البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بالورقة والقلم.. تفاصيل تطوير "عشش الدقي" من الهدم حتى البناء

البوابة نيوز

اتخذوا من العشش بيوتًا لهم، وارتضوا بأقل القليل، مكثوا لعقود فى بقعة غير آدمية، لا يدرون أهم اختاروها أم اختارتهم، تأقلموا بمرور الزمن على حياة تفتقد الخصوصية، فتُنتهك خصوصيتهم داخل الحمامات المشتركة والعشش المتلاصقة، مطالبين ومطالبين المسئولين بخلق حل لكن دون جدوى، ولكن تغير الوضع منذ عامين، وبدا بصيص من الأمل لهم، حيث أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بهدم «عشش الدقي» وتوفير شقق سكنية لهؤلاء الأهالي، وذلك ضمن خطط مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس، لتقديم مختلف أنواع الدعم للمواطنين وتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة.

عشش الدقى كغيرها من العشوائيات التى تلتصق بثوب الوطن.. صورة رآها الرئيس عبدالفتاح السيسى ورفع بها الدكتور عبدالرحيم على عضو مجلس النواب أكثر من طلب، ونشرنا عنها فى البوابة عشرات التقارير والتحقيقات، حتى أتت الانفراجة وأطلق الرئيس إشارة البدء لتطوير العشوائيات، الأمر الذى استقبله قاطنو عشش الموت بالزغاريد والتهليل.. بدأ العمل وتم تسليم ٣ مراحل ورغم ضيق مساحات الشقق إلا أن جودة البناء والتشطيب وإحساس الأهالى بآدميتهم جعلت الضيق براحا.


عشش الدقى
عبارة عن عشش تم بناؤها بطول شريط السكة الحديد من مخلفات البناء وألواح الصاج والخردة، والألواح الخشبية، لم يتم توصيل مرافق لها، وقعت بها العديد من الحوادث، وبعد أن كانت مكانا يستر الفقراء أصبحت مخبأ للكثير من الهاربين من القانون فاختلط أخيارها بأشرارها.
تكلفة التطوير
تكلفة نقل وتطوير منطقة عشش السودان قدرت بـ٣٠ مليون جنيه، حيث يتم نقل سكان تلك العشش لمساكن آدمية، وتم تنفيذ ٣ مراحل منها.
المرحلة الأولى للتطوير
بعد اتفاق تم عقده فى ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢ بين صندوق تطوير المناطق العشوائية ومحافظة الجيزة، تم تم إنشاء ٣٠ وحدة سكنية وتم إخلاء الجزء الشمالى للمنطقة وتسكين الأهالي.
المرحلة الثانية
تم إنشاء وتسكين ٧٥ وحدة سكنية وتم فيها الإخلاء المرحلى لسكان العشش، وكانت هناك شكاوى من الأهالى بسوء الخدمات وجاء رد المحافظة أن الأهالى الذين استلموا المرحلة الأولى والثانية لا يدفعون الإيجار ولا مصاريف الصيانة بالعمارات.
المرحلة الثالثة
تم عقد بروتوكول لاستكمال مشروع تطوير عشش الدقى وبناء ١٢٠ وحدة سكنية تمثل المرحلة الثالثة والأخيرة حسب المساحة المتاحة.. بالفعل تم تسليم ٤٠ وحدة سكنية من المرحلة الثالثة وتم حصر الأهالى المؤجلين، ليتم دفع مبلغ مالى ٧٠٠ جنيه شهريًا لمدة سنة لتلك الأسر حتى يتسلموا مساكنهم، على أن يتسلموا المبالغ عن طريق البريد.

