البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

داليدا.. كلمة حلوة وكلمتين

داليدا
داليدا

تحل اليوم الذكرى الـ86 لميلاد المطربة المصرية العالمية داليدا، وهي التي ولدت في حي شبرا بالعاصمة “القاهرة” في 17 يناير 1933 باسم “يولاندا كريستينا جيجليوتي”، لأبوين إيطاليين مهاجرين تعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا، وكانا هاربين من الفقر إلى مصر التي كانت مزدهرة اقتصاديًا في هذا الوقت، وفي الحرب العالمية الثانية تعرض والدها للسجن على يد الحلفاء باعتباره إيطاليًا، وأحد رعايا دول المحور.
عرفت الحب لأول مرة في القاهرة بعد أن تعلقت بشاب من أصل إيطالي يدعى "أرماندو"، وكانت تهرب من البيت بحجة انها ذاهبة للكنيسة خاصةً مع منع والدها خروجها حتي مع صديقاتها، وكان "أرماندو" هو رفيقها الوحيد وكانت تتشابك أيديهما سرًا ويختلسان النظرات في حياء، وهو حبها الأول الذي غنت له فيما بعد في أغنيتها "حلوة يا بلدي".
كانت كثيرا ما تشعر بالخجل بسبب حول في عينيها أجرت له 3 عمليات جراحية لتتخلص منه فيما بعد، 
وبعد وفاة والدها إثر جلطة دماغية، استغلت الفرصة وقررت الاشتراك في مسابقة ملكة جمال "Miss Ondina" بعد أن أخفت عن والدتها الأمر لأن المسابقة تشترط علي المتسابقات لبس ثوب سباحة عارٍ في المسابقة، وكان هذا مستهجنًا من والدتها، وفي 1954 فازت داليدا بلقب ملكة جمال مصر، وكانت جائزتها زوج أحذية ذهبية، فعادت للبيت لتواجه غضبًا عارمًا بعد أن شاهدتها والدتها عارية بثوب السباحة على الصفحات الأولى للجرائد.
وبعد انتهاء المسابقة بدأت تستغل لقبها كملكة جمال في التواجد في استديوهات التصوير والمشاركة في عدد من الأدوار البسيطة في السينما، كان أكبرها الفيلم المصري "سيجارة وكاس" الذي شاركت في بطولته وجسدت دور طبيبة تدمر منزل رجل أحبته وتركها، وكان هذا أول دور بطولة لها.
بعد سفرها إلى أوروبا بحثًا عن الشهرة، وخلال تلقيها العديد من الهزائم المهنية والمعاناة الكبيرة التي عاشتها، ونظرًا للشبة الكبير بينها وبين هيدي لامار بطلة فيلم "سامسون ودليلة"، اختارت يولندا اسم "دليلة" ليكون اسم شهرتها، وفي إحدى الأمسيات التقت بصديق المخرج السينمائي الذي اكتشفها في مصر، وقال لها إن اسم "دليلة" غريب وعدواني، ويجب عليها تغييره، ولكن لم تقتنع بالفكرة حيث أنه اسمها المستعار منذ أن رحلت إلى باريس، ولكنها قررت أن تغيره تغييرًا بسيطًا عن طريق دمجه مع اسمها الحقيقي "يولاندا" ليصبح "داليدا".
وغنت داليدا أكثر من ألف أغنية بالعديد من اللغات، وصلت لـ9 وهي العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة حتى أن الجنرال "ديجول" الشهير منحها ميدالية رئاسة الجمهورية، وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا، كما أنها مثلت بطولة أكثر من 12 فيلمًا سينمائيًا.
حياتها العاطفية كانت مأساوية، فبعد تجربة "أرماندو" قابلت الفنان العالمي عمر الشريف والذي كان في ذلك الوقت شابًا يبحث عن فرصة من أجل النجاح في الاستديوهات مثلها، ورغم تعلقهما ببعض إلا أنها تجاهلته، وتزوجت من لوسيان موريس أول زوج لها في باريس ثم انفصلا، وانتحر بعد فشله في زواجه الثاني.
كما أحبت "داليدا" بعد ذلك رسامًا مشهورًا لكنه تركها وتزوج من فتاة أخرى، قبل أن تحب الشاب الإيطالي "لويجي تينكو"، الذي كان فنانًا ناشئًا أنهى حياته منتحرًا بعد مسيرة مهنية فاشلة في أحد الفنادق، لتكون هي من يكتشف جثته الغارقة في الدماء، وبعد هذا أحبت رجلًا في نهاية السبعينيات مات هو الآخر منتحرًا.