البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المنسى الذى لا ينسى!!


- أعاد مسلسل الاختيار أشياء كثيرة إلى أماكنها الطبيعية، ورتب الأولويات للمشاهد كما لم يفعل مسلسل قبله إلا ما نَدُر، ولم لا؟ فلقد بث روحُ وطنية من جديد إلى نفوس المصريين، وعمِلَ على إفاقة البعض من أوهام وكذبِ التيارات الدينية المتطرفة والتى تتخذُ من الدينِ ستارًا لتزهق الأرواح وتبعث الخوف فى قلوب الآمنين، وأجهض كثيرًا من الادعاءات الواهية ضد المؤسسة العسكرية، وأظهر بما لا يدعُ مجالًا للشك مدى وطنيتها، والدماء التى تسيلُ كل يومِ من رجالها الأبطال، لا يرجون وسامًا أو جزاءً دنيويًا، بل مطلبهم الشهادة ولا شيء غيرها، بَيَنَ هذا العمل بعضا من كل، وقليلا من كثير فبطولات وتضحيات جيش مِصر العظيم لم ولن تنتهى ما دامت الحياة.
- إن نموذجًا واحدًا لرجال جيش مصر العظيم، وهو البطل أحمد منسى، جعل الدنيا تقوم ولا تقعد، جعل قنواتِ الفتنة فى تركيا وقطر تُصابُ بالصرع، وجعل مذيعيهم الأشاوس لا يجدون من الكلماتِ ما يقولونه للنيل من هذا العمل ولكنهم لم يستطيعوا وخابوا وخسروا، والباقى منهم وكأن على رءوسهم الطير فلم يستطيعوا أن يُحركوا ساكنًا وهم يرون كل هذا النجاح للعمل، والتوحد بين الأبطال والمشاهدين، والترحم كل يوم على مَن يُستشهد، وحلقة تلو الأخرى يزداد الوعى المصرى وتُفك بعض الألغاز ومشهد تلو الآخر يتفاعلُ الصغير قبل الكبير، ويتفنن المصريون فى تقليد أبطال المسلسل بفيديوهات، تحس على الوطنية، وتعبر عن رغبتهم فى الشهادة والإعزاز والتقدير للجيش المصرى العظيم.
- إن هذا المسلسل صَور تضحيات الأبطال بطريقة تقتربُ كثيرًا من الواقع، فأعادت إلى الأذهان بطولات المصريين فى نصر أكتوبر، شباب ابتغوا مرضات الله بحق ضد أفاقين وكذبة لعنهم الله، وشتت جمعهم، غيبت عقولهم عن نور الحق وقادهم شيطانهم عداوة لمصر شعبًا وجيشًا.
- تتحمل مصر منذ آلاف السنين طمع الطامعين وكيد الكائدين، وجهلة العصر فى الوقت الحالى، وبرغم كل ذلك لم تنحنى يومًا أو تركع إلا لله، صدت كل طاغِ أراد لها السوء من الخارج، وكشفت الخونة والمدعين من داخل مصر وكذلك خارجها، ظلت صلبة عصية على الجميع إلا أهلها الطيبين.
- سلامًا لروحك يا منسى، سلامًا لكتيبتك الأبطال فردًا فردًا، سلامًا لأرواحهم التى صعدت إلى بارئها تشكو إلى ربها ما فعله الخونة من تجرأ على الأرض والعِرض، شكرًا لك أيها المقاتل على ما أحدثته سيرتك العطرة وسيرة جنودك البواسل فى إشعال لهيب الوطنية فى قلوبهم، لقد ألهبتم قلوب المصريين جميعًا لتدعو لكم من أعماقِ قلوبهم بأن يتغمدكم الله برحمته وان يُنزلكم منزلة الشهداء والصديقين والرُسل، لقد فتحتم الباب على مصراعيه لنبحث عن بطولات ووفاء على العهد والوعد ليعلم القاصى والدانى، أنَ مصر بها مائة مليون (منسي) جاهز من أجل عيون هذا الوطن الذى تجلى رب العالمين على أرضه، وذكره فى قرآنه وإنجيله.
- أيها الراقدون تحت التراب فلترقدوا فى سلام فنحن ما زلنا على العهد لن نساوم يومًا على الأرض، ولن نترك هؤلاء التكفيريين يعيشون هانئين طالما ظلت فينا الروح وسنحكى لأولادنا وأحفادنا ملحمة ما قدمتموه، وكيف سالت دماؤكم الذكية على أرض سيناء المباركة، وأخيرًا شكرًا لك يا منسى وللرجال الأبطال ونعاهدك أننا لن ننساك وكيف لبطلِ مثلك أن يُنسى، فإلى لقاءِ قريب إن شاء الله، وتحيا مصر.