تصويت المغتربين فرحة وانتصار
يتواصل التصويت في عواصم الدنيا بالسفارات المصرية بالخارج لاختيار رئيس جديد للبلاد، شاء الحظ أن أدلي بصوتي يوم الخميس الماضي بالسفارة المصرية بالعاصمة العمانية مسقط، كنت قد تهيّأت قبلها بأسبوعين عاقدًا العزم على التصويت العاقل دون انفعال أو عاطفة، كما رتبت لرحلة الخميس إلى السفارة ألا أكون وحدي وأن تشاركني ابنتي الصغيرة وزوجتي وأصدقاؤنا، اعتقدت أنني وحدي صاحب هذا الترتيب، وما أن وصلنا مقر السفارة مبكرًا حتى فؤجنا بأن الخطة التي رتبناها قد نفّذها كثيرون.
يوم وطني واحتفالي مشهود، كرنفال من الوطنية المصرية الخالصة، ولعل البسمة التي علت الوجوة كانت هي القاسم المشترك بين الجميع، ورغم القول بأنها معركة انتخابية فإن مؤيدي السيسي وحمدين كانوا في غاية التحضر والرقي، ولما لا وقد انزاحت عن سماء مصر السياسية أشباح التعصب والتطرف وغاب تجار الدين بمزايداتهم الرخيصة، لم ألحظ أي تشنجات أو توتر من ذلك النوع الذي يصاحب الانتخابات في كل مكان، فقد كانت مصر هي الهدف وهي العنوان لاستردادها بعد غياب طال سنوات، ولا أقصد هنا السنوات الثلاث العجاف التي انقضت ولكنها كل السنوات التي غاب فيها صوت المواطن عن الصناديق.
وهنا تتجلى قدرة 25 يناير التي صارت تاريخًا عبقريًّا في حياة مصر والمصريين وصار لها ما بعدها، ولعل انتصار روح المواطن ودحر الاستبداد كانا الثمرة الوحيدة فيها، لذا لم أكن منزعجًا على الإطلاق من دعاوى بعض الزملاء بأن زمن مبارك قد يعود، هذه دعوى ضعيفة الحجة ولا سند لها بل هي تشكيك أيضًا في قدرة هذا الشعب على الانتصار.
أقول انتهى زمن مبارك وآلياته العفنة، انتهى للأبد والكلمة في أيامنا القادمة للشعب وحده، هذا ما رأيته على الصندوق يوم الخميس الماضي حيث الوجوه التي تنظر خلفها بغضب وتبتسم للمستقبل، انكسر جدار الخوف وتبدّدت أوهام القوة المطلقة للسلطة، ولعل في ثورة 30 يونيو دليلًا إضافيًّا على ما أقول، فقد تناسى الإخوان عبقرية الشعب واتجهوا لالتهام الدولة فوقف الشعب كشوكة في حلقهم ولم تسعفهم شربة ماء لزحزحة تلك الشوكة من مكانها.
وعلى عكس كل انتخابات أو استفتاء عندما كنا ننتظر الفرز وإعلان النتيجة ونحن على أحر من الجمرن فما زال حتى مساء الغد يدلي المصريون المغتربون بأصواتهم التى تتجاوز نصف مليون صوت ويتجمعون في حلقات للدردشة حول مستقبل البلاد وبعدها ينصرفون إلى أعمالهم في هدوء، الثقة مطلقة في اللجان المشرفة والتقدير للقائمين على عملية التصويت واجب، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لم يعد مهمًّا مَن سيفوز في هذا الاستحقاق الرئاسي سواء كان البطل المشير السيسي الذي رفض ذهب المعز وسيفه أو المناضل حمدين صباحي رفيقي في ميادين التظاهر للمطالبة بالتغيير.
نعم أنا متفائل وهذا من حقّي أن أعلنه ومن حقكم أن تعرفوه، لم أكن بهذه الحالة قبل سنوات عندما كنا نحرث في البحر، عندما كنا نتظاهر عشرات الأفراد بالميادين وحولنا كردون الأمن المركزى بالمئات، بينما كان المارة يتفرجون علينا وكأننا قرود محبوسين في الجبلاية، كان الإحباط يضربنا أحيانًا وكان الضوء في آخر النفق ضعيفًا شاحبًا.
واليوم وبعد ثورتين مجيدتين في تاريخ مصر، يتقدَّم المصريون نحو صناديق الاقتراع كملاك وأسياد حقيقيين لهذا البلد، سيختارون بإرادتهم الحرة رئيسهم القادم، لذلك أنا متفائل بالسنوات القادمة، لن يقوى علينا استبداد حاكم، ولن يرهبنا تاجر دين، سنقول لكل الدنيا إن هذه هي مصر وها قد عادت شمسها الذهب.
يوم وطني واحتفالي مشهود، كرنفال من الوطنية المصرية الخالصة، ولعل البسمة التي علت الوجوة كانت هي القاسم المشترك بين الجميع، ورغم القول بأنها معركة انتخابية فإن مؤيدي السيسي وحمدين كانوا في غاية التحضر والرقي، ولما لا وقد انزاحت عن سماء مصر السياسية أشباح التعصب والتطرف وغاب تجار الدين بمزايداتهم الرخيصة، لم ألحظ أي تشنجات أو توتر من ذلك النوع الذي يصاحب الانتخابات في كل مكان، فقد كانت مصر هي الهدف وهي العنوان لاستردادها بعد غياب طال سنوات، ولا أقصد هنا السنوات الثلاث العجاف التي انقضت ولكنها كل السنوات التي غاب فيها صوت المواطن عن الصناديق.
وهنا تتجلى قدرة 25 يناير التي صارت تاريخًا عبقريًّا في حياة مصر والمصريين وصار لها ما بعدها، ولعل انتصار روح المواطن ودحر الاستبداد كانا الثمرة الوحيدة فيها، لذا لم أكن منزعجًا على الإطلاق من دعاوى بعض الزملاء بأن زمن مبارك قد يعود، هذه دعوى ضعيفة الحجة ولا سند لها بل هي تشكيك أيضًا في قدرة هذا الشعب على الانتصار.
أقول انتهى زمن مبارك وآلياته العفنة، انتهى للأبد والكلمة في أيامنا القادمة للشعب وحده، هذا ما رأيته على الصندوق يوم الخميس الماضي حيث الوجوه التي تنظر خلفها بغضب وتبتسم للمستقبل، انكسر جدار الخوف وتبدّدت أوهام القوة المطلقة للسلطة، ولعل في ثورة 30 يونيو دليلًا إضافيًّا على ما أقول، فقد تناسى الإخوان عبقرية الشعب واتجهوا لالتهام الدولة فوقف الشعب كشوكة في حلقهم ولم تسعفهم شربة ماء لزحزحة تلك الشوكة من مكانها.
وعلى عكس كل انتخابات أو استفتاء عندما كنا ننتظر الفرز وإعلان النتيجة ونحن على أحر من الجمرن فما زال حتى مساء الغد يدلي المصريون المغتربون بأصواتهم التى تتجاوز نصف مليون صوت ويتجمعون في حلقات للدردشة حول مستقبل البلاد وبعدها ينصرفون إلى أعمالهم في هدوء، الثقة مطلقة في اللجان المشرفة والتقدير للقائمين على عملية التصويت واجب، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لم يعد مهمًّا مَن سيفوز في هذا الاستحقاق الرئاسي سواء كان البطل المشير السيسي الذي رفض ذهب المعز وسيفه أو المناضل حمدين صباحي رفيقي في ميادين التظاهر للمطالبة بالتغيير.
نعم أنا متفائل وهذا من حقّي أن أعلنه ومن حقكم أن تعرفوه، لم أكن بهذه الحالة قبل سنوات عندما كنا نحرث في البحر، عندما كنا نتظاهر عشرات الأفراد بالميادين وحولنا كردون الأمن المركزى بالمئات، بينما كان المارة يتفرجون علينا وكأننا قرود محبوسين في الجبلاية، كان الإحباط يضربنا أحيانًا وكان الضوء في آخر النفق ضعيفًا شاحبًا.
واليوم وبعد ثورتين مجيدتين في تاريخ مصر، يتقدَّم المصريون نحو صناديق الاقتراع كملاك وأسياد حقيقيين لهذا البلد، سيختارون بإرادتهم الحرة رئيسهم القادم، لذلك أنا متفائل بالسنوات القادمة، لن يقوى علينا استبداد حاكم، ولن يرهبنا تاجر دين، سنقول لكل الدنيا إن هذه هي مصر وها قد عادت شمسها الذهب.