البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مرسي العياط .. صلى الله عليه وسلم



دشنت تظاهرة جماعة الإخوان وتوابعها ظهور نبي جديد للعالمين اسمه محمد مرسي العياط!
التظاهرة كانت في ميدان رابعة العدوية، وحملت شعار “,”لا للعنف“,”، رغم أن كل المشاركين بها هم من القتلة المحترفين المشهود لهم باغتيال السائحين وجنود الأمن المركزي.. وحتى الأطفال لم يسلموا من بين أيديهم.. هل تذكرون الطفلة شيماء عبد الحليم، تلميذة الابتدائي، التي لقيت مصرعها بفضل انفجار سيارة مفخخة أعدتها الجماعة الإسلامية لاغتيال د. عاطف صدقي، رئيس الوزراء في أوائل التسعينيات من القرن الماضي؟
في التظاهرة تحدّث زعيم القتلة، عاصم عبد الماجد، المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية، وصاحب الرقم القياسي في عمليات الاغتيال (120 جندي أمن مركزي دفعة واحدة، غير “,”الفكة“,”)، وقال من أعلى المنصة: “,”ارفعوا أياديكم لنبايع رسول الله كما بايعه الأنصار من المدينة“,”، مضيفًا: “,”نبايع الرسول على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن ندافع عنه كما ندافع عن أهلنا وذوينا“,”.. ولم نفهم من يقصده السيد عاصم بالبيعة.. هل الرسول الذي نعرفه محمد بن عبد الله، ام النبي الجديد محمد مرسي بن العياط؟!
المعروف تاريخيًّا أن الرسول قد رحل عن دنيانا منذ 1434 عامًّا.. وأكد ذلك أبو بكر الصديق بقوله: “,”من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات.. ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت“,”.
ومن قبلها استدعى السيد عاصم في مؤتمر عقده بمحافظة المنيا مقولة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد: “,”قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار“,”، متوعدًا متظاهري 30 يونيو بالقتل، قائلاً بالنص: «أرى رءوسًا أينعت وحان وقت قطافها.. والراجل يقابلنا أمام الاتحادية، وأذكرهم أن قتلانا في الجنة.. وقتلاهم في النار».
أما خطيب صلاة الجمعة بمسجد رابعة العدوية، الدكتور جمال عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، (فلولي أصيل.. وكان دائم الترقية بفضل تقارير أمن الدولة)، فلم يدخر وسعًا في ليِّ التاريخ ليؤكد التشابه بين سيدنا محمد بن عبد الله وسيدنا مرسي بن العياط.. وفاجأ الدكتور المصلين، بترديد دعاء القنوت خلال الصلاة لمدة تجاوزت ١٥ دقيقة، للدعاء بالهلاك على المعارضة التي تدعو لإسقاط نظام مرسي، داعيًا الله أن «يوفق الرئيس مرسي وأن يستمر في حكمه».
المعروف أن الأمة تلجأ لدعاء القنوت في حال تعرضها أو الخوف من تعرضها لكارثة أو مصيبة تلحق الضرر بجموع الأمة أو عدد كبير منها، وليس خطرًا يهدد شخصًا بعينه.. كما أن دعاء القنوت لا يجوز أثناء الصلاة، ولكن يتم ترديده أثناء الخطبة من على المنبر.
ونعود إلى المنصة التي صال وجال عليها قاتل آخر، هو طارق الزمر، المتحدث الإعلامي بحزب البناء والتنمية، والقيادي بالجماعة الإسلامية (رصيدها اغتيال أكثر من 400 سائح ورجل شرطة، غير “,”الفكة“,” من المدنيين والمفكرين).. توعد الشيخ طارق حركة تمرد ومتظاهري 30 يونيو بالسحق، وقال: “,”نحن نتوعدهم بأنهم سيُسحقون في هذا اليوم، وستكون الضربة القاضية لمن يدعو للفوضى.. وسنعلن يومها عودة الخلافة الإسلامية.. الله أكبر ولله الحمد.
ولا يكتمل الفرح إلا بظهور الدكتور صفوت شكوكو، الذي طوّر شعار ثورة 25 يناير وجعل اسم مرسي مرادفًا لكل مصري.. وهتف: “,”ارفع راسك فوق.. انت مرسي!!“,”.. ومن قبلها في مؤتمر آخر كان “,”ضارب“,” حبوب شجاعة وقال: “,”اللي يرش مرسي بالميه نرشه بالدم“,”، وكأن البلد فيها “,”ميه“,” أو صفوت وإخوانه عندهم دم.
