البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أستاذ تاريخ معاصر: الإرهاب وسيلة مبتكرة للحرب من الداخل

الدكتور فتحي العفيفي
الدكتور فتحي العفيفي

وصف الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الزقازيق، الإرهاب بأنه ظاهرة كوكبية ترتبط بوجود البشر، وتقاطع مصالحهم وتعارضها، مشيرا إلى أنه موجود منذ الأزل، لكنه في السابق كان عبارة عن حالات فردية يرهب فيها فرد غيره، أو ترهب فيها جماعة جيرانها. 
وقال لـ"البوابة نيوز": "تحديدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واقتناع العالم بأنه لم يعد هناك جدوى للحروب النظامية، خاصة بعد الخسائر التي منيت بها القوى التي أصرت على الاستمرار في الحروب النظامية، مثلما جرى لأمريكا في كوريا خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وكما جرى لها في العراق أيضا، خلال الفترة الماضية، حيث لم تنجح الحرب النظامية التقليدية في تقديم مردود يقنع الشعوب بالخسائر التي سببتها هذه الحروب، تم ابتكار الإرهاب كوسيلة للحرب من الداخل". 
ودعا العفيفي إلى الحذر مما يمكن أن يسببه الإرهاب في المجتمعات، حيث يستطيع تفجيرها من الداخل، ما لم تتمتع بالوعي والحصانة الوطنية، مضيفا: "يجب أن نحذر من أنه بناء على هذا الطرح فإن الإرهاب لن ينتهي قبل عقود طويلة، وسنشهد موجات من العنف، على فترات نأمل في أن تكون متباعدة، وليست متتالية". 
ولفت إلى أن ما يجري في سوريا يعد حلقة من حلقات التغول الاستعماري، واستغلال الاضطرابات الشعبية من أجل تدمير أركان دولة قائمة، لإحداث اختلال بميزان القوى الإقليمي، لصالح إسرائيل ومن يدعهما من القوى الاستعمارية التقليدية، ولعل ما يجري في سوريا يشير إلى رغبة من وضعوا اتفاقية تقسيم الحدود العربية، سايكس بيكو، إلى إعادة التقسيم من جديد، واستحداث دول لم تكن موجودة، على مساحات تنتمي إلى التراب الوطني التاريخي لدول أخرى، وهذا سر الإصرار على عدم انتهاء الأزمة السورية، من أجل تقسيمها بين الشيعة، والسنة، والأكراد، مع منح إسرائيل الفرصة للانفراد بشكل نهائي ومعترف به دوليا بهضبة الجولان.
واختتم بالقول: "يجب أن أشير إلى أنني توقعت، في دراسة نشرت لي حول فراغ السلطة في العالم العربي، أن تقع اضطرابات الربيع العربي، وذلك قبلها بـ5 سنوات كاملة، ويجب أن نفهم أن الحالة التي كانت عليها الأنظمة الحاكمة، قبل اضطرابات 2011، كان لها أثر كبير على اندلاع هذه الاضطرابات، وهو ما توقعته بسبب فراغ السلطة من مضمونها ومهمتها الأساسية في البلدان العربية آنذاك."