البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

علي الفاتح: نطالب بحياة كريمة لذوي الاحتياجات الخاصة وينالوا حقوقهم الثقافية

الكاتب على الفاتح
الكاتب على الفاتح

نظم المجلس القومى لذوى الإعاقة، مؤخرا، احتفالية خاصة بـ«لويس برايل» مخترع طريقة برايل للمكفوفين، لتسليط الضوء على قضية الإعاقة بشكل عام والحقوق الثقافية الخاصة بالمكفوفين؛ وكرم خلالها عددا من ذوى الإعاقة الذين عملوا بشكل عام فى شتى المجالات وعلى رأسهم «على الفاتح» أحد كتاب «البوابة»، وأحمد المراغي، رئيس تحرير جريدة برايل، والإعلامية رضوى حسن، وشريفة مسعود، المشرفة على طبعة برايل من جريدة وطني. 
«البوابة» التقت الكاتب على الفاتح، والذى أطلق مبادرة يطالب فيها بعمل تحالف بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى للعمل فى إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى «حياة كريمة» للفئات الأكثر احتياجًا، والتى من شأنها إتاحة الثقافة والمعرفة للأشخاص ذوى الإعاقة، باعتبارهم أكثر الفئات احتياجًا للثقافة والمعرفة، وهو المشروع الذى لو تحقق سيحدث تغييرًا جوهريًا فى الحياة الثقافية لذوى الإعاقة، ومواكبة استراتيجية مصر ٢٠٣٠ التنمية المستدامة، والتى قوامها الأساسى فكرة بناء الإنسان المصرى ثقافيًّا ومعرفيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، وباعتبار أن الأشخاص من ذوى الإعاقة هم جزء من النسيج الوطني، حيث يشكلون حوالى ١٥٪ من سكان مصر وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية. 
يقول على الفاتح: «عندما أطلق الرئيس السيسى مبادرته الأخيرة «حياة كريمة» للفئات الأكثر احتياجًا، لا أظن أنه قصد فقط الاحتياج بمعناه الاقتصادى والمادي، ذلك أن الرئيس عودنا دائمًا على تعدد الدلالات التى يقصدها عندما يتعلق الأمر بمصالح وحقوق المصريين». 
وأضاف الفاتح، مبادرة الرئيس دعوة لتحالف الحكومة ومؤسسات المجتمع المدنى لتوفير حياة كريمة للمصريين، وهذا ما يعنى أنها تشمل أيضًا الفئات الأكثر احتياجًا للثقافة والمعرفة، وذوى الإعاقة يتصدرون قائمة هذه الفئات بسبب ما عانوه طويلًا من الحرمان نتيجة عدم اهتمام المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية على حد سواء بهذا الجانب من احتياجات لدى ذوى الإعاقة». 
وقال الفاتح، إذا كانت معركة الوعى والتنوير أحد أهم المعارك التى يشدد الرئيس السيسى دائمًا على ضرورة الانتصار فيها، فمن باب أولى أن تكون تلبية الاحتياجات الثقافية والمعرفية لنحو ١٥٪ من تعداد سكان مصر على قائمة أولويات المجتمع»، وأوضح أن مبادرته تنطلق من مبادرة «حياة كريمة»، وتأتى فى سياقها ولا تخرج عن إطارها، بحيث تدخل الحكومة ممثلة فى وزارة الثقافة وكل هيئاتها، فى تحالف موسع مع مؤسسات المجتمع المدني، سواءً العاملة فى مجال الإعاقة أو المؤسسات التنموية التى تمتلك العديد من الخبرات العلمية والفنية، والمؤسسات المعنية بالأنشطة الثقافية إلى جانب المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة لصياغة مشروع يتيح مصادر وأدوات الثقافة والمعرفة للمواطنين من ذوى الإعاقة كونهم الفئات الأكثر احتياجًا لهذا النوع من الغذاء الروحى والعقلي، ولفت إلى أنه بالإمكان توفير العديد من الكتب والعناوين التى تصدرها الهيئة العامة للكتاب بنسخة البرايل، وتوفير أعداد منها داخل المكتبات المركزية بداخل الجامعات المصرية، أو المكتبات العامة، والمؤسسات والهيئات الكبرى التى يتردد عليها ذوى الإعاقة ليستفيد منها المكفوفون بطريق الاستعارة، وتستطيع مؤسسات المجتمع المدنى وكذلك دور النشر المساهمة فى هذه العملية لمد هذه المكتبات بتلك النسخ على سبيل الهدية أو أن تساهم الجامعات أو المكتبات العامة التى ستحصل على تلك النسخ بجزء من التكلفة.
