البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

السيسي الغامض يثير ذعر إسرائيل.. أمريكا تفشل في فك شفرته.. وشعبيته الجارفة بغزة والضفة والخليج تقلق الموساد.. ومخاوف بتل أبيب على مصير اتفاقيتي السلام والغاز.. والصهاينة يغازلونه بحل أزمة سد النهضة

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسي

أثار ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، للانتخابات الرئاسية وقدرته الفائقة على جمع تأييدات المواطنين للترشح لانتخابات الرئاسة التي تخطت النصف مليون، اهتمام عواصم العالم المختلفة، خاصة دولة إسرائيل، فأصبحت تلك الدول منشغلة بتأثير النظام السياسي في القاهرة على أمنها القومي إذا ما فاز المشير بالمنصب الأرفع في مصر.


وكشفت تقارير استخباراتية مصرية عن أن تل أبيب قامت بإجراء استطلاع سري للرأى للوقوف حول مدى شعبية المرشح الأكثر حظًّا في الوصول إلى قصر الاتحادية، وظهر السيسي كصاحب شعبية جارفة ليس في داخل مصر فقط بل أيضا في الأردن ودول الخليج التي سارعت إلى دعم مصر لتأييد قراراته التاريخية بعزل الرئيس السابق محمد مرسي تحقيقا للإرادة الشعبية في ثورة 30 يونيو.

الملاحظة المهمة التي استوقف الدوائر الإسرائيلية أن تلك الشعبية كانت أكثر ارتفاعا في قطاع غزة والضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية بلبنان، فضلا عن فلسطيني المهجر بالولايات المتحدة، ولم تستبعد هذه الدوائر وجود ما وصفته بـ "تنظيم فلسطيني سري" يدعمه.


ويعترف جهاز استخبارات الدولة العبرية "الموساد" بعجزه عن تحديد توجهات السيسي المستقبلية تجاه إسرائيل وطبيعة العلاقات معها ومدى إبقائه على معاهدة السلام بين البلدين، فهل سيتركها كما هي، أم سيستجيب للضغوط الشعبية التي تطالب بمراجعة الملاحق الأمنية للاتفاقية لإعادة نشر القوات المصرية بسيناء، فضلا عن مراجعة اتفاقية تصدير الغاز المصري لتل أبيب بأسعار متدنية، وهس الاتفاقية التي أبرمت قبل سنوات إبان فترة تحالف الرئيس الأسبق حسني مبارك مع الإسرائليين الذين وصفوه بـ"الكنز الإستراتيجي".

وترجع التقارير الإسرائيلية صعوبة الوقوف على النوايا الحقيقية لوزير الدفاع المستقيل إلى طبيعته الحذرة كرجل خدمة بالقوات المسلحة وتولى جهاز المخابرات الحربية، مؤكدة أنه يمتلك "قدرات تنظيمية هائلة يخفيها دائما وراء ستار من التواضع"، كما وصفته بأنه "يملك مهارة كبيرة في إخفاء نواياه الحقيقية تجاه الآخرين سواء كانوا دولا أو أشخاصا"، إلى جانب ما أكسبه إياه عمله السابق كمدير للاستخبارات العسكرية بالكثير من الحذر والغموض على نحو جعله بطيء في اتخاذ القرار، لكنه يعرف كيف يتخذه في التوقيت المناسب مهما كان صعبا".



وتشير التقارير الإسرائيلية إلى تصريحات البروفسور الأمريكي روبرت سبرنج، الخبير في العلاقة بين الجيش والسياسة بمصر، بأن وزير الدفاع المصري المستقيل عرف نقاط ضعف واشنطن، بينما لم تعرف هي نقاط ضعفه، كما استوعب كيف تفكر الإدارة الأمريكية بينما "لم نعرف نحن كيف يفكر هو".

