البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأدباء يغردون في حب الأم| خليل الجيزاوي: أمي كانت تردد دوما لقد تزوجت أولادي

 الكاتب والروائي
الكاتب والروائي خليل الجيزاوي

يوم 21 من مارس يحتفل العالم بعيد الأم، فنستعيد مع هذا اليوم ذكرياتنا وطفولتنا، وهدايا الأم، التي كنا نجمعها من مصروفنا، فقديما كان العلبة الزرقاء التي تحوى المنديل ذو الزهور، وزجاجة الريحة الصغيرة، هي أشهر الهدايا التي كانت تملأ وجهات المحلات، وكما عبر الكتاب والأدباء عن صورة الأم في كتاباتهم وأشعارهم، فهناك من وجه لها رسائل حتى بعد الرحيل.
قال الكاتب والروائي خليل الجيزاوي في رسالة لوالدته: "أمي تلك السيدة العظيمة التي تزوجت مُبكرًا في سن الثالثة عشر من عمرها، وأنجبت عشرة أبناء، خلال عشرين عامًا، مات ثلاث بنات، وعاش سبعة، أربع بنات وثلاثة أولاد، ومات والدي دون أن يكمل عامه الأربعين، وكان عمر أمي لا يتعدي ثلاثة وثلاثين عامًا، لتجد نفسها أرملة فقدت زوجها مبكرًا، وأصبحت أمًا لسبعة أولاد، وجاءها أكثر من ثلاثة رجال يطلبونها للزواج، وكانت أمي سيدة جملية. وأضاف الجيزاوي: وكانت بجوارنا إحدى الوسيات التي كانت مملوكة لأحد الأعيان من البشوات الكبار، وكان أحد أقاربنا يعمل مقاولا للأنفار، ووقتها عرض على أمي أن أعمل معه، وذلك عندما شاهدني وأنا عائد من المدرسة وكان عمري لا يتجاوز سبع سنوات، وقال لها أخرجى هذا الولد من المدرسة وأنا سأضع في يديكِ ستين قرشًا كل أسبوع، وكان هذا المبلغ بمثابة ثروة في عام 1969، فنظرت له أمي رافضة ثم قالت: "هذا سيصبح أستاذ".
وكانت أمي في كل مرة يتقدم لها رجلا يطلبها للزواج تقول له: "لقد تزوجت أولادي.
وبالفعل استطاعت أمي أن تربينا بمعاش قليل، ودخلنا جميعًا الجامعات وتخرجنا منها، وعملت أمي بالليل والنهار، حتى أدت رسالتها، وتزوجنا جميعًا في حياتها، وتعد أمي نموذجًا للمرأة المصرية المكافحة التي تستحق لقب الأم المثالية، وفي مناسبة عيد الأم أوقد لها شمعة على روحها الطاهرة، وكل عام وكل أمهات مصر بخير.
واختتم بتوجيه رسالة لأمه حيث قال: وحشتني يا أمي، وحشتني حكاياتك معي، وجلسات الشاي التي كنا نجتمع فيها سويًا، ولا أنس قبلاتك على جبيني، نعم هذه هي السيدة العظيمة هي أمي الحاجة أم عبده رحمها الله.