البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

شاهد.. عبقرية المصري القديم في تجسيد الروح والجسد والعمل

الجدارية
الجدارية

اهتم المصري القديم بتجسيد كل من الروح، الجسد، والعمل على جداريات المعابد وورق البردي، وهذا يدل على عبقرية المصري القديم الذي صور لنا هذا المشهد من مقبرة "ايري – نفر"
العلاقة بين ثلاثي تكوين الإنسان "الجسد الذي يفني بعد الموت ويمثل هنا باللون الاسود، لون الموت  وهي روح الانسان التي تصعد بعد موته ودائما ما تمثلت في جسد طائر براس الانسان المتوفي
لتدل على انها ذلك الطيف الاثيري الذي يطير الى السماء، والعمل وهو عمل الانسان وسيرته والتي تبقى في الأرض.
 

ومثلها العبقري الفنان المصري في صورة طائر ليس له ذيل ويقف على الأرض ويحمل فوق ظهره حملا ثقيلا وهو عمل الأنسان في حياته فى حين تظهر البا في الأعلى وهى تطير بجناحيها بحرية تامة منفصلة عن الظل الذى يستعد لتوه للخروج من المقبرة وتبدو البا، وكأنها تدعوه أو تحثه على الخروج من سجن المقبرة واتباعها فى طريقها الروحى، وعند تأمل المشهد نجد أنه يصف لنا مصير البا وهو أحد احتمالين.
 

الاحتمال الأول أن تظل البا ملتصقه بالظل ولا تستطيع الانفصال عنه، وهذا الالتصاق بالظل يربطها بالأرض بحيث لا تستطيع أن تطير وتتجه الى وجهتها الرئيسية وهي السماء عالم الروح، والاحتمال الثاني هو أن تتحرر البا من ثقل الظل وتحلق بحرية نحو السماء وعند تحررها وانطلاقها تقوم أيضا بتحرير الظل وتقوده للخروج من المقبرة .
 

ويمكننا أن نفسر الظل فى هذا السياق بأنه هو رغبات الجسد المادية والأمنيات المتعلقة بالعالم الأرضي التي لم يستطع الانسان تحقيقها أثناء حياته وفي نفس الوقت لم يستطع أن يتخلى عنها أو يحولها الى أهداف روحانية، فالرغبات المادية لا تسقط بموت الانسان بل تظل ملتصقه به وتعوق روحه عن الانطلاق الى عالم الروح، كما جاء في كتاب الخروج الى النهار الذي عثر عليه بمقبرة "نب-سنى".