البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

زوجة شهيد المدرعة المخطوفة: تمنى الشهادة وطلب نقله لسيناء

البوابة نيوز

بالعودة إلى الوراء بنظام «الفلاش باك»، قبل ساعات قليلة، من عصر الأربعاء 11 يناير 2017، أجرى الشهيد محمد عبد الفتاح عبد الجواد اتصالًا مع أهل بيته بقريته الريفية البسيطة منشأة رحمي التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، اطمأن خلاله على زوجته وأبنائه الثلاثة، وأخبرهم بأنه سيعود إليهم في اليوم التالى، في إجازة لم يحدّد مدتها وتركها للقدر الذى كتب عودته شهيدًا ملفوفًا في علم مصر، حيث كان من المقرّر أن تبدأ خدمة الشهيد في مساء يوم الأربعاء، لكنه نزل منذ الصباح، بديلًا لأحد زملائه، الذى طلب منه ذلك حتى يتمكن من السفر، ووافق الشهيد وأغلق هاتفه، وبحلول المساء استُشهد في الهجوم الغادر.
ومع ذكرى عيد الشرطة استرجعت أنوار محمد زوجة الشهيد الرائد محمد عبد الفتاح، ذكرى الحادث الأليم لـ"البوابة نيوز" ضحية الحادث الإرهابي، على مدرعة من قوة تأمين مستشفى العريش العام، بشمال سيناء، قائلة: "طلب زميل له من الشهيد أن يحصل على إجازة ليرى أهله، وأنه سيتولى المأمورية بدلا منه، حتى جاء إلينا في محمولا في نعش إلى الفيوم بعد أن فتح الإرهابيون النيران على إحدى المدرعتين ما أدى إلى إصابته ثم استشهاده بداخلها بعد أن نفذت ذخيرته بعد تبادل مع الإرهابيين، ومحاولتهم الفرار بالمدرعة التي بداخلها الشهيد".
وأفصحت الزوجة المكلومة عن آخر لحظات لزوجها الضابط بقسم العريش ثان، حيث كان يقف في أحد الكمائن بالمدينة، بالقرب من مستشفى العريش العام، وفجأة مزّقت السكون الذى يخيّم على المكان أصوات طلقات نارية كثيفة أطلقت بشكل عشوائى على الكمين من خلال مجموعة إرهابية من التكفيريين، مما أسفر عن استشهاده، بعد مدة خدمة في العريش، بدأها بطلبه الانتقال إلى هناك، وانتهت برصاص الغدر، مشيرة إلى أنه قد تخرج في كلية الشرطة عام 2012، والتحق بقطاع الأمن العام بمديرية أمن الفيوم، ثم بعدها طلب الانتقال إلى شمال سيناء للعمل هناك، وحين تمّت الموافقة على طلبه كاد يطير فرحًا.
وفي كواليس المطاردة بطولات ترويها السيدة أنوار زوجة الشهيد بعد أن علمتها من أصدقائه في العمل قائلة: "زوجي أصاب من الجماعة الإرهابية عددا كبيرا منهم قبل استشهاده والمعروفة إعلاميا بـ"المدرعة المخطوفة" وكان بداخلها بها مجندين، رادفه بأن الشهيد كان لم يهاب شيئا أو أي مخاطر وذو شجاعة وكان يصلي ويدعو بتمنيه أن ينول الشهادة، وصمتت برهة لتتذكر بصوت منخفض متعب "كنا نقلق عليه دوما عند رجوعه للعمل في هذا المكان وكنت رافضة نقله لسيناء وطالبته كثيرا بالعدول عن قرار نقله إلا أنه قال لها "بلدي هناك محتجاني وأنا بحب سيناء وأهلها، وخدمت بها من قبل، ولم يوافقه الكثير في هذه الظروف".
وفي اتصال قبل وفاته بساعات أوصاني على نفسي وأولادي وكان من القلوب الطيبة وصافي النفس ومرة صحيت من نومي على دعائه في صلاته "ياربي تقبلني عندك شهيد" إلا إنني حزنت لهذا الدعاء فذكر لي بعض الآيات القرآنية وأنا مش خايف عليكم "وكان حينها أحمد في الصف الثالث الإعدادي والآن بأولى كلية صيدلة ورنا الآن في الصف الثالث الإعدادي وزياد بالصف الرابع الابتدائي، وأعيش حاليا على ذكرى زوجي وهو تاج على راسي وأربي أولادي، ومش عايزة حاجة من الدنيا إلا أني أحافظ على أولادي وأربيهم كويس وأدي رسالتي".
واستدلت زوجة الشهيد ختام حديثها مع "البوابة نيوز" بأن الشهيد تم تكريمه مرتين من الرئيس عبد الفتاح الشهيد وأخذ الوسام الجمهورية من الدرجة الثالثة وهناك بعض الكتب أيضا ذكر فيها الشهيد مع بعض الكتاب باسم الولاد والأرض في هذه السلسلة وشهداء مصر ضد الإرهاب وتكريمه من محافظي الفيوم، كما تم إطلاق اسمه على إحدى المدارس بالمحافظة.