البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"نادية مراد" و"موكويجي" يتسلمان جائزة نوبل للسلام 2018

البوابة نيوز

تسلم كل من الدكتور الكونغولي دينيس موكويجي، والعراقية نادية مراد، جائزة نوبل للسلام، في حفل كبير بحضور العائلة الملكية النرويجية، وعلى رأسها الملك هارلد الخامس، وقرينته، والأمير هاكون، ولي عهد النرويج وقرينته.
وأكدت العراقية الإيزيدية نادية مراد أن تسلمها جائزة نوبل للسلام اليوم هو مناسبة خاصة، ويعد يوما تنتصر فيه الإنسانية على الإرهاب، مشيرة إلى أنها لم تسمع أبدا عن جائزة نوبل للسلام حينما كانت تعيش كفتاة قروية في قرية كوجو جنوب سنجار بالعراق، وكانت تحلم بفتح صالون للمكياج، إلا أن حياتها تغيرت بين ليلة وضحاها عقب هجمات تنظيم داعش على قراهم، وفقدان الأم وستة من الأشقاء وأولاد الأشقاء.
وأضافت أنه بعد فشل حكومة العراق في حمايتهم، فشل المجتمع الدولي أيضا في إنقاذهم من براثن داعش ومنع وقوع الإبادة الجماعية بحقهم، إلا أنه بعد الإبادة حصلوا على تعاطف دولي ومحلي، واعترفت العديد من الدول بهذه الإبادة، لكنها لم تنتهي بعد، فحال الإيزيديين لم يتغير في سجون داعش، لم يتم خروجهم من المخيمات، لم يتم بناء ما دمره داعش، وحتى الآن لم يتم محاسبة مرتكبي الجرائم الذين قاموا بهذه الإبادة ضد الإيزيديين، مضيفة بقولها" لا أريد تعاطفا أكثر، وإنما أريد ترجمة هذه العاطفة إلى عمل على أرض الواقع".
وشددت "مراد" على أنه في عصر العولمة وحقوق الإنسان هناك أكثر من ٦٥٠٠ طفل وامرأة إيزيدية أصبحوا سبايا وتعرضوا للبيع والشراء والعنف الجنسي والنفسي، ورغم المناشدات المستمرة منذ ٢٠١٤ وحتى الآن إلا أنه لا زال مصير أكثر من ٣٠٠٠ من الأطفال والنساء الإيزيديات مجهولا في قبضة تنظيم داعش، فتيات بعمر الزهور يتم بيعهن وشرائهن وسبيهن واغتصابهن.
ونوهت بأنها منذ أربع سنوات تجول العالم لتحكي قصتها وقصة مجتمعها، دون تحقيق جزء بسيط من العدالة ودون محاسبة مرتكبي جرائم العنف الجنسي ضد النساء والبنات الإيزيديات وغيرهم، وإذا لم تتحقق العدالة فحتما سوف تتكرر هذه الإبادة مرة أخرى وضد المجتمعات الضعيفة الأخرى، فالعدالة هي السبيل الوحيد في تحقيق السلام والتعايش بين مختلف المكونات.
بينما أكد الدكتور الكونغولي دينيس موكويجي أن عوامل الاغتصاب والمذابح والتعذيب وانعدام الأمن على نطاق واسع والافتقار الصارخ للتعليم تؤدي إلى دوامة من العنف لم يسبق لها مثيل.
وروى ما حدث في الكونغو من إبادة جماعية، والإشارة إلى أن السكان المحليين كانوا يعرفون من يقوم بالجرائم ولكنه كان يخشاه الجميع لأنه عضو برلماني يتمتع بالحصانة، ولكن برفقة المدافعين عن حقوق الإنسان تم الذهاب إلى محكمة عسكرية وتمت محاكمة المغتصبين واعتبرت جرائم الاغتصاب جرائم ضد الإنسانية.
وأضاف "موكويجي" بقوله: "باