البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فتنة الجبهة الغربية


لا شك أن ما يحدث على الجبهة الغربية للحدود المصرية على أرض الشقيقة ليبيا يؤثر بشكل كبير على الأمن القومي المصري، خاصة إذا علمنا بأن دولة مصر مستهدفة من قبل الجماعات المسلحة القابعة على الحدود المصرية الليبية وعلى رأسها تنظيم القاعدة المتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين ولعلنا نذكر جميعًا بأن القضية المقدم فيها الرئيس المعزول للمحاكمة هي الاتصال بأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من تليفون ( رفاعة الطهطاوي ) رئيس ديوان الجمهورية وهو بالمناسبة ابن خالة أيمن الظواهري رغم أن الدكتور / أيمن الظواهري وضع كتابًااسمه " الحصاد المر " سجل فيه ممارسات الإخوان على مدار 60 سنة وكانت أحكامه عليهم قاسية أقلها أنهم منافقون وخونة وعملاء للإنجليز وأعلاها أنهم كفرة لا يقل كفرهم عن كفر الأنظمة التي يسعى تنظيم أيمن لهدمها وللمزيد من المعرفة فإن كتاب الدكتور / أيمن الظواهري " الحصاد المر " موجود على شبكة الإنترنت لمن يريد أن يعرف المزيد من حكم أيمن على جماعة الإخوان ، ولكن منذ أن فتحت الجبهة السورية وقد ارتمي تنظيم القاعدة في أحضان الحكومة القطرية وأصبح هذا التنظيم أداة من أدوات الحكومة القطرية بناء على نصائح الحكومة الأمريكية بإخراج تنظيم القاعدة من أفغانستان ومن العراق وتوجيهه إلى سوريا وبالفعل خرج جيش النصرة التابع لتنظيم القاعدة من العراق إلى سوريا وأقام لنفسه قواعد خلفية على أرض تركيا المتاخمة للحدود السورية تحت سمع وبصر كل من أمريكا وتركيا بدعم مادي كبير من قطر التي هي أداة من أدوات الاستعمار الحديث وقد طالب الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية من " حمد " قطع علاقته بتنظيم القاعدة وقال بالحرف " إقامة علاقة بتنظيم القاعدة ضرب من الجنون " ولكن حمد لم يكن يملك من أمر نفسه شيئًا فهذه هي أوامر أسياده الأمريكان – امتد نفوذ الحكومة القطرية على الأحداث في ليبيا وكانت هي الداعمة لتدخل حلف الناتو لضرب نظام القذافي وثم إرسال عشرات الضباط القطريين للإشراف على إنشاء الجماعات المسلحة ودعمها بالمال والسلاح ورسم سياستها وأهدافها المطلوبة وبعد قتل العقيد القذافي حاولت مجموعات ليبية إنهاء الدور القطري على أرض ليبيا وقتل 10 من الضباط القطريين إلا أن المال القطري تمكن من فرض نفسه على أكبر الجماعات هناك بعد أن تمكن من تجنيد " عبد الحكيم بالحاج " وأبو أنس الليبي والتقي عبد الحكيم بالحاج بالأمير جاسم مسئول المخابرات القطرية والمعلوم أن عبد الحكيم بالحاج وأبو أنس ينتميان منذ 2007 لتنظيم القاعدة ومبايعة أيمن الظواهري وتم إنشاء قاعدة لتدريب عناصر مصرية وغير مصرية لإنشاء الميليشيات التي سوف تحتاج إليها جماعة الإخوان لإحكام السيطرة على الشعب المصري وبعد ثورة 30 يونيو الكبرى التي أطاحت بحكم الإخوان من مصر اشتدت الحاجة إلى إنشاء ما يسمى بـ " الجيش المصري الحر " لاستنساخ التجربة السورية وإدخال الجيش المصري في حرب استنزاف مع تزيف الحقائق من إعلام قناة الجزيرة القطرية التي تم تدريب أول طاقم لها في فرقة تابعة للموساد الإسرائيلي تسمى فرقة المستعربين وهي فرقة تابعة للمخابرات الإسرائيلية تكوينها الأساسي من ضباط مخابرات إسرائيليين من أصل عربي " عراقي – مغربي ... إلخ " وراهنوا كثيرًا على انشقاقات في صفوف الجيش المصري على غرار ما حدث في الجيش العراقي والجيش السوري حيث نجحت المخابرات القطرية والأمريكية في شراء قيادات بالجيشين ويكفي أن القادة المنشقين عن الجيش السوري أمثال "سليم إدريس" وغيره وكذلك عصام حتيتو مسئول الإخوان في سوريا مقيمان إقامة دائمة في شمال إسرائيل تحت رعاية الحكومة الإسرائيلية ، وسوف يستمر فشلهم بإذن الله في إحداث انشقاق داخل الجيش المصري لقول سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " بأن أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة – فتم استدعاء مجموعات الإخوان التي ذهبت للقتال في سوريا أيام المعزول إلى التوجه لمعسكرات ما يسمى الجيش الحر المصري في ليبيا وعددهم يتراوح بين 800 : 1000 وكذلك استدعاء المنتمين لتنظيم القاعدة وعددهم يتراوح بين 500 : 600 فرد هذا ما نعلمه ويقدر بعض الخبراء بأن عدد هؤلاء وصل إلى 3 آلاف فرد يتم تدريبهم من قبل العناصر المنتمية لحماس وكذلك بعض المقاتلين القدامى تحت إشراف عدد من الضباط القطريين يشرفون على النفقة والسلاح ويضعون الأهداف المطلوبة التي هي في حقيقة أمرها أهداف " صهيو أمريكية " تدخل فيما يطلق عليه خطة الطوق النظيف التي وضعتها كل من إسرائيل وأمريكا ألا وهي تدمير أربع دول عربية هي على التوالي " العراق – سوريا – مصر – السعودية " ونجحوا في العراق وسوريا وحفظ الله مصر والسعودية بفضله ورحمته ثم الثورة المصرية العظيمة 30 يونيو وقد أعلن السيد " ضاحي خلفان " قائد الأمن بدولة الإمارات أن تنفيذ خطة الطوق النظيف في السعودية ودول الخليج كان مؤقتًا لها 2016 إذا استقر حكم الإخوان في مصر لأن الإخوان هي الجماعة التي وقع عليها الاختيار لأن تقوم بدور الخيانة لأوطانها لأنها مؤهلة دائمًا لهذا الدور منذ نشأتها تحت رعاية الاستعمار البريطاني وقد كان أول من تفاوض مع قائد القوات الأمريكية المتأهبة لاقتحام بغداد عاصمة العراق الشقيق هو " حسن عبد المجيد " مسئول الإخوان في العراق فقد قام بدور ابن العلقي الذي ساهم في سقوط بغداد في زمن العباسيين وأطلق على مفاوضات الإخوان " عبد المجيد – بول برامير " وهو قائد القوات الأمريكية وكذلك التسريبات التركية التي دفعت برئيس الوزراء التركي أردوجان لقطع الإنترنت كانت عبارة عن حوارات بين " أردوجان عضو التنظيم الدولي للإخوان وبعض أعضاء النظام السوري وتوريطه في أحداث تسمح بخلق الظروف المناسبة للتدخل في سوريا – ولعلنا إذا علمنا بأن ما يسمي الجيش المصري الحر يستخدم الملابس الخاصة بالجيش المصري أو ملابس قوات الشرطة " مكافحة الشغب " والهدف منها هو ظهور عناصر هذا الجيش بهذا الزى وإطلاق الرصاص الحي على بعض مظاهرات الجامعة حتى يتهم الجيش والشرطة بقتل المتظاهرين وهو ما تطلق عليه المخابرات الإسرائيلية " خلق ظروف تسمح بالتدخل ضد الجيش المصري " .
وأن آخر اجتماع لتنظيم الإخوان في تركيا كان يوم 15/4/2014 جاء فيه تقرير للمخابرات الأمريكية بأن قدرة الإخوان على الحشد وتغيير الأوضاع في مصر أصبح ضعيفًا لا يشجع الأمريكان على استمرار دعم الجماعة وإذا وصل الرئيس الجديد لحكم مصر وسوف يكون من الصعب أن تستمر الحكومة الأمريكية في استمرار دعم الإخوان فاقترح مندوب المخابرات القطرية الذي كان يحضر هذه الاجتماعات بأننا أمامنا فرصة أكثر من شهر فعلينا تكثيف المظاهرات في الجامعة وتوظيف شباب الألتراس ومحاولة تكثيف العمليات الإرهابية والاغتيالات بهدف تعطيل الانتخابات الرئاسية ولكننا نقول لهم هيهات هيهات فالفشل هو حليفكم وقد فشلتم في كل المعارك التي فرضتموها على شعب مصر، فشلتم في إفشال الاستفتاء على الدستور، فشلتم في تعطيل الدراسة، فشلتم في فرض إرادتكم الدنيئة على شعب مصر الذي لفظكم شكلًا وموضوعًا – الذي يهمنا هو التنبيه على أن هناك عوامل تقوي من الداعي لتنامي الإرهاب يجب أن نأخذه في الحسبان وهو انتشار التنظيمات المسلحة في ليبيا ووحدة اللغة والوحدة الفكرية للجماعات التكفيرية في كل من مصر وليبيا وكم الأموال الضخمة التي تتدفق على هذه الجماعات والرغبة الدولية لكل من ( أمريكا – إسرائيل – تركيا – قطر ) في التصميم على إسقاط الدولة المصرية ووقف برامج التنمية وإرباك مصر في كل المجالات الاقتصادية والأمنية سوف يكون تحديًا كبيرًا للرئيس القادم للبلاد الذي نأمل جميعا أن يكون وزير الدفاع السابق / عبدالفتاح السيسي لأنه الرجل المؤهل لإدراك هذه المؤامرات ولأنه المؤهل لكيفية المواجهة مع هذا التحدي لأن الدول العظمى لا تكون عظمى إلا إذا فرضت عليها أمور يجب عليها أن تقبل فيها التحدي فالاستجابة للتحدي هي التي تخلق الدول العظمى فلم تبن أي دولة في العالم قوتها برضاء الدول الأخرى فحروب التنمية لا تقل ضراوة عن حروب الاستقلال ونظرة سريعة على حقيقة الأوضاع في ليبيا – فبعد سقوط الدولة وانتشار الجماعات المسلحة وإساءة هذه الجماعات للشعب الليبي فقد قامت كل قبيلة بإنشاء تنظيم مسلح خاص بها لحماية نفسها وممتلكاتها من العدوان وبدأت الحكومة المركزية في محاولة إنشاء جيش وطني يحفظ وحدة البلاد المهددة بالتقسيم إلى ثلاث دول – فعلى الحكومة المصرية القادمة دعم النظام الليبي ومساعدته في إنشاء الجيش الوطني لأن ارتباط الجيش الليبي بالجيش المصري ارتباط عاطفي قوي لأن أغلب ضباط الجيش الليبي يتخرجون من الكليات العسكرية المصرية – كما أن إنشاء علاقات قوية بالقبائل الليبية وخاصة أن هذه القبائل لها امتداد عرقي داخل القطر المصري كل هذه الأمور سوف تساهم في استقرار الأوضاع في ليبيا وسوف تضعف من تواجد هذه التنظيمات الإرهابية وتضيق عليها الخناق وكل ذلك سوف يصب بالتأكيد في مصلحة الأمن القومي المصري .