البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تركيا تتخلى عن الإخوان.. إعادة ترتيب أوراق لعبة «أردوغان والجماعة»

البوابة نيوز

جاءت واقعة ترحيل الإرهابى المصرى، محمد عبدالحفيظ حسين، من تركيا، المحكوم عليه فى قضية اغتيال النائب العام هشام بركات، بالإعدام، لتجدد الخلافات بين أفراد جماعة الإخوان الهاربين فى تركيا، إذ تسببت هذه الواقعة تحديدًا فى ظهور شهادات تدين قيادات جماعة الإخوان وتتهمهم بالتقصير والتخلى عن أعضائها.
وجدد مصريون هاربون فى تركيا، الاتهامات لجماعة الإخوان، معتبرين إنها تتبع سياسات انتقائية فى حماية المصريين المقيمين لديها فى تركيا.
ففى تدوينة للإعلامى فى قناة «الشرق» الإخوانية، طارق قاسم، عبر حسابه الشخصى على «فيسبوك» قال: «إن أعدادًا «خرافية» بحسب تعبيره، من الهاربين المصريين فى إسطنبول، يتهيؤون الآن لمغادرة تركيا بعدما تيقنوا من حقيقة قياداتهم، وأنهم علقوا حياتهم ومستقبلهم على رهان خاسر اسمه الإخوان».
واتهم قاسم، الذى هرب من مصر إلى تركيا قبل أربعة أعوام للعمل فى قناة «مكملين»، قيادات الجماعة ببيع «الوهم الكاذب» للشباب، وتاجروا أمامهم بالمبادئ، فيما أثبتت الممارسة عكس ذلك.
وكان «قاسم» قد كتب قبل عشرة أشهر، عن من صدم فيهم بتركيا، واصفًا إياهم بقوله: «سفراء للحيرة، ووكلاء حصريون للكذب والتدليس والادعاء، ونخاسون للأفكار، وقوادون للقيم بضاعتهم الزور وتجارة المواقف».
وفى تصريحات متخصصة، أدلت بها أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، فيما يخص «تركيا البرجماتية» التى تحكم المصالح دعمها للإسلاميين سواء فى مصر أو سوريا أو أى مكان آخر؛ سيصبح احتمال أن تكون واقعة الترحيل جاءت برغبة وتوجه تركى، وليست خطأ واردًا أو مجرد إجراء روتينى متبع فى مطارات تركيا، خاصة أن الرواية المتداولة بين الإخوان تقول إن المرحّل قدم للسلطات التركية أوراقًا مترجمة تثبت وجود حكم إعدام صادر ضده فى مصر، ورغم ذلك لم تتراجع عن قرارها.
ما قالته نورهان الشيخ يفيد بأن الدعم التركى للإخوان مشروط، رغم التأكيد التركى المستمر على دعم انقرة المطلق للجماعة، وعليه فإن تركيا ستحول وجهتها بعيدًا عن الإخوان إذ ما استشعرت بغياب المنفعة من وراءهم.
ويدعم ذلك بالتالى الفرضية التى تقول إن موقف تركيا الداعم للجماعة ربما يتأثر بتلك الخلافات التى هدمت صفوف الفارين من مصر، وتصاعدت حتى ظهرت على السطح، وباتت جدواهم -كورقة ضغط- فى اللعبة السياسية محل شك لدى أنقرة.
وفى ذلك قال الكاتب الكردى هوشينك أوسى إننا «قد نشهد نقلة نوعية فى السياسة التركية إزاء المحيط العربى، وذلك بأن تُركز أنقرة على إصلاح ما أفسدته فى علاقاتها مع السعودية والنظام المصرى بشكل خاص».