المعركة الأخيرة لفلول الإخوان في ليبيا
من الواضح أن الأمرَ جدُ خطير؛ فهى المرة السابعة في تاريخ البرلمان المصرى التى يعقد فيها جلسةً سرية، وهى المرة الثانية خلال نصف قرن؛ فالمرة السابقة التى عقد فيها البرلمان جلسة سرية كان في العام 1970، أى منذ خمسين عامًا كاملًا، وهو ما يؤشر إلى أن ما تواجهه الدولة المصرية ليس مجرد مناوشات، وليس مجرد عداوات من مجموعة من الحمقى تعودنا عليها، ولكن الأمر يمثل معركة وجود للدولة المصرية إن لم يكن للوطن العربى بأكمله، وهو ما استدعى مجلس النواب إلى تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي باتخاذ ما يلزم لحماية الأمن القومى المصري، والموافقة على إرسال عناصر من القوات المسلحة خارج البلاد.
لقد تصاعدت الأحداث في ليبيا بشكلٍ غير مسبوق؛ من خلال تجمع غير مسبوق لقوى الشر من فلول الإخوان وأنصارها من أطياف الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية التى خرجت جميعها من رحم الجماعة الإرهابية، علاوةً على دعم مباشر من رجب طيب أردوغان بإيعاز من التنظيم الدولى للإخوان، الذى حشد 13 ألف مقاتل من المرتزقة من سوريا يحاربون لنصرة أقرانهم من الإخوان مقابل حفنة من الدولارات، وقيام أردوغان الآن بمحاولة حشد مرتزقة من الصومال باسم الدين بالإضافة إلى الإغراءات المالية وإمكانية الحصول مجانًا على الجنسية التركية. أضف إلى ذلك محاولة عناصر من إخوان وخونة تونس عبور الحدود التونسية الليبية على عربات دفع رباعى للانضمام إلى المعركة المرتقبة لغزو سرت والجفرة..!!.
وهكذا يتجمع كل فلول الإخوان وتنظيمهم الدولى وأنصارهم استعدادًا لمعركتهم الأخيرة باقتحام الخط الأحمر الذى حدده الرئيس السيسي في سيدى براني. ولكل هؤلاء أقول إنكم لم تقرأوا التاريخ، ولو قرأتموه لكفيتم أنفسكم عار الهزيمة، ولحافظتم على خط الرجعة مع مصر. إن التاريخ يقول إن مصر كانت تنتصر على الدوام على الفلول؛ بدايةً من انتصار أحمس على فلول الهكسوس بعد أن طردهم من مصر، وحاولوا أن يجمعوا فلولهم للعودة إلى مصر من جديد، فأذاقهم أحمس شر هزيمة، وهذا أيضًا ما حدث مع التتار والمغول، وبعد طرد الحملة الفرنسية من مصر حاول لويس السادس العودة إليها فذاق هزيمة مذلة، بل وتم أسره في دار ابن لقمان في المنصورة، وبعد أن قام الإنجليز بتدمير أسطول الحملة الفرنسية في موقعة أبى قير البحرية، وخرجت الحملة الفرنسية من مصر، حاول الإنجليز احتلال مصر فذاقوا وبال أمرهم هم وفريزر قائد الحملة من جموع الشعب المصرى في موقعة رشيد. وكانت نهاية فلول الاستعمار القديم على الأرض المصرية أثناء العدوان الثلاثى على مصر في العام 1956.
إن المؤامرة على مصر كبيرة وغير مسبوقة، فتركيا تحاول خنق مصر وإسقاطها بكل السُبل، لأنها العقبة الكؤود التى دائمًا ما تقف في وجه أحلام وأطماع وأوهام أردوغان في الخلافة، وقنص ثروات الشعوب المغلوبة على أمرها. وما يوضح أبعاد المؤامرة التركية على مصر تلك اللقاءات الماراثونية مع مفوض رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد مع وزير الخارجية التركي، ولقاء وزير الدفاع القطرى مع وزير الدفاع التركي، ومحاولة حشد تركيا لمرتزقة جدد من الصومال، علاوة على الأسلحة التركية التى يتم تهريبها لحكومة الوفاق، بالإضافة لتصريح أردوغان بنقل المقاتلين من الرقة السورية إلى سيناء لفتح ثلاث جبهات قتال دفعة واحدة لإنهاك الدولة المصرية.
إن أوهام أردوغان تهيئ له أن إسقاط مصر سيفتح أمامه الطريق لإقامة خلافته المزعومة بعد إعطاء قبلة الحياة لجماعة الإخوان في مصر والدول العربية، ليستطيع أن يتسلل إلى آبار البترول في منطقة الخليج. إن المعركة الحاسمة القادمة ليست معركة مصر وحدها بل معركة السعودية والإمارات والبحرين وسائر دول الخليج والدول العربية، فالهدف من هذه المعركة ليس مصر بل ما بعد مصر، المعركة تستهدف الدرع الواقية للوطن العربي، ليبقى الوطن العربى دون درع في مواجهة الطاغية التركى الذى يعانى شراهةً غير مسبوقة للغزو والسلطة والثروة.
إن مصر اليوم ليست مصر عام 1517، مصر اليوم دولة كبيرة لها جيشٌ قوى وشعبٌ متماسك يقف خلف جيشه، ويقودها قائدٌ شجاع يصطف خلفه الجيش والشعب.
إنها معركةُ الثأر والكرامة ضد الصلف التركى وأوهام عودة الإمبراطورية العثمانية التى سقطت ولن تقوم لها قائمة، وستصبح بـأيدى قواتنا الباسلة هشيمًا تذروه الرياح.