«عبدالرحيم على» يشكر أجهزة الدولة.. ويطالب بفحص شكاوى المتضررين

أكد النائب عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب، دعمه وتقديره للخطوات العملية التى اتخذتها محافظة الجيزة وحى الدقى ووزارة التضامن فى منطقة عشش الدقى، والتى كانت تمثل بؤرة عشوائية غير آدمية تضر ساكنيها أولا والمجتمع ثانيًا.
وأضاف «علي» أن إزالة العشش وتعويض ساكنيها بشقق لائقة إنسانيا يعبر عن توجه عام اتخذته الدولة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وامتداد هذا التوجه على استقامته من شأنه أن يغير وجه خريطة الإسكان بمصر كما يكشف عن انحياز حقيقى وجاد للطبقات الشعبية الأكثر احتياجا.
وقال النائب إن مكتبه تلقى عشرات الشكاوى من مواطنين قالوا إنهم يقيمون بالعشش منذ سنوات وأن أسماءهم لم يضمها كشف التوزيع الحالي.
ووجّه النائب عبدالرحيم علي، بضرورة إثبات صحة تلك الشكاوى بمستندات رسمية كشهادات ميلاد الأبناء، مثبت بها العنوان الذى يؤكد أحقيتهم، ووعد النائب باتخاذ خطوات عملية من خلال السيد محافظ الجيزة ورئاسة حى الدقى والتضامن الاجتماعى لإعادة بحث المتظلمين وفرز من يستحق ومن لا يستحق تمهيدا لتعويضهم.
ردود فعل أهالى العشش

