البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

قراءة استشرافية لمؤشر الإرهاب في 2019.. خسارة داعش لمعاقله بسوريا والعراق.. انخفاض العمليات الإرهابية.. واتساع مساحة سيطرة الجماعات المتطرفة

البوابة نيوز

شهد مؤشر الإرهاب لعام ٢٠١٨ انخفاضًا واضحًا فى العمليات الإرهابية التى شهدها العالم، فى أعقاب خسارة «داعش» لمعاقله فى سوريا والعراق، لكنه وحسب المراقبين المعنيين فى الجماعات المتطرفة ومكافحة الإرهاب، فإن المساحة التى تنتشر عليها الجماعات المتطرفة أصبحت أوسع، لتمتد إلى جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وغرب أفريقيا. تمحورت العمليات الإرهابية فى أوروبا خلال عام ٢٠١٨، بالطعن والدهس أحيانًا، وربما يعود ذلك إلى الجهود التى بذلتها دول أوروبا باتخاذ خطط وسياسات فى مكافحة الإرهاب أكثر حزمًا من السابق.

** ليبيا 
المشهد ربما يختلف نسبيًّا فى ليبيا فى أعقاب طرد تنظيم داعش من معاقله فى سرت خلال عام ٢٠١٨، لكن الفوضى السياسية جعلت مشهد الإرهاب لهذا العام غير مستقر، رغم ما قامت به جماعة حفتر من جهود فى تطهير بعض المدن الليبية من الميليشيات والجماعات المتطرفة، خاصة الجماعات القاعدية فى أفريقيا، ستبقى فاعلة، وتتخذ من الصحراء والجبال والمناطق الحدودية مراكز لانطلاق عملياتها.

** مصر
بذلت مصر خلال عام ٢٠١٨، جهودًا واضحة فى محاربة الجماعات المتطرفة فى سيناء، وانتزعت المبادرة من تلك الجماعات، من خلال تنفيذ عمليات عسكرية بالقضاء على أعشاش وبؤر الجماعات المتطرفة، واعتماد استراتيجية جديدة بتطبيق حلول جذرية لمعالجة الإرهاب وكبح التطرف، بحزمة التنمية المستدامة فى مدن سيناء وبقية مدن مصر.

** سوريا والعراق
أما المشهد فى سوريا والعراق، فما زال تنظيم داعش ينحصر فى أماكن محدودة جدًّا، تتركز فى جيب شرق الفرات، ومدينة القائم الحدودية، ووفقًا إلى تقارير أجهزة الاستخبارات العراقية، فإن العديد من عناصر تنظيم داعش لا يتجاوز أكثر من ٥ آلاف عنصر فى العراق وسوريا.
وتبقى إدلب تمثل الملاذ الأخير للجماعات المتطرفة الأخرى من غير تنظيم داعش، على رأسها «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة سابقًا. ويكمن التحدى فى إدلب؛ بسبب تقاطع مصالح الأطراف السياسية الإقليمية والدولية هناك، أبرزها تركيا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب إيران، ويمثل المقاتلون الأجانب فى إدلب هاجسًا لدول أوروبا؛ لذا كان التوجه الأوروبى هو إيجاد مخرج سياسى فى إدلب دون شن عمليات عسكرية؛ ليجنب دول أوروبا تدفقًا جديدًا لموجة لاجئين جدد، وربما عودة المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم.

** أفغانستان
ومن المتوقع، أن تكون أفغانستان على صفيح ساخن خلال عام ٢٠١٩، مع تصاعد عمليات تنظيم داعش أكثر من تنظيم القاعدة وطالبان ضد أهداف مدنية رخوة، وربما انتقال بعض قيادات داعش والقاعدة من العراق وسوريا وليبيا وسيناء إلى أفغانستان، يدعم هذه الفكرة وجود القوات الأمريكية هناك وقوات أممية، وتقاطع سياسات أطراف دولية أيضًا، أبرزها روسيا وتركيا، تجعل إيجاد حل سياسى فى أفغانستان معقدًا خلال عام ٢٠١٩.
تبقى هى الأكثر تعرضًا إلى العمليات الإرهابية خلال عام ٢٠١٩، مع عمليات محدودة غير نوعية، على غرار الكرِّ والفرِّ فى العراق، وعمليات هجمات دفاعية وجيوب فى سوريا، وذئاب منفردة تنفذ عمليات محدودة جدًّا غير نوعية فى أوروبا. وبشكل عام، من المتوقع أن يشهد التنظيم تراجعًا فى سيناء وليبيا مع تنامى التنظيم أكثر غرب أفريقيا وشرقها، فى الصومال.