وفي حمى دعوات جماعة الإخوان وتوابعها “,”لا للعنف!!“,” يأتي عزف منفرد من الشيخ وجدي غنيم، المهاجر إلى بحور النفط، في حلقة تليفزيونية خليجية، قال فيها: “,”إن من ينزل في يوم 30 يونيو هو من أهل النار“,”، ووجه حديثه إلى أعضاء تمرد قائلاً: “,”لو فيكم راجل ينزل يوم 30“,”، مؤكدًا أن المعركة تحولت إلى حرب بين الإسلام والكفرة“,”.. واصفًا الحركات التي ستشارك في التظاهرات في هذا اليوم “,”بالصليبيين“,”.
بينما المهاجر الآخر، الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس “,”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يفتي على هواء الدوحة “,”بحرمة إسقاط الرئيس محمد مرسي“,”، قائلاً إنه “,”منتخب بشكل شرعي“,”، وهو “,”رجل صائم قائم يخاف الله“,” متسائلاً: “,”كل يوم هناك من يقول لا نريد مرسي، لماذا؟ هل فسق مرسي أو عصى الله أو زنا؟“,”!!
وتنزل إلى الميدان الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التي تضم في عضويتها خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، وتنادي بوجوب «قتل متظاهري 30 يونيو المعارضين للرئيس محمد مرسي».
ويفتي الشيخ أشرف عبد المنعم، العضو المؤسس للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، بقتل المتظاهرين يوم 30 يونيو؛ صيانة للأرواح والحرمات ومنعًا لزيادة الإجرام والفساد.. واصفًا المتظاهرين ضد مرسي بأنهم “,”مجرمون“,”.
على خلفية المشهد، لم تتوان القنوات الفضائية المسماة إسلامية من تكرار إذاعة الآية الكريمة: ﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتَّلوا أو يصلَّبوا أو تقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم﴾.
هكذا اختزل الإخوان وتوابعهم الإسلام فيما تقوله الجماعة، وجعلت من مرسي رسولاً يحق قتل أي معارض له لأنه يحارب الله ورسوله.
في نهاية يوم الجماعة قام المتحدث الرسمي بفتح “,”زكيبة“,” الكذب الإخوانية، وصرح -دون أن يطرف له جفن- أن عدد المشاركين في تظاهرة الجماعة وتوابعها قد تجاوز 35 مليون مواطن!!
وهو ما كذبته دون قصد هيئة المساحة، بأن منطقة رابعة العدوية بكافة الشوارع الرئيسية بها قد تكفي لـ300 ألف متظاهر فقط كحد أقصى.
وقال المسئول عن الهيئة في تصريحات إعلامية: إن ما يذاع بشأن المشاركين في مليونية “,”لا للعنف“,” صحيح؛ ولكن زاوية التصوير هي من تجعل الجميع في أعداد متضخمة.
واستند مهندس المساحة إلى صورة جوجل إيرث، الذي كذّب في رصده، ما تردده الجماعة من تعدي حشودها عدة ملايين متظاهر.
أما تكلفة اليوم فقد كانت -وفقًا لعدة مصادر إخبارية- 100 مليون جنيه، منها 60 مليونًا للمكاتب الإدارية للإخوان بالمحافظات، و10 ملايين لكل من أحزاب الوسط والجماعة الإسلامية والراية (حازم أبو إسماعيل)؛ للحشد والنقل والإعاشة ومصروف الجيب للمتظاهرين.. وذلك بالإضافة لما قدمه بعض المحافظين من دعم ليوم رابعة العدوية، مثل محافظ المنيا الذي قام بتسيير 20 أتوبيسًا تابع لمشروع النقل الجماعي؛ وذلك بهدف نقل أعضاء جماعة الإخوان وأنصارها إلى القاهرة للمشاركة في فعاليات تأييد الرئيس محمد مرسي.
كما قام المحافظ أيضًا بتخصيص 32 ميكروباص لنقل أعضاء حزب الحرية والعدالة والإخوان إلى القاهرة.
ومع ذلك لم يتجاوز الحشد 300 ألف متظاهر.. ولم تظهر أية حشود في أي محافظة.. أي أن متظاهري رابعة العدوية هم الحد الأقصى للجماعة وتوابعها.
وينتهى يوم إعلان الخلافة والنبي الجديد بإعلان آخر قدمه تجار الفاكهة في أسواق القاهرة والمحافظات يحدد الأسعار الجديدة لبلح رمضان، حيث اختفى بلح ليلى علوي وصفية العمري، ليحل محله بلح تمرد الأغلى سعرًا (16) جنيهًا للكيلو، يليه بلح “,”آسفين يا ريس“,” 11 جنيهًا، ثم بلح تجرد 8 جنيهات، وفي ذيل القائمة بلح نهضة النبي مرسي بسعر 6 جنيهات..
ولم يحدد التجار بعد أسعار خروف العيد الكبير؛ بسبب المنافسة الشرسة التي يتعرض لها أصحاب المزارع من مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، الذي نزل بكل ثقله لجمع أكبر عدد ممكن من الخراف لمواجهة حركة تمرد.. الله أكبر ولله الحمد.