البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

صلاح جاهين.. ما تقوم تدوس العدم

صلاح جاهين
صلاح جاهين

شهدت الحركة الشعرية تحولات كبرى، كان من بينها تطور شعر العامية على يد مواهب كبيرة بزوغت في ماء القصيدة، وشكل الآباء الأوائل لها بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين وسيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم دعائم شعر العامية، وأصبح بجدارة قادرا على منافسة شعر الفصحى دون خجل أو تخاذل، وأثبتت قصيدة العامية مدى قدرتها على التعاطي مع قضايا الذات والوطن.
ولقد برز الشاعر الكبير صلاح جاهين كفيلسوف ومتأمل في رباعياته، وأيضا مقاوما ومناضلا في قضايا بلاده، وقد تناول جاهين تجديد قصيدة العامية من وقت مبكر.
وفي الوقت ذاته، كانت له معاركه الأدبية والفنية مع المخالفين له في العديد من مجالات الإصلاح الاجتماعي والسياسي، فقد أثارت أغانيه الكثير من الجدل الثقافي العام في مصر والأقطار العربية، ومن رباعياته نقرأ كلماته: 
"غسل المسيح قدمك يا حافي القدم 
طوبى لمن كانوا عشانك خدم
صنعت لك نعليك أنا يا أخي 
مستني إيه.. ما تقوم تدوس العدم 
عجبي".
ونقرأ: 
"عجبتني كلمة من كلام الورق 
النور شرق من بين حروفها وبرق
حبيت أشيلها ف قلبي.. قالت حرام
ده أنا كل قلب دخلت فيه اتحرق 
عجبي". 
وكان جاهين ثوريا حتى إنه لقب بشاعر الثورة، يكتب ليغنى عبدالحليم حافظ، ويلحن كمال الطويل، ففى أشعاره الثورية يقول "يا أهلا بالمعارك بنارها نستبارك ونرجع منصورين"، وعلى قدر حماسته كانت الصدمة، فقد دخل في حالة من الاكتئاب بعد النكسة لازمته حتى وفاته، فامتنع عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنية، حينها شعر أن أحلام الوطنية والثورة والكفاح قد تبخرت.