مناقشات علمية في نهار رمضان..!
عادة لا أفضل المناقشات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه فى شهر رمضان، لطبيعة الصيام وصعوبة المناقشة أثناء نهار رمضان وضيق الوقت بعد الإفطار، ولكن لأول مرة منذ سنوات ولظروف تلميذتى الباحثة هبة عباس المعيدة فى قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية التى كانت تحتم سرعة مناقشتها لقرب انتهاء مدتها فى تسجيل الرسالة، قررنا مناقشتها فى رمضان وكانت لجنة المناقشة تتكون منى كمشرف على الرسالة ود. أشرف صالح رئيس قسم الصحافة بإعلام القاهرة آنذاك ود. فوزى عبدالغنى عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس حاليًا مناقشيْن، وبعد أن فرغنا من مناقشة الرسالة قبيل الإفطار، توجهنا لتناول طعام الإفطار على عجل فى أحد مطاعم مدينة شبين الكوم، ورغم أنه مطعم فإن كرم أهل المنوفية ظهر فى أن الباحثة وأسرتها كانوا محضرين طعام بيتى متميز، ورغم لذة الطعام وحُسن الصُحبة وفرحة الباحثة وأهلها بالحصول على الماجستير بتقدير ممتاز، فإن ثلاثتنا كنا تواقين لسرعة المغادرة والعودة إلى القاهرة.. تفتكروا ليه؟!
كانت هناك مباراة مهمة فى الدورى العام بين الأهلى والزمالك، وكان الأهلى فى هذه المبارة قد قرر أن يلعب بشباب الفريق أمام الزمالك، وكنت أنا ود. أشرف صالح - الأهلاوية حتى النخاع - نراهن على فوز الأهلى، فى حين كان د. فوزى عبدالغنى الزملكاوى المتعصب يراهن على فوز الزمالك، وعدنا إلى القاهرة واستطعت أن أنزل عند مطلع الطريق الدائرى عند قرية «ميت نما» لكى أصل إلى المنزل بسرعة للحاق بالمباراة، وهو ما حدث فعلًا، أما د. أشرف ود. فوزى فذهبا إلى جامعة القاهرة لأن د. أشرف كان راكن سيارته هناك وكان هيروح المعادى ويُقِل د. فوزى إلى منزله بالهرم، وعندما داهمهما الوقت، فضلا أن يُشاهدا المباراة بكلية الإعلام قبل العودة إلى المنزل، ولم يكن بالكلية سواهما مع المسئول عن الحراسة الليلية، وبعد كل هذا خسر د. فوزى الرهان على ناديه الزمالك، وفزت أنا ود. أشرف بالرهان حيث فاز شباب الأهلى على نجوم الزمالك ٤/٢.. ليثبت الأهلى أنه فريق وروح وفانلة يدين من يرتديها بالانتماء والقتال من أجل ناديه العريق.
المناقشة الثانية فى رمضان كانت لرسالة ماجستير بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس بإشراف الزميل د. حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، وكنت أنا ود. اعتماد خلف معبد الأستاذ بالمعهد مناقشيْن، وعبثًا حاولت تأجيل المناقشة إلى ما بعد عيد الفطر، فاضطررنا إلى مناقشة الرسالة الساعة الثالثة فى نهار رمضان، على أن نتناول الإفطار دليفرى فى مقر المعهد عقب المناقشة، وبالفعل انتهينا من المناقشة مع آذان المغرب، وعبثًا جلسنا فى انتظار الإفطار الدليفرى لأكثر من نصف ساعة، لكنه لم يصل أبدًا.. ربما حتى هذه اللحظة، فانصرفنا أنا والزميل د.حسن سلامة، وسرنا سويًا مشيًا على الأقدام إلى محطة مترو منشية الصدر، وقبل أن ندخل محطة المترو تناولنا كوبيْن من العصير لدى محل موجود أمام محطة المترو، ثم دخلنا المحطة ومضى كل منا فى طريقه، لنفطر فى منازلنا بعد ساعتيْن أو أكثر من آذان المغرب.
المناقشة الثالثة فى رمضان كانت منذ خمسة أعوام وكانت لرسالة دكتوراه للباحثة فادية مسعود المدرس المساعد بقسم الإعلام التربوى بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس، وكنت قد تحوطت من المناقشة قبل الإفطار حتى أستطيع تناول إفطارى فى منزلى بشكل طبيعى مثل كل خلق الله، واتفقت على أن تُعقد المناقشة الساعة التاسعة مساءً بعد الإفطار، ويشاء الله أن يضرب الحظ ضربته ثانيةً، حيث استمرت المناقشة حتى الساعة الواحدة والربع من صباح اليوم التالى، ولم يكن يتبقى على انقضاء وقت السحور إلا ما يقرب من ساعتيْن، وهو ما جعلنى أغادر مسرعًا، لأعود إلى المنزل، لكنى لم ألحق سوى بكوب الزبادى، الذى تناولته وحمدت الله لأنوى صيام اليوم التالى.