البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

جريمة الـ30 ثانية.. حكاية معاكسة فتاة ومقتل صديق شقيقها داخل نفق الشيطان.. طعنة البلطجي تنهي أحلام لاعب الكرة في شبرا

البوابة نيوز

الساعة تشير إلى الثامنة مساء، صوت الفتى الأسمر يأتي من منزل في شارعهم الضيق، بابتسامة عريضة على وجهه البشوش يودع والدته وشقيقته بحسه الفكاهي المعتاد، الواقع لم يكن يشير إلى سفر أو رحلة تستوجب الوداع، قلبه قلق متوتر، وكأن القدر أبلغه أنها نهايته، وأن قطار الحياة وصل للمحطة الأخيرة، يحضنهم ويودعهم ولسانه يخبرهم بأنه ذاهب إلى مشوار مع أصدقائه، الحقيقة لم يكن مشوار، كان الموت، هناك في النفق، ينتظره، طعنة نافذة في البطن كانت كفيلة بإنهاء حياة الشاب الطيب على يد أحد أهالى المنطقة.



جريمة قتل بدأت بمعاكسة فتاة وانتهت بدماء الشاب الطيب عائل الأسرة قتيلًا وغارقًا في دمائه دون رحمة أو شفقة أمام مرأى ومسمع من الأهالى في الشارع أمام نفق فيكتوريا بشبرا مصر، وانتقلت "البوابة نيوز" إلى المنطقة التى شهدت الجريمة ونقلت روايات أصدقاء الضحية الذين كانوا معه وقت حدوث الواقعة.
الطيبون يأتون في صمت ويرحلون في صمت.. يقولون إنه موهوب في لعب كرة القدم، هى عشقه وحلمه منذ طفولته، إشادات وجوائز كثيرة حصل عليها في مسابقات اللعبة، كلما نظر إلى مستقبله وجد نفسه لاعب كرة قدم شهير، إحساس جميل ولكن عمره قصير، فسرعان ما أفاق الفتى الأسمر الحالم على صاعقة وفاة والده، التى غيرت مجرى حياته تمامًا.


وبين ليلة وضحاها، أفاق من وهمه على واقع مرير، لاعب كرة القدم الشهير هو عامل دليفري في أحد محلات الأسماك بالمنطقة، الجل الأعظم من وقته يقضيه في عمله، فإذا ما أنتهى عاد إلى منزله، إلى أحضان والدته ليعطيها ما جناه من مال، من أجل أن يرى في عينيها حلمه الصغير، وهو سعادتها به وهى تراه يأتى لها بما كسبه من مال من اجل الانفاق على المنزل وتجهيز شقيقته، وبكل رضى كان يكافح ويسعى من أجل ذلك، وفى نهاية يومه يحاول خطف دقائق من أجل الجلوس مع أصدقائه المقربين من أبناء المنطقة.
وفى أحد تلك الأيام الممزوجة بالشقاء والسعي وببعض من السعادة أحيانًا، كان أحمد واقفًا على ناصية شارعهم مع أحد أصدقائه يدعى " عبدة العجوز"، حيث لمح " عبدة " المتهم ويدعى " إسلام"، راكبًا " موتوسيكل"، ويعاكس شقيقته بألفاظ خارجة، وعندما استدار المتهم، وعاد إلى الضحية أحمد وصديقه عبدة، قال له عبدة " أنت مش عارف أنها أختى يا إسلام "، فأجابه " وأنا هعرف من أين ؟"، ومع مشادة كلامية بين الطرفين، تطور الأمر بينهما، ليقوم المتهم بدفع المدعو عبدة، فبادره الأخير بدفعه في الصدر، فقام المتهم بإخراج سلاح أبيض بين طيات ملابسه، وطارد به أحمد وصديقه، فتدخل الأهالى وأنهوا الأمر، ولكن المتهم أخبرهم قائلًا: "الوشوش هتتقابل".
مرت عدة أيام، كان أحمد على موعد مع صديقيه " عبدة العجوز وشهاب"، من أجل إحضار جاكت عبدة من محل ترزى هناك، عند نفق فيكتوريا بشبرا مصر، ودع والدته وشقيقته وأخبرهم بأنه ذاهب إلى مشوار مع صديقيه، وعندما وصلوا أمام النفق، أسرع عبدة من أجل إحضار الجاكت، ووقف الضحية أحمد وشهاب ينتظرانه بالموتوسيكل عند أول النفق.

تفاجأ أحمد بالمتهم إسلام، يقوم بشتمه بألفاظ خارجة، تحول الأمر إلى مشادة كلامية، فقام المتهم إسلام وشقيقه، بالاعتداء على أحمد وصديقه شهاب، فأسرع المتهم إسلام صوب الدراجة النارية ملكه من أجل إحضار سلاح أبيض، وعندما لمحه أحمد، أسرع وأحضر " خشبة" من أجل الدفاع عن نفسه، وعند محاولة المتهم الاعتداء على الضحية، قام بتجنب الضربة، وعند محاولته الدفاع عن نفسه ضرب المتهم، تفادى المتهم الضربه وقام بطعن أحمد طعنة نافذة في منطقة البطن، فسقط على الفور قتيلًا وغارقًا في دمائه وهو يتألم من شدة الضربة، لم تمر دقائق على وصوله المستشفى حتى توفي، كما أصيب صديقه شهاب بطعنة في جانبه الأيسر.
الحزن لم يفارق المنطقة بعد الواقعة، الجميع في حالة حزن شديد على الضحية الذين أكدوا أنه لم يكن يتعاطى أى أنواع من المواد المخدرة، ولم تكن هناك أى مشكلات بينه وبين أى شخص في المنطقة على الإطلاق، مشيرين إلى أن الضحية كثيرًا ما يقوم بأعمال الخير في المنطقة، قائلين " أحمد الأسود كان بتاع أكل عيش ومالوش في المشكلات"، مطالبين بالقصاص من المتهمين، خاصة أن والده الضحية وشقيقته في حالة ميئوس منها منذ وقوع الحادث، فقد أصابتهم حالة نفسية سيئة.
قررت نيابة الساحل حبس عاطل 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة قتل شاب بطعنة نافذة أمام نفق فيكتوريا بشبرا مصر.

تلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، إخطارا من العقيد علاء خلف الله مفتش قطاع شمال القاهرة مفاده تلقي قسم شرطة الساحل، إشارة من المستشفى العام، مفادها استقبال جثة "أحمد م"، 19 سنة، وشهرته سودة، مصابا بطعنة نافذة، وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشادة كلامية بين الضحية وشخص أخرى يدعى "أشرف م"، 22 سنة، عاطل، ومقيم بدائرة القسم، وتطور الأمر إلى مشاجرة، أخرج على إثرها الجاني سلاح أبيض مطواه، وطعن الضحية ما تسبب في مصرعه في الحال.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتباشر النيابة التحقيقات.