البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

وزير الري يكشف تفاصيل مفاوضات سد النهضة وانسحاب إثيوبيا وسر موقف السودان

وزير الري محمد عبد
وزير الري محمد عبد العاطي

قال محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إنه فوجئ بخبر اعتذار إثيوبيا من جولة المفاوضات الأخيرة لسد النهضة أثناء توجهه إلى واشنطن، مردفا: أن الانسحاب بالنسبة للجميع كان صدمة بعد المجهود المبذول»، بحسب تعبيره.
وأوضح "وزير الموارد المائية والري" أثناء لقائه ببرنامج «الحكاية»، المذاع عبر فضائية «mbc مصر»، أن الولايات المتحدة قررت استكمال الاجتماع بحضور السودان ومصر، لافتا إلى أن الاجتماع الأخير تضمن وضع رتوش أخيرة لصياغة الاتفاق.
وأكد اتفاق كل من مصر والسودان وإثيوبيا على الأمور الفنية والقانونية، قبل الاجتماع الأخير بواشنطن، متابعًا: «الهيكل الأساسي للنص كان موجودًا واتفقنا على النقاط الفنية والقانونية».
وأشار وزير الري إلى أن الإقليم كان متفائلًا بالنقل إلى مرحلة أخرى للتركيز على التنمية وربط الكهرباء، بعد إصدار إثيوبيا بيان عقب الاجتماع الثاني بواشنطن أعربوا فيه عن السعادة بالاتفاق، ذاكرًا أن «هذا التفاؤل تم نسفه في لحظة»، بحسب تعبيره.
وكانت إثيوبيا أعلنت في أواخر فبراير الماضي، عدم مشاركتها في مفاوضات سد النهضة، التي كان من المزمع استكمال فصلها الأخير بواشنطن.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية، إنه تلقى خبر انسحاب الوفد الإثيوبي من المشاركة في الاجتماع الأخير بواشنطن قبل وصوله. 
ولفت "عبدالعاطي"، إلى أن الدول الثلاث اتفقت على كافة بنود الاتفاق الخاصة بشأن سد النهضة في كل المراحل قبل الاجتماع الأخير، مشيرا إلى أن غياب إثيوبيا عن الاجتماع الأخير نسف كافة الاتفاقيات السابقة، وأن الجانب المصري استطاع الحصول على الحد الأدنى لحماية حصته المائية في كافة الاجتماعات السابقة.
وتابع "عبدالعاطي"، أن أحد الاجتماعات استغرق أكثر من 16 ساعة لتقريب وجهات النظر ووزير الخزانة الأمريكية بذل مجهودا كبيرا جدا في تقريب وجهات النظر، والوفد المصري كان حريصا على نجاح المفاوضات ولم يصدر منه أى بيانات مثيرة من شأنها إثارة غضب الرأى العام على عكس الوفد الإثيوبي".
وأوضح وزير الموارد المائية والري، إن مصر ترغب في إتمام عملية التنمية في إثيوبيا وتقليل معدلات الفقر، وفي الوقت نفسه لا تمنع إثيوبيا المياه عن مصر.
وأضاف عبدالعاطي: نرغب في الربط الكهربائي مع السودان وإثيوبيا وإحداث التكامل والتنمية بين الدول الثلاث.
وتابع: "مصر لم تخرج ببيانات مثيرة ولكن الجانب الإثيوبي كان يخرج ببيان يقلب به الرأي العام وبعد الاجتماع يخرج بيانات وتسريبات ولم نتبع هذا الأسلوب".
وأشار إلى أن هذا يؤكد حرصنا على رغبة مصر في التوصل لأي اتفاق لضمان حقوق مصر وتوفير حقوق التنمية لإثيوبيا، وأبلغنا إثيوبيا أن دراسات سد النهضة ناقصة، وإثيوبيا قللت عدد التوربينات في سد النهضة من 16 إلى 12 توربينة لتوليد الكهرباء، موضحا أن كفاءة توليد الكهرباء في السد 3% ولن يولد 6 آلاف ميجا وسيولد نحو 1900 ميجا فقط.
وتابع وزير الري: "الجانب الإثيوبي لم يواجه شعبه بأنه أنفق أمواله في الهواء دون فائدة، مؤكدا أن مصر كانت حريصة على نجاح المفاوضات وهناك إرادة سياسية والتزام للتوصل إلى اتفاق في ملف سد النهضة".
