"واشنطن بوست": تزايد الضغوط على بايدن لكبح جماح هجمات الفدية
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الهجوم الضخم ببرمجيات الفدية الخبيثة الذي أثر على الكثير من الشركات في نهاية الأسبوع الماضي، أدى إلى تكثيف الضغوط على إدارة بايدن كي تثبت أنها تعمل على كبح جماح هذا التهديد.
وأضافت الصحيفة -في سياق تقرير اليوم الأربعاء- أن كبار مسؤولي الأمن القومي يطلعون الرئيس جو بايدن اليوم على كيفية مواجهة الحكومة لتلك الهجمات المكلفة التي تزداد وقاحة، والتي يشنها قراصنة موجودون في روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية لم ينسبوا الهجوم الأخير إلى أي جهة علنًا، لكن جماعة تعرف باسم "آر إيفيل"، يقول مسؤولون أمريكيون إنها تعمل من روسيا لحسابها الخاص إلى حد كبير، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي ضرب ما يصل إلى 1500 شركة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، فيما قال عنه خبراء إنه أكبر هجوم إلكتروني من نوعه حتى الآن.
ومن المقرر أن يستأنف مسؤولو البيت الأبيض الأسبوع المقبل المحادثات مع المسؤولين الروس حول هذا التهديد، وهو حوار بدأ بعد أن حذر بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن واشنطن ستحمل موسكو المسؤولية عن الهجمات الإلكترونية التي تنطلق من روسيا حتى لو لم يتسنى ربطها بشكل مباشر بالكرملين، وفقا للصحيفة.
وقالت المتحدث باسم البيت الأبيض جين ساكي، يوم الثلاثاء، "إذا كانت الحكومة الروسية لا تستطيع أن تتخذ إجراءًا ضد الجهات الإجرامية المقيمة في روسيا أو لن تفعل، فسوف نتخذ نحن إجراءًا أو نحتفظ بالحق في اتخاذ إجراء بأنفسنا".
وعلى الرغم من أن هجوم الأسبوع الماضي على شركة برمجيات "كاسيا"، التي تتخذ من ميامي مقراً لها، تسبب على ما يبدو فيما وصفه بايدن بأنه "الحد الأدنى من الضرر" للشركات الأمريكية، إلا أنه قد أثار قلق مسؤولي الأمن القومي، وعمل الموظفون في الوكالات الفيدرالية الرئيسية خلال عطلة ذكرى الرابع من يوليو ونهاية الأسبوع لتقييم الضرر الناجم، وهو العمل الذي يقول بادين إنه ما زال جاريًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات الإلكترونية التخريبية، التي تعطل الشبكات التي تعتمد عليها مستشفيات ومدارس وصناعات ويطالب القراصنة بمبالغ كبيرة من المال مقابل فتحها، يُنظر إليها اليوم على أنها تهديد أكثر إلحاحًا من التجسس التقليدي المحدود الذي تقوم به حكومات على حكومات أخرى وأحزاب سياسية وغيرها من الأهداف.
ويشارك في إحاطة بايدن اليوم كبار المسؤولين من وزارات الخارجية والعدل والأمن الداخلي والاستخبارات. ويأمل البيت الأبيض في بناء استراتيجية متعددة الأوجه تركز على تعزيز الدفاعات الإلكترونية، والتواصل الدبلوماسي مع حلفاء الولايات المتحدة، والردود الهجومية الموجهة المحتملة، بما في ذلك تعطيل البنية التحتية الحاسوبية التي يستخدمها المتسللون، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية اشترط عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية المسألة.
ودعا البيت الأبيض إلى إيجاد خيارات في أعقاب هجوم ببرمجيات الفدية الخبيثة في مايو الماضي أدى إلى إغلاق مؤقت لعمليات خط أنابيب "كولونيال بايبلاين"، الذي يعد أكبر خط أنابيب للوقود المكرر في الولايات المتحدة. وأدت الواقعة إلى نقص إمدادات البنزين في معظم أنحاء الجنوب الشرقي الأمريكي، بحسب الصحيفة.
وسعى مسؤولو الإدارة إلى معايرة توقعاتهم، حيث أشار بايدن نفسه إلى أن نتائج المباحثات الثنائية مع روسيا، والتي أُجري العديد منها بالفعل، ربما لا تكون فورية، قائلًا في قمة جنيف الشهر الماضي: "سنكتشف خلال فترة الست أشهر إلى العام المقبلة ما إذا كان لدينا بالفعل حوار استراتيجي مهم".
واستعادت الحكومة الأمريكية الشهر الماضي أكثر من مليوني دولار من العملات المشفرة التي دفعتها شركة "كولونيال بايبلاين" كفدية إلى شبكة القرصنة المسماة "دارك سايد" التي تتخذ من روسيا مقراً لها بعد أن تمكنت السلطات من تحديد موقع المفتاح الخاص الذي أتاح فتح "محفظة" رقمية تحتفظ بمبلغ الفدية، حسبما أعلنه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر، اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إن العثور على المفتاح لم يأتي نتيجة لعملية متطورة أو عن طريق مخبر، وقال أحدهم: "الأمر ليس كحيلة تنجح في كل مرة".
كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك دعوات من بعض المشرعين الأمريكيين لإدارة بايدن باستخدام القدرات الإلكترونية العسكرية بشكل أعنف ضد منفذي القرصنة الإجرامية في الخارج.