وأوضح «الفاتح» مزايا مطابع الكتب التى تقوم بإعداد نسخة «برايل» قدرتها على الطباعة على حسب الكمية المطلوبة، حيث تتساوى قيمة التكلفة فى حالات الطباعة بكميات صغيرة أو كميات كبيرة، وهو ما يساعد على توفير هذه النسخ بقيمة تكلفتها كاملة للمكفوفين الراغبين فى اقتناء نسخة شخصية، وقال: «من حق الكفيف الاستمتاع بقراءة أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، أو أى من الكتب التاريخية التى تتحدث عن تاريخ مصر عبر العصور». 
وأضاف يمكن أيضًا التوسع فى إصدار الكتب المسموعة، بعد الاتفاق مع دور النشر والمؤلفين، مطالبًا أن يشمل هذا المشروع إتاحة كل مصادر الثقافة والمعرفة لذوى الإعاقة السمعية المحرومين من نعمة تعلم القراءة والكتابة داخل مدارسهم بسبب تدنى مستوى المُعلمين، وعدم معرفتهم بلغة الإشارة، وقال: «هناك نحو ٣ إلى ٤ ملايين مواطن من ذوى الإعاقة السمعية، لا يعرف أغلبهم شيئًا عن تاريخ وثقافة وفنون مصر، ومعظمهم تعرض إلى ثقافة دينية مغلوطة عبر مترجمى لغة إشارة مرتبطين ببعض الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية أو التيار السلفى المتشدد، ولدينا تجارب مؤلمة فى ليبيا وسوريا والعراق، حيث نجح تنظيم داعش الإرهابى فى تجنيد المواطنين الصم فى تلك البلدان عبر فيديوهات تبث أفكاره وتصوراته الدينية وآراءه السياسية مترجمة إلى لغة الإشارة». 
وأكد «الفاتح» أنه بالإمكان إتاحة مواد ثقافية ومعرفية بلغة الإشارة من خلال موقع «يوتيوب»، مطالبًا بأن تتبنى إحدى المؤسسات الصحفية القومية، أو المستقلة هذا المشروع، ولكن على أن يكون تحت إشراف مجموعة عمل محترفة تضم متخصصين يتم تشكيلها، بعد عقد عدة ورش عمل تضم أطراف هذا التحالف المعنية بهذا الشأن ومنها «وزارة الثقافة، المجلس القومى لشئون الأشخاص من ذوى الإعاقة، ومؤسسات المجتمع المدني، ودور النشر». 
وأشار «الفاتح إلى أن ذوى الإعاقة الذهنية لابد أن يكونوا مستهدفين أيضًا بهذا البرنامج «المبادرة»، خاصة أن هناك حالات كثيرة قادرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، بل والابتكار والإبداع فى إطارها، مشيرًا إلى أن هناك حالات من الشلل الدماغى ومتلازمة داون سيندروم وغيرها من الإعاقات الذهنية تستطيع بالفعل التعامل مع الكمبيوتر، بشكل طبيعي، وهناك نموذج «رانيا صالح، فتاة الداون التى نجحت فى ابتكار برامج لتعليم الحروف للأطفال غير المعاقين وهى فى سن الرابعة عشرة، مشددًا على أن من أحد تعريفات الحياة الكريمة أن تكون قادرًا على امتلاك أدوات الثقافة والمعرفة، واستطاعة الاعتماد على الذات، فى قراءة الكتب العامة والروايات، وأن يصل أولًا بأول كل ما قد يحتاجه المواطن العادى من معرفة ومعلومات وأخبار تخص وطنه وإقليمه وعالمه.
وأكد «الفاتح على ضرورة أن تستعين وزارة الثقافة بأهل الاختصاص فى المجلس القومى لشئون الإعاقة والذى سيقوم بدور هام فى عملية الإرشاد إلى المتخصصين والخبراء، فى كل إعاقة الذين يستطيعون بما لديهم من علم وخبرات متنوعة اقتراح حلول عملية وقليلة التكلفة، مضيفًا أن وزارة الثقافة وكونها ممثلة للدولة ستكون الضامن فى إتاحة كل المواد الثقافية بنفس المعايير النشر والإتاحة التى تتبعها داخل هيئاتها وأجهزتها، والتى تستهدف كل المصريين.
وقال: «هناك بعض التجارب الخاصة لكنها من ناحية غير كافية ومن ناحية أخرى قد يتحكم الميل السياسى أو الاجتماعى لأصحابها فى اختيار طبيعة المواد الثقافية والفنية وعناوين الكتب التى يعملون على إتاحتها لذوي الإعاقة، مضيفًا هذا الجهد مشكور بالطبع، لكننا نريد تدخل الدولة بمعاييرها هي، وبإشرافها هي؛ وبمساعدة مؤسسات المجتمع المدنى على النحو الذى أشرنا إليه».