البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بيتر هاندكة.. أحدث أصحاب نوبل

بيتر هندكه
بيتر هندكه

يوافق اليوم السادس من ديسمبر لعام 1942، مولد الأديب والمترجم النمساوي بيتر هاندكة، الحاصل على جائزة نوبل للأدب لعام 2019، والذي قالت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحه الجائزة أعماله الأدبية المؤثرة استكشفت ببراعة لغوية حدود وخصوصية التجربة الإنسانية".
تأثرت بلدته جريفن بدمار الحرب العالمية الثانية والتي انطلقت في في العام 1939، فقد تم تهجير أهالي المنطقة ومنها أسرة "بيتر" التي سكنت "بانكوف" حيث القسم السوفيتي من برلين، لكنهم تمكنوا من العودة في العام 1948 باتجاه جريفن، وقد نجحوا في عبور الحدود إلى النمسا بطريق غير شرعية لعدم وجود جوازات سفر لديهم، فقد عبروا مختبئين في عربة شحن، وتمثل تلك المغامرة بالنسبة لبيتر هاندكه أول تجربة مؤثرة من تجارب طفولته.
أصدر هندكه عددا كبيرا من الأعمال الروائية منها "المعاناة الحادة للجناينى في لحظة عقاب"، "اسكن برج عاجى"، "الألم المختلف"، و"حركات مزيفة"، "عودة بطيئة"، "صينى الألم"، "أجنحة الرغبة"، "خريف كاتب"، "رحلة شتوية"، "دون جواب شخص"، "ملحوظات حول عمل يان قوس، وغيرها.
وقد قدّم فيلم العبقري الألماني فيم فندرز "أجنحة الرغبة" 1987 بيتر هاندكه إلى العالم ككاتب سيناريو؛ لكن الرجل من قبل ذلك عُرف كواحد من أبرز الكتاب والشعراء الأوروبيين بعد الحرب العالمية الثانية، ويملك تجربة واسعة في الأعمال التجريبية، الروائية، والشعر أيضًا؛ سنوات طويلة من الكتابة مهّدت طريق النمساوي إلى جائزة نوبل في الأدب، حتى إذا كان البعض يراه كائنًا برّيًا، منعزلًا، صموتًا، غريبًا. يرى آخرون كذلك اضطراب هاندكه وتوتّره وحيرته تكاد تكون مؤثرة فيما تشيع روحه مرارة طاعنة، خاصة وهو يتكلم همسًا بجمل قصيرة ذات إيقاع.
اهتم هاندكه في المرحلة الاولى لكتاباته، وهي فترة أوائل السبعينات، باللغة بشكل أساسي، وبرز ذلك في روايته الاولى "الزنابير" والتي عدّت تطبيقا عمليا لبحوث فيتجنشتاين الفلسفية في اللغة؛ ثم تجسد ذلك في مسرحيات مثل "جاسبار" و"مسرحيات الكلام"، وديوانه الشهير "العالم الداخلي للعالم الخارجي للعالم الداخلي"؛ وكذلك تطورت كتاباته في روايات "البائع المتجول" و"الخطاب القصير للوداع الطويل" و"المرأة العسراء"، إضافة إلى المقالات مثل "أنا ساكن البرج العاجي" و"حينما كان التمني ما يزال ذا جدوى" 
حصل بيتر هاندكه على العديد من الجوائز الأدبية المهمة؛ ورغم إسهاماته في حقول أخرى لكنه يقول "أنتمي انتماء صاعقا ومطلقا إلى الرواية لأنها الأكثر تلاؤما مع تـنفّسي وإيقاعي. إلا أنّي لم أتخلّ عن الشعر. الشعر هو لحظة ألم، وعندي من تلك الكثير، ولكن عليّ أن أنتظر. أن أنتظر المزيد من الجروح. أعني جروح الفرح أيضا. ثمة أمور تنقصني لكي أكتب الشعر. لكي استحق أن أكتب الشعر. أن يدوسني الزمن أكثر مثلا. يجب أن نتضّع أمام الشعر، وأنا لا أريد أن استعجله كي لا يجفل مني. لذلك انتظر".