البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رأس السنة في تونس.. انتعاش السياحة الخارجية وتراجع غير مسبوق داخليا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تستعد تونس لاستقبال رأس السنة الميلادية باحتفالات مبهجة وبرامج سياحية متنوعة وسط إقبال كبير من السياح الأجانب تسبب في وصول نسب الإشغال في بعض الوجهات السياحية إلى 100 %، مثل جربة وتوزر وسوسة والحمامات ودوز.
وفي المقابل ورغم برودة الطقس وارتفاع الأسعار، يستعد التونسيون بقوة للاحتفال برأس السنة هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية صعبة جعلت من المنزل الخيار الأفضل لدى أغلب الأسر، ما تسبب في تسجيل السياحة الداخلية تراجعا غير مسبوق بلغ 50% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
وذكر وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي، أن الحجوزات للاحتفال برأس السنة شهدت تطورا كبيرا هذا العام مع وصول أعداد السياح الذين استقبلتهم تونس حتى 20 ديسمبر إلى 9 ملايين و30 ألف سائح وهو ما جعل إيرادات السياحة تتجاوز 5 مليارات و350 مليون دينار أي ما يقترب من ملياري دولار.
وتوقع الطرابلسي - في تصريح إعلامي - أن يصل عدد السياح إلى 9 ملايين و550 ألف سائح مع نهاية العام الجاري، وهو ما يشير إلى وفود نحو 520 ألف سائح لقضاء احتفالات رأس السنة في تونس.
ولكن وسائل إعلام تونسية شككت في دقة هذه الأرقام، لا سيما وأن من بين الـ 9 ملايين أجنبي الذين دخلوا الحدود التونسية، نحو 4 ملايين و300 ألف زائر من ليبيا والجزائر المجاورتين وأن العديد منهم يزورون تونس لأسباب أخرى غير سياحية ربما عائلية أوعلاجية أو تجارية.
واستطلعت وكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأحد، آراء التونسيين في الشارع، وأكد أغلبهم أنهم سيقضون ليلة رأس السنة هذا العام في المنزل مع العائلة لأسباب مختلفة أغلبها اقتصادية.
من جانبه أكد المنجي حبيب، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار دفعته للاحتفال مع أسرته في المنزل ولكن هذا لا يمنع من وجود أجواء احتفالية ولكن أقل تكلفة من الحجز في الفنادق أو قضاء رأس السنة في واجهة سياحية.
أما مروة العرفاوي فقالت إن التونسيين لا تمنعهم أي أزمات اقتصادية من عادة الشراء في المناسبات والأعياد ودللت على حديثها باكتظاظ المراكز والمحال التجارية، والإقبال الكبير على شراء الملابس وهدايا "الريفيون" رأس السنة، ولكنها ستختار هذا العام الاحتفال مع العائلة لأنها تحب هذه الأجواء وتنتظرها بشغف في المناسبات والأعياد.
واتفقت معها منال العجرودي، التي وصفت احتفالات رأس السنة في تونس بأنها مميزة وتضفي البهجة والفرحة على البيوت والأسر وفضلت أيضا الاحتفال بهذه المناسبة في المنزل لسوء الأحوال الجوية والطقس المتقلب الذي يشهد سقوط أمطار غزيرة وتوفيرا للنفقات أيضا.
وفي المقابل رفض محسن السلطاني في حديثه لـ"أ ش أ" تغيير عاداته السنوية أيا كانت صعوبة الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، وقال إنه سيحتفل بهذه المناسبة كالعادة مع الأصدقاء في الأماكن العامة. 
وأرجع رئيس الاتحاد التونسي للسفر والسياحة جابر بن عطوش، السبب وراء تراجع السياحة الداخلية هذا العام خاصة في منطقة الشمال الغربي، إلى عدة أسباب على رأسها الوضع الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية بالنسبة للتونسيين في ظل غلاء كبير في الأسعار.
وأضاف في تصريحات صحفية أن حادث انقلاب حافلة في "عمدون" من ولاية "باجة" تسبب في إلغاء العديد من الحجوزات وتراجعها إلى نحو 50% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، ولكنه أشار إلى أن الفنادق ما زالت في انتظار حجوزات اللحظة الأخيرة التي يميل إليها التونسي والتي قد تغير المعطيات.
وعلى الصعيد الأمني، تواصل السلطات التونسية تأهبها في مختلف أرجاء البلاد استعدادا لاحتفالات رأس السنة، وتنفذ دوريات داخلية وعلى الحدود لضبط الأمن والتأكد من عدم وجود أي اختراق.
وأفاد مصدر أمني مسؤول بولاية تطاوين، في تصريحات صحفية اليوم، بأن مختلف القوات المسلحة على طول الشريط الحدودي بين تونس وليبيا على مستوى عال من الجاهزية واليقظة..مشيرا إلى أن التأهب الأمني، يأتي بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية وتحسبا لأي اختراق محتمل جراء الأحداث الجارية داخل ليبيا.
من جانبها تمكنت فرق المراقبة الصحية بوزارة الصحة والفرق المشتركة، في أكثر من 5731 زيارة تفقدية لمحلات تجارية، من حجز وإتلاف أكثر من 6 أطنان من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك، وذلك طيلة النصف الثاني من شهر ديسمبر الجاري، حسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة التونسية التي تتأهب لاحتفالات رأس السنة بتكثيف الحملات التفتيشية على المطاعم والمحال التجارية.