عم سعيد: شكرًا يا حكومة.. اتكتب لنا نعيش فى مكان نضيف
فى مقدمة شارع عشش السودان يجلس الحاج سعيد مبتسما ويردد: «ربنا يخليكوا لينا، أخيرا هعيش فى شقة ومكان نضيف».
رسالة عم سعيد: «نفسى الدولة تكمل اهتمامها بالغلبان لأن ده أكتر واحد بيعانى فى الحياة.. ويا ريت يكون عند كل مسئول ضمير يراعى ربنا.. شكرا سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وشكرا النائب عبدالرحيم على اللى معانا أول بأول هو وحملته وشكر يا حكومة».
الحاجة سيدة: فرحتى ما تتوصفش
فيما قالت الحاجة سيدة على: فرحتى ما تتوصفش أنا بعد العمر دا كله هسكن فى شقة، بقول للريس ربنا يخليك لينا لولا إنت كان ولادى اتشردوا وبرغم الفرحة العارمة كانت هناك شكاوى من آخرين بأن لهم الأحقية فى هذه المساكن، لأنهم من أهل العشش الأصليين وأن هناك أشخاصا من خارج العشش تم عمل أوراق لهم لتسلم بعض الوحدات «على حد قول الأهالي».
كما كانت هناك شكاوى لعدد من الأهالى من المراحل السابقة، منها ضيق المساحة، وطفح المجارى وتشتتهم بين الحى والمحافظة.
أم بسمة.. زغردت ثم بكت
أطلقت الزغرودة ورقصت لتوفير منزل لها، ولكن فرحتها تحولت لبكاء، فهى لم تجد اسمها فى كشوف الذين سيتسلمون مساكن، الحاجة أم بسمة ٦٠ عاما تقول: «فتحت عينى على الحياة فى العشش تزوجت وأنجبت داخلها.. إزاى ما استلمش»
وتختتم أم بسمة: «فى واحد من الحى إمبارح جه ودخل عندنا وشافنا قاعدين فى البيت وبنغسل، ورغم ذلك عمل علامة إكس يعنى مش موجودة فى البيت عشان يضيع حقى فى الشقة بيعلموا بمزاجهم».
بسمة: غرباء تسلموا الشقق
وجهت «بسمة رشاد ٣٠ عامًا» نداءً للرئيس السيسي، قائلة: «بوجه صوتى لسيادة الرئيس، الناس الغريبة أحق مننا فى إيه عشان يا خدوا شقق واحنا مناخدش، ناس من أبو النمرس وناس من الصعيد، جاية تاخد شقق واحنا مخدناش طب شوفوا بطايقنا اللى على السكة الحديد حى الدقى مش البطايق بتثبت ده، ابوس رجلك يا سيادة الرئيس احنا بنحبك وانتخبناك وبنحترم قرارات التطوير بتاعتك لكن انظر فى أمرنا».
رضا: إنت صح يا ريس.. لكن اللى بينفذ غلط
«رضا أحمد ٦١ عامًا» يقول: «يا سيادة الريس إحنا دعمناك ونزلنا انتخبناك وبنحبك وأنا زغردتلك ورقصتلك، إحنا مش رافضين التطوير لكن عاوزين حقنا نصف الأسر خدت شقق والنصف التانى مرمى فى الشارع»
عم مرتضى: مساحة الشقة ٣٧ مترا؟
«الشقة مساحتها ٣٧ مترا، يرضى مين ده؟».. يفتتح عم «مرتضى» حديثه عن الآلام التى يعيشها أهالى مساكن السكك الحديد أو كما تعرف بـ«عشش السودان» لم يكن يعلم أن الحكومة ستوفر لهم بدائل بهذه المساحة التى من المفترض أن تؤوى عدد أفراد ليس بقليل من الأسر، ولكن هذا الحال لم يكن بجديد فالمرحلة الأولى وصلت مساحتها ٥٨ مترا والمرحلة الثانية ٤٥ مترا وجاءت الصدمة فى المرحلة الثالثة التى تسلمها المحافظة فى هذه الفترة بمساحة ٣٧ مترا على حد وصفه قائلا: الشقة عبارة عن علبة كبريت، الناس جت تحط عفشها فى الشقة مخدتهوش نزلوه تانى وباعوه، اللى كان عنده بيت ٤٠٠ متر خدوه وادوله مكانه شقة ٣٧ مترا».
عبدالصادق: أسماؤنا «اتشالت واتحط ناس من برة المنطقة»
يقول: «لدى نجلان وأسرتان مستقلتان، ولكن لم توفر لهما المحافظة سكنا بالرغم من أنهما يمتلكان ما يثبت صحة تواجدهما فى المنطقة، اسمهم كان موجودا واتشال واتحط ناس من برة المنطقة خالص زى أبوالنمرس والفيوم والصعيد وعزبة أولاد علام»، ويستكمل أنه حينما استفسر من موظفى حى الدقى عن أسباب تواجد أشخاص من خارج المنطقة، كان الرد عليه: «دى أوامر رئيس الحى ومحافظ الجيزة»، متابعا: «ناس غرباء أول مرة نشوفهم فى المنطقة وخدوا شقق وولاد المنطقة مخدوش حاجة.. وولادى مرميين فى الشارع تحت السور وبنينا عشة صغيرة وقاعدين فيها، ويختتم: طلباتى من المحافظ ورئيس الحى العدل بين الناس».

همسة فى أذن المسئولين
نتقدم لكم بالشكر وسبق أن ثمن النائب عبدالرحيم على عضو مجلس النواب عن الدقى والعجوزة هذا المجهود العظيم فى بيان أصدره ليعلن دعمه وشكره لأجهزة الدولة، لكن نخاف أن يعكر صفو هذه الفرحة تصرفات فردية من بعض الموظفين وهذا وارد، لذا نقلنا فى صفحة «صوت الناس» بحيادية، الصورة من أرض الواقع بأفراحها وأتراحها، ونرجو الفحص بدقة لشكاوى المتضررين والذين لم يتسلموا مساكن ضمن الثلاث مراحل، واستبيان مدى صحة ما قالوه من أن هناك أفرادا من خارج المنطقة تم استخراج أوراق لهم ليتسلموا مساكن فى المراحل الثلاث، وفحص ما قيل من أن هناك أشخاصا تسلموا أكثر من وحدة ونحن نقدم لكم يد العون إذا احتجتم لذلك.. آملين أن يتم تطوير كل العشوائيات وأن نرى وطننا وأهلنا فى رغد من العيش والكرامة.