البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"المراجيح البلدي".. إمكانات بسيطة في الريف تحاكي تراثا فرعونيا قديما

ملاهي شعبية
ملاهي شعبية

العيد هنا في الريف له طابع خاص، كل شيء يدعو للبساطة بداية من الصلاة في مسجد صغير ذي سماعات متهالكة، مرورا بالبالونات الصغيرة المعلقة على الأبواب، حتى ملابس الناس أنفسهم ليس بها ما يدعو للتفاخر، وليس هناك ملاهي بل يكتفون بأرجوحة صغيرة مصنوعة من الأشجار في أخر الشارع، يتلف حولها الأطفال ليأخذ كل واحد منهم دوره والجميع بين مبتهج ومهلل. 
المشهد يبدو هكذا "مرجيحة" صنعت من سيقان الأشجار ربطت ببعضها ومعلق بها لوحًا من الأخشاب بحبال قوية، يقف عليها طفلان وجههما متقابل وكل واحد منهم يتمايل من ناحيته حتى ترتفع الأرجوحة في السماء، وعلى الجانب مجموعة من الأطفال يتلفون حولها كل منهم ينتظر دوره بثمن بخس من الجنيهات المعدودة. 
اللقطات السابقة هي عادة أساسية في الأعياد الريفية، ينتظرها الأطفال ما بين الحين والآخر، ورغم المخاطر الكبيرة التي من الممكن أن تسببها إلا أن الأطفال يقبلون على التمتع بها طوال أيام العيد، وذلك عوضا عن عدم وجود ملاهي يلجأون إليها في القرى. 
وتمثل هذه المراجيح الخشبية المصنوعة من الأشجار، مصدرا لبث البهجة والسعادة في قلوب العديد من الأطفال، لذا يحرص العديد من الأهالي على صناعة مراجيح خاصة بأبناءهم في المنزل، لعدم حدوث تزاحم وتشاحن بين الأطفال في أيام العيد.
كانت "المراجيح" تعرف قديما باسم "الزقازيق والزينة" ولكن ظل تاريخها ليس واضحا للجميع، ولم يعلم أحدا كيف ظهرت "المراجيح للمرة الأولى " ولكن تقول بعض الدراسات أن أصل المراجيح يرجع إلى العصر الفرعوني، وما يوضح ذلك الرسومات الواضحة على جدران المعابد الفرعونية، والتي تشير إلى أن أصل الأرجوحة تعود إليهم، حيث كانت المرأة المصرية تقبل طوال الوقت على مساعدة زوجها ومساندته في أعمال الزراعة والحقول فكانت تضع رضيعها في قطعة قماش وتربط كل طرف بساق الشجرة فتصبح أرجوحة تقوم بهزها إذا بكي الطفل.
وتطورت الفكرة إلى الاستغناء عن سيقان الشجر بسيقان خشبية قوية ومنها تطورت الفكرة حتى وصلت الى شكلها الحالي في العصر الحديث.