ليلى مراد.. قيثارة الغناء
تمر اليوم الذكرى الـ 24 لرحيل الفنانة الكبيرة ليلى مراد، تلك الفنانة التي أثرت الحياة الفنية بالعديد من الأفلام والأغاني الخالدة، وتعد النجمة الوحيدة من جيلها والأجيال التالية لها التي لعبت بطولة عدة أفلام حملت اسمها، ولم يحدث ذلك مع أي فنان آخر سوى الراحل إسماعيل ياسين، حيث قدمت سبعة أفلام منها "ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت الفقراء" و"ليلى بنت اﻷكابر".
ورغم اعتزالها الفن وهى في سن صغيرة إلا أنها قدمت أعمال فنية متنوعة بين التمثيل والغناء، لتظل متفردة باسمها وصوتها، وتظل أعمالها محفورة في قلوب محبيها، ولقبت بألقاب منها "القيثارة" و"صاحبة الحضور الطاغي".
ولدت ليلى مراد وكان اسمها "ليليان" في 17 فبراير 1918 بالإسكندرية لأسرة يهودية الأصل، ووالدها هو المغنى والملحن إبراهيم زكى موردخاى "زكى مراد" الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها هى جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي.
بدأت ليلى مشوارها مع الغناء في سن الرابعة عشر حيث تعلمت على يد والدها زكي مراد والملحن المعروف داود حسني، ثم بدأت بالغناء في الحفلات الخاصة وبعدها الحفلات العامة، حتى تقدمت للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت اسطوانات بصوتها، عام 1937 وقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "يحيا الحب"، وكانت غيرت اسمها إلى ليلى مراد، وبعدها جذبت أنظار الفنان الكبير يوسف وهبي لتقدم معه فيلمها الثاني "ليلة ممطرة" نهاية عام 1939.
تعاقدت مع الإذاعة المصرية عقب إنشائها مباشرة على الغناء مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها الإذاعة في 6 يوليو عام 1934، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما ثم عادت إليها مرة أخرى عام 1947 حيث غنت أغنية "أنا قلبي دليلي".
غنت ليلى مراد نحو 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين من أمثال: محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد والقصبجي.
أعلنت ليلى مراد إسلامها عام 1946 في أوائل شهر رمضان من ذاك العام، وأشهرت إسلامها في مشيخة الأزهر أمام الشيخ محمود أبوالعيون، واستمرت على الدين الإسلامى إلى أن توفيت عام 1995.
أما حياتها الاجتماعية فقد تزوجت أنور وجدي أثناء مشاركتهم سويا في فيلم "ليلى بنت الفقراء" واستمر زواجهم قرابة 8 سنوات، وبعد طلاقها تزوجت من وجيه أباظة، وأنجبت منه ابنها أشرف ثم تزوجت المخرج فطين عبد الوهاب الذي أنجبت منه ولدها زكي.
حصلت على العديد من التكريمات في حياتها، ولكن هناك تكريمات اخرى كثيرة بعد رحيلها، منها شهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورة 1998، وفي عام 2007 قام فريق عمل فيلم "في شقة مصر الجديدة" بإهداء الفيلم إلى ليلى مراد من خلال عبارة ظهرت في نهاية الفيلم " إهداء إلى ليلى مراد.... صوت الحب لكل الأجيال"، كما أنتج مسلسلا بعنوان "أنا قلبي دليلي" عام 2009 حول حياتها ليعرض خلال شهر رمضان من نفس السنة.
قدمت ليلى للسينما 27 فيلمًا، بدأت بفيلم "الضحايا" بصوتها فقط، وشاركت الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلمه "يحيا الحب" في 1937، وحقق الفيلم نجاحا ساحقا، مما دفع المنتجين للتعاقد معها، ثم ارتبط اسمها باسم أنور وجدى بعد أول فيلم لها معه، وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وجمع بينهما ثمانية أفلام، وكان آخر أفلامها في السينما "الحبيب المجهول"، واعتزلت بعده الفن وهى في عمر 37 عامًا وفى عز توهجها الفني، حتى فارقت الحياة في 21 نوفمبر 1995.