وقال عبد العاطى إن مصر حريصة على نجاح مفاوضات سد النهضة، ولم نصدر بيانات مثيرة، مضيفا أن الطرف الإثيوبي كان يخرج بيانات وتسريبات أثناء الاجتماعات، ومصر تريد تنمية وتكامل ما بين الدول، مضيفا أن هناك تعديلات في أمان السد ولم تعط لنا هذه الأمانات التى تم وضعها.
وتابع وزير الرى، أن السودان كان يهمه شيء واحد هو أمان السد ومدى تأثيره عليهم، والسودان موافق على كل حرف، ولكن هناك استغراب على عدم التوقيع على الصيغة النهائية من قبل السودان وإثيوبيا.
وأشار إلى أن السودان شاركت بعدد من الأفكار الكثيرة والمقترحات، وكان هناك مرونة كبيرة جدا واستجابة من الجميع، وإثيوبيا لديهم مشكلة في الاتفاق، واتضح لنا أن الطرف الإثيوبي لا يريد أي أتفاق.
وأضاف وزير الرى، أنه أثناء توجهه إلى أمريكا لإصدار الصيغة النهائية التى أعدتها الخزانة الأمريكية، فوجئ برفض إثيوبيا، مضيفا أنه كان سيتم تكملة الاتفاق خلال الاجتماع الأخير، كما كان سيتم إضافة الرتوش الأخيرة من جانب وزير الخزانة الأمريكية، وتنقيح الصياغة النهائية في آخر اجتماع، مؤكدا: "عملنا إنجاز خلال الاجتماع ما قبل الأخير، وكل هذا في لحظة تم نسفه من إثيوبيا". 
واستطرد "وزير الري"، أن الاتفاق الثلاثي الأخير يحق لمصر استمرارية حق المياه في الجفاف والجفاف الممتد، أي الجفاف الطبيعى مع جفاف المصطنع، والسنوات الشحيحة وكان متفقين في كل كلمة وكل اتفاق استمر 4 ساعات للاتفاق عليه".
وعلّق "عبدالعاطي"، أن وزارة الخزانة الأمريكية خصصت وقتا طويلا.. وكان يتم عقد لقاءات منفردة.. والأمريكان كانوا يريدون الوصول لحل يرضى جميع الأطراف".
وقال وزير الموارد المائية والري، إن السودان وافقت على كل حرف في الاتفاق الأمريكي بشأن مفاوضات سد النهضة.
وأشار إلى أن السودانيين شاركوا بإيجابيات كثيرة في صياغة المقترحات، متابعًا أن الثلاثة وفود المصرية والسودانية والإثيوبية كانت إيجابية، فضلًا عن وجود مرونة واستجابة مع الأفكار المطروحة.
وأضاف «عبدالعاطي» أن الفرق ما بين مصر والسودان هو التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، معربًا عن استغرابه من الموقف السوداني الأخير.
ونشرت وزارة الخارجية السودانية بيانا مفاده «تحفظ» السودان على إدراج مصر مشروع القرار الخاص بسد النهضة، في اجتماع الدول العربية على المستوى الوزاري.
وأوضح محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية، أن الجانب الإثيوبي لا يريد الاتفاق على سنوات ملء السد، والقرار لم يتخذ لعدم وجود إرادة سياسية إثيوبية لذلك، متسائلًا: "ليه عايزين يموتونا من العطش؟! لو حتى مش هيقدر الإثيوبيون يثبتوا للشعب المصري أنهم حسنوا النية، مصر تقوم بعكس ذلك وتريد تنمية دولة إثيوبيا وخفض معدلات الفقر، إحنا عايزين نعيش مش نموت من العطش".
وأضاف عبدالعاطي، إن أحد شروط اتفاق واشنطن بشأن سد النهضة هو توليد طاقة كهربائية من السد بنسبة 75% في حالة الجفاف القارس في مياه النيل، وهذا لن يحدث ولو بعد 10 سنوات.
وتابع وزير الري والموارد المائية بأن الفريق الإثيوبي لم يطرح أي بديل في الاتفاق، متابعًا: "هو الإيجابي بالنسبة إليهم إنه مايكونش فيه اتفاق، وعايزين يشغلوا السد وحسب تساهيل ربنا بقى.. في علاقات الدول ماينفعش الكلام ده! ممكن ينفع لو سد صغير مش هيضرّنا".