

 وقالت رانيا: «سيادة السفير لقد تجاوزت حدودك معي وأنا لا أوصف كلام حضرتك ولا يجب أن توصف كلامي، ولا يجب أن تحدثني عن التعالي، من حقي أن أسأل الأسئلة يراها ويسألها الشعب المصري، وهذه أسئلة وليست مزايدات»، بعدما اعتبر «دردير» أسئلتها «مزايدات».

 وقالت «رانيا»: «من الدبلوماسية وبروتوكول التعامن ألا توصف سؤالًا وإما أن ترد أو تقول لا تعليق، وأنا أسأل وعليك أن تجيب أو ترفض التعليق وهذا حقك»، ناهية المكالمة الهاتفية، بقولها: «حضرتك تجاوزت الحدود وشكرًا جزيلًا».

 ووصفت الإعلامية رانيا بدوي، مقدمة برنامج "الميدان"، على قناة "التحرير"، سفير إثيوبيا لدى مصر، محمود درير، بأنه من الأشخاص المتعنتين تجاه مصر، خاصًة في ملف سد النهضة، مشددة على أن "هناك إصرار واضح وتعنت وحالة من الحدة في التعامل مع هذا الملف".

وقالت بدوي خلال برنامجها، إنه "لا يجب على السفير الإثيوبي أن يصف سؤالي عن هل تقبلوا التفاوض حول السد، بأنه مزايدة، وليس من حقه أن يصف سؤالي بالمزايدة أو عدم الفهم، عليه فقط أن يجيب عن الأسئلة بالرفض أو عدم التعليق".

 وأضافت "أسأل حول ما يدور في ذهن الشارع المصري"، متسائلة "هل ستجني المفاوضات مع إثيوبيا هذه المرة أي ثمار؟"، موضحة أن جميع اللجان أصدرت تقاريرا بوجود تعنت إثيوبي واضح"، مطالبة بأن تكون المفاوضات المصرية هذه المرة أكثر حسمًا، واصفة الإدارة الإثيوبية بأنها هي من تتعالى على المصريين وليس العكس.

 وبحسب وكالة أونا للأنباء، فإن مصادر بالخارجية المصرية كشفت عن تلقيها رسالة من السفير الاثيوبي بعد تعرضه لانتقادات حادة علي الهواء وصفها في رسالته بأنها لا تليق بدبلوماسي علي أرض مصر..

 ولفتت المصادر إلي أن الأمر ربما يسبب أزمة دبلوماسية لكن الخارجية ستتعامل مع الموقف.

 وتعدّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها أحد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات.

 وتعمل وسائل الإعلام على تقديم الخدمات الإخبارية والحقائق الصادقة والدقيقة، لتساهم في زيادة المعلومات العامة لدى الجمهور في كافة المجالات العسكرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية ، من خلال إبراز الرأي والرأي الآخر ضمن بوتقة تثقيفية مبرمجة قائمة على احترام الآراء الأخرى وبالتالي تكوين أو تشكيل رأي سليم عام، فالإعلامي المهني يجب أن يتحلى بالحيادية التامة واحترام ضيوفه، في كافة الظروف حتى وإن اختلفوا معه في التوجهات الفكرية.

 ورغم ما سبق، فإن عصبية أو عدم استيعاب عدد من العاملين بالمجال الإعلامي، لطبيعة دورهم في التنوير، وحق الحصول على المعلومات دون إساءة للآخر، تسبب في كثير من الأزمات بين الدول على مستوى العالم، لما لوسائل الإعلام من تأثير كبير على الرأي العام.