درس «صفية» في التربية الوطنية
بمبلغ ٢٢ جنيها مصريا فقط لا غير أسقطت السيدة صفية أبوالعزم، بالضربة القاضية مخططات جماعة الإخوان وإعلامها الممول بمليارات الدولارات.
٢٢ جنيها هى قيمة التذكرة التى أصرت السيدة صفية على أن تدفعها لمحصل قطار «القاهرة- المنصورة» لتفتدى بها جنديا مجندا بالقوات المسلحة من تصرفات رئيس القطار، وتؤكد عمليا أن سبيكة المصريين عصية على الانصهار، وأن الجيش والشعب ما زالا «إيد واحدة».
من داخل قطار الغلابة، أجهضت «بنت المحلة الكبرى» دون أن تدرى مخططات الجماعة المأجورة وكتائبها الإلكترونية وقنواتها التليفزيونية التى رصدت لها المليارات لبث الفرقة وإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب طوال السنوات السبع الماضية، وتركتهم «يضربون أخماسا فى أسداس»؛ كيف سيخرجون من هذه الورطة أمام أصحاب رءوس الأموال من مموليهم؟
١٢٠ ثانية أو تزيد إلى عدة دقائق كانت مدة الفيديو الذى نقل إلينا واقعة رئيس القطار ومجند القوات المسلحة وبينهما «مربية الأجيال»، فمحا آلاف الساعات من البث المباشر والحلقات المسجلة وتمثيليات وأفلام الصراخ المتواصل على قنوات الفبركة والتلفيق.
هدم «فيديو القطار» العفوى أصنامًا صارت عنوانا للخيانة، ونسف أكاذيب ترددت كثيرًا حتى ظن بعض المؤلفة قلوبهم أنها حقيقة.
ضربت «أم الرجال» مثالا للشهامة وعبرت عن مكانة الجيش فى قلوب المصريين، فيما كان المجند مثالا آخر فى الالتزام وضبط النفس والتعامل برقى، وفق أخلاقيات جيش مصر العظيم، خير أجناد الأرض، وكان يملك بالفعل ثمن التذكرة لكنه يعلم أن رجال القوات المسلحة يستخدمون القطارات وفق استمارة مجانية يحصلون عليها من وحداتهم العسكرية.
وأجابت السيدة صفية خلال نفس الفيديو بلغة مصرية خالصة عن سؤال يؤرق ممولى هذه القنوات التليفزيونية المأجورة منذ فترة، عن جدوى هذه المليارات الدولارية.. وعن مدى تأثير أبواق الجماعة على الشارعين المصرى والعربى، وعن سر صمود مصر وصعودها المستمر على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، رغم كل ما يقال من مزاعم، ورغم كل ما ينشر من شائعات؟
الإجابة جاءت حاسمة: نعم.. ليس هناك تأثير يذكر لقنواتكم، وضاعت أموالكم هباء، فلم يعد هناك مصرى عاقل يمكن أن يضيع وقته لمشاهدة نفس الوجوه الكالحة وسماع ذات الأكاذيب المكررة يوميا، أكاذيب تتحدث كل مساء عن مصر أخرى غير التى نعرفها ونمشى فى شوارعها وطرقاتها فى الصباح.
الإجابة ذاتها نزلت كصفعة مدوية على وجه التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الذى يسوق لنفسه فى أنقرة بوصفه «مقاول هدم» مصر والدول العربية لصالح من يدفع أكثر، فبارت بضاعته وظهر على حقيقته أمام مموليه كـ«أجير فاشل».
لقد جاء درس «صفية» شديد الوضوح لمعدومى الوطنية، الذين يعانون خللا نفسيا صور لهم أن الخيانة وجهة نظر، وأن الأوطان يمكن أن تباع وتشترى وأن الرباط المقدس بين الشعب المصرى وجيشه يمكن تفكيكه لتحقيق أهداف السلطان التركى الذى يسعى لإعادة رسم خريطة أجداده من اللصوص والسفاحين، على حساب العرب.
«ستنا» صفية بنت البلد التى تعانى مصاعب الإصلاح الاقتصادى وغلاء المعيشة وضعف المرتبات، وكل صفية مصرية هى وتد الخيمة التى تحمينا من العواصف، بقوة التحمل والصبر والإيمان بقضايا الوطن.
وإن كانت الملايين من «صفيات مصر» لا يحتجن لمواقف جديدة لتؤكد أنهن خط الدفاع المنيع عن بلادنا، فإن «بعض منتفعى الوطن» كرئيس القطار ومن على شاكلته يحتاجون إلى المزيد من دروس التربية الوطنية.