البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عيد الحب المصري.. دراسة: الفراعنة تبادلوا الورود والقصائد.. استشارى نفسي: يقوى جهاز المناعة ويشفي من السرطان والأمراض المزمنة ويفرز هرمونات السعادة

البوابة نيوز

تشهد مصر اليوم الاحتفال بـ عيد الحب المصري، الذي يوافق 4 نوفمبر من كل عام، بينما يحتفل العالم بعيد الحب في يوم 14 فبراير من كل عام.

وخُصص اليوم للاحتفال بالحب ليس فقط بين الشريكين أو الازواج فحسب، بل حب الابناء والام والاب والاصدقاء والعائلة فهو يوم لتذكرة الأحباء ببعضهم البعض وسط مشاغل وعبء الحياة اليومية التي تلهو الجميع.
وبدأ الاحتفال بعيد الحب في مصر عام 1988 وترجع الفكرة للكاتب الصحفي مصطفى أمين، وهذا يرجع إلى أنه في يوم كان يسير "أمين"، في حي السيدة الزينب، فوجد جنازة لشخص متوفي، ولا يوجد بها سوى 4 أشخاص، وهذا ما أثار اندهاشه لأن من المعروف لدى المصريين هو المشاركة في الأحزان قبل الأفراح، والسير بالجنازات والدعاء للمتوفي.
وعندما سأل «أمين» أحد المارة قال له أن المتوفى رجلا صاحب الـ70 عاما ولا يعرفه أحد، ومن هنا جاءت الفكرة للكاتب الصحفي مصطفى أمين لتخصيص يوما للحب وتبادله بين الأشخاص، حيث هاجم الكثيرون الفكرة في بدايتها واعتبروها دعوة للعشق والغرام، ولكن اصرار الراحل مصطفى أمين على إبراز معنى الفكرة ونشر الحب وتبادل التهاني بين الأفراد، أدت إلى التصديق بها وانطلاقها واستمرار الاحتفال بها من كل عام حتى يومنا هذا.

القدماء المصريون يحتفلون بعيد الحب ايضا وعلى طقوسهم الخاصة آنذاك، حيث إنهم عرفوا بالحب والسلام والبهجة وحبهم للاحتفالات بين أبناء الشعب.
ونشرت دراسة أعدتها الكاتبة المصرية منى بدوى، ونقلتها وكالة الأنباء الألمانية، تشير إلى ان المحبوب القدماء كانوا يهدون قصائد الحب لبعضهم البعض وباقات الورود ويتفننون في كتابة القصائد الغزلية، ووفقا للدراسة وجد علماء المصريات الكثير من النصوص التى كان يتبادلها المحبون والعشاق قديما على جدران المعابد والمقابر وأوراق البردى.



وتؤكد الدراسة أيضا على أن تبادل الورود والقصائد كانت عادة دائمة لدى المصريين، ومقدرين دور المرأة ومكانتها في المجتمع، وأن عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة يعتبر من أكثر العصور التي كتب بها الأشعار التي تتصف بالرقة والحب تعبيرا عن الشوق والاحترام والتقدير المتبادل.
وأوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الحب رسالة طالما نادى بها الشعراء والفلاسفة والأنبياء عبر العصور المختلفة، وأن الله سبحانه وعز وجل قد ربط الحب بدخول الجنة بالنصر وبالفتح المبين، وهو ما عززه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، إن هناك سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله يأتي على رأسهم اثنان تحابا في الله.
وأوضح هندي أنه قد وصل النشء بالحب في الديانة المسيحية وأن " الله محبة"، بل إن المسيح عيسى عليه السلام، قد وقف على جبل أورشليم يطلق موعظته الشهيرة "حبوا أعداءكم"، تلك الكلمات التي جسدها التراث العربي الإنساني في بيت الشعر لشاعر المهجر إليا  أبو ماضي حيث قال "إن نفسنا لم يشرق الحب فيها، هي نفس لم تدر ما معناها  إن بالحب قد وصلت إلى نفسي وبالحب قد عرفت الله"، مؤكدا أن الحب يسمو بالنفس والروح ويرتقى بشهوات الجسد ويجعل من الإنسان مرغوب اجتماعيا ويحتل مكانة بين أصدقائه، لافتا إلى يحب يتمتع بأعلى قدر من الصحة النفسية والجسدية.

وأثبتت الدراسات أن هناك تغييرا فسيولوجيا يحدث للإنسان في حالة الحب وتزداد نسبة "هرمون السريتونين" في الدم مما يؤدى إلى زيادة بسيطة في نسبة الأدرينالين، وبالتالي تتسع الأوعية الدموية فينتج عنه زيادة تدفق الدم بالجسم واتساع الأوعية الدموية الطرفية ومن سمى يحدث انبساط في العضلات الجانبية بالدماغ فيشعر الإنسان براحة نفسية شديدة ويزداد إحساسه بالسعادة، وتتسع حدقة العين وزيادة بسيطة في ليونة الفم وكذلك انبساط في عضلات الرقبة والصدر والظهر فيختفى الالم بتلك الأماكن ويشعر بالراحة الجسدية.
وأشار إلى أن الحب يزيد من إفراز هرمون السعادة بالمخ وهو ما ينعكس على تنشيط الدورة الدموية وتنظيم ضخ الدم فيستشفى الإنسان من الإصابة بالقرحة المعدية وارتجاع المريء والتهاب القولون كما أنه يقوى عضلة القلب.
وأضاف أنه اثبتت احدث الدراسات العلمية على تأثير الحب على الإنسان لأن الشعور بالحب يزيد بمعدل كرات الدم البيضاء، ويتم تقوية جهاز المناعة فيشفى من الأمراض المزمنة كالسرطان، مؤكدا أنه هو ما يفسر لنا قابلية الاستشفاء السريع لمرضي السرطان والقلب والذبحة الصدرية ممن يتمتعون بالدعم النفسي والحب والمساعدة الاجتماعية بنسبة أعلى من أقرانهم ممن يفتقدون الحب والمساندة العاطفية من الأخرين.