ولعل هذا ما دفع إسرائيل إلى أن تعلن مؤخرا عن استعدادها للقيام بدور الوساطة بين مصر وإثيوبيا لحل النزاع حول أزمة "سد النهضة" الذي تؤكد القاهرة أنه ينتقص من حصتها التاريخية في مياه النيل، حيث يبدو أن إسرائيل أرادت أن تبعث بأكثر من رسالة للسيسي حال وصوله لكرسي الرئاسة، والتي من أبرزها أن الدولة العبرية موجودة بقوة في منطقة أعالي النيل والقرن الإفريقي وتستطيع أن تكون صديقا يؤدي خدمات جليلة لمصر أو عدوًّا يعبث بأكثر نقاطها ضعفًا، وعلى الرئيس القادم للبلاد أن يحدد في أي الصورتين يريد أن يرى إسرائيل.


السيسي والتيار الإسلامي

الغموض الذي تتخوف منه عواصم العالم في شخصية السيسي، كان له رصيد في الداخل أيضا، خاصة بعد أن اختاره الرئيس المعزول محمد مرسي وزيرا للدفاع ورفعته الآلة الإعلامية الإخوانية إلى عنان السماء قبل الاختلاف معه حول "أولويات الأمن القومي المصري" فخسفوه أرضا، وما زاد قلق الخارج أيضا هي تصريحات مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، نادر بكار، بأن المشير مرشح إسلامي، ما أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وترصد "البوابة نيوز" مواقف تيار الإسلام السياسي والطرق الصوفية تجاه المشير السيسي منذ بداية من توليه وزارة الدفاع وحتى ترشحه لرئاسة الجمهورية.



وزير بنكهة الثورة

نشرت جريدة الحرية والعدالة، الناطقة بلسان حزب جماعة الإخوان الإرهابية مقالًا عددت فيه ميزات السيسي وأنه أصغر أعضاء المجلس العسكري سنا بل والأكثر تدينًا، معتبرة أنه "وزير دفاع بنكهة الثورة"، وأنه مختلف عن باقي أعضاء المجلس الذين تمسكوا بالسلطة لفترات طويلة عقب ثورة 25 يناير.

وقالت الصحيفة الناطقة بلسان حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية: "إن السيسي كان له تصريحات هاجم فيها التعامل العنيف للأمن مع المتظاهرين بُعيد اندلاع الثورة المصرية المجيدة، فقد صرح من قبل أن هناك حاجة ماسة لتغيير ثقافة قوات الأمن في تعاملها مع المواطنين وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة أو التعذيب".



المرشح الإسلامي

وقال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام: إن المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي هو مرشح إسلامي، لافتا إلى أن الورقة البحثية التي تقدم بها السيسي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006 تؤكد أنه رجل قريب من إسلام الشعب المصري، ورغم تحفظه على إعلان اسم مرشح الحزب للرئاسة وقال "من السابق لأوانه إعلان موقف الحزب من مرشحي الرئاسة قبل إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أسماء من سيخوضون سباق الانتخابات، إلا أن ذلك لاقى موجة هجوم عليه، لأن تصريحات تنطوي على تأييد مسبق للسيسي.


السيسي مؤيد من الله

لا يخفى على أحد الدعم الذي يلقاه السيسي من الطرق الصوفية ومشايخها، حيث استقبل وفدا مشتركا من الطرق الصوفية، ونقابة الأشراف، من بينهم محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف، وفضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم والمستشار فاروق سلطان، واللواء حسن الألفي، وذلك في إطار حرصه على التواصل مع مختلف التوجهات الثقافية والفكرية في المجتمع المصري قبل انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة.

ووجه عمر هاشم، كلمة للمشير عبد الفتاح السيسي قال فيها: '' اعلم أن ما أنت فيه الآن من قبل الله، وتوجه جميع قلوب المصريين من حولك، دليل أنك على حق، وهذا لم يحدث في مصر أبدًا، والناس تنتظرك، حتى تأتى رئيسا لمصر، لتعيد لنا أمن البلد، ونحن نتجه بقلوب مخلصة إلى الله أن يؤيدك ويجعل أمان مصر على يديك، ويبعد عنك أهل الباطل''.