شاهد.. نابشة قمامة: "الشغل مش عيب والنقاب بيحميني من الناس"

تستيقظ كل صباح من السابعة، لتصطحب أطفالها الثلاث إلى مدارسهم ثم تذهب لعملها الذي لا يبعد كثيرًا عن المدرسة، لتبحث في مقالب القمامة والأفنية عن المواد البلاستيكية لتبيعها قبل إيابها إلى المنزل لتعود بـ30 جنيهًا يوميًا.

رغُم كفاحها إلا أنها لم تَسلم من نظرات الناس، فاضطرت إلى ارتداء النقاب، تقول أم عبده: "أبدأ عملي بالبحث عن مكان محجوب لأرتدي فيه نقابي حتى يحميني من أعين الناس، الناس بيقللوا مننا لما يعرفوا أني بشتغل في الزبالة، فملقتش غير النقاب يحميني، فبلبسه قبل الشغل، وأخلعه بعد الشغل اللي بينتهي الخامسة مساء".

تعود للمنزل لتجد ابنتها الكبرى "حنان"، قد أعدت الغذاء، لتجمعهم تلك الوجبة، وتبدأ تسرد لهم انتصاراتها طيلة اليوم.

وتضيف أم عبده: "ولادي عارفين أنا بشتغل إيه، وعارفين أني بساعد أبوهم اللي على باب الله، وفخورين بيا جدًا، وده اللى يهمنى". 

لم يكن مصدر غرابتها في ارتدائها النقاب بل وفي أحلامها البسيطة، إذ تكشف أم عبده عن حلمها بابتسامة قائلة: "منفسيش في حاجة في الدنيا غير أني أعلم ولادي كويس ويبقوا في كليات زي ولاد الناس علشان كده بشتغل وبحوش علشان ممدش إيدي لحد، ولا أخليهم أقل من أي حد معاهم في المدرسة".