أين حمرة الخجل؟
سامحونى وجدت نفسى مضطرا للكتابة للمرة الثالثة عن التحرش تلك الآفة والمرض النفسى والسلوكى الذى نشهده بين الحين والآخر بصورة وقحة. وفى المقالتين السابقتين لى عن المتحرشين والمتحرشات تحدثت عن قضايا بعينها كانت حديث المجالس والإعلام وبالطبع كان الجميع يشعر بالاشمئزاز من هذا الفعل الشنيع الذى لم يقف عند التحرش بل وصل الأمر مداه فلم تكن هناك كلمة ونظرة وابتسامة فلقاء بل خسة ونذالة ووقاحة وقلة أدب من المتحرش في الغالب والمتحرشة في النادر فجرائم تحرش الرجال كما نعلم أكثر من النساء في مجتمعنا الشرقى ولكن ما دفعنى للكتابة عن التحرش من جديد هو رد فعل أهل أحد المتحرشين والمغتصبين فبدلا من شعور هؤلاء بالخزى والعار لسوء تربية ابنهم وجدنا وللأسف أسرة المتحرش تحتفل أمام سكن الضحية عبر زفة بالموتوسيكلات مع الطبل والزمر بموسيقى الدى جيه بابنها المتحرش عقب خروجه من محبسه.
لقد حدث هذا يا سادة مؤخرا بعدما اغتصب حدث طفلا مصابا بالتوحد وهو الأمر الذى جعل أم الضحية وكل أسرته يتمنون أن تنشق الأرض وتبلعهم فالعار لم يلتصق بالمجرم الجانى وأسرته بل أصبح في زمننا هذا من نصيب الضحية وأسرته ومن يقرأ أو يسمع صرخة أم الضحية يشعر بمدى القهر والذل والهوان الذى تعيشه هذه الأم وابنها وكل أسرتها وأصبح أمل الجميع بعد مشاهدتهم زفة الفرح ابتهاجا بعودة المجرم إلى بيته هو البحث عن شقة وسكن آخر بعيدا عن العيون والفضيحة التى لحقت بهم وبابنهم ولكن العين بصيرة واليد قصيرة ولكن يبقى أن النائب العام أثلج قلب الأم وابنها الضحية بفتح التحقيق من جديد. عموما نحيى رجال الشرطة والقضاء الذين يبذلون قصارى جهدهم وفقا لقوانين قديمة صدرت بزمن قديم لم يكن يعرف شبكات التواصل الاجتماعي التى يتم اصطياد الضحايا عبرها ولم يشهد إدمان الكثيرين مشاهدة الأفلام الإباحية التى تطرق في ثوانى عبر الشبكة العنكبوتية باب كل من يطلبها وينشدها.
أقولها ثانيا يا سادة لا بد من تشديد العقوبات على المتحرشين بإخصاء المغتصبين وإعدام من يغتصب ويقتل فمن أمن العقاب أساء الأدب فلا يعقل أن نترك المتحرش كبيرا أو صغيرا يرتكب جريمته ويفلت كالشعرة من العجين عبر عقوبات غير رادعة بالسجن لشهور أو الإيداع بإحدى دور الأحداث إنها عقوبات عفا عليها الزمن ولا أحد يقبل سواء من القضاء أو الشرطة أو الحكومة أو المجتمع أن نترك الشارع المصرى نهبا سداحا مداحا لمن يبثون سمومهم لنشر ثقافة التحرش والرذيلة والفساد فمصر لا تريد مثل هذه التصرفات الشاذة عن ثوابت المجتمع.
مصر تنهض ولا مكان فيها لفاسد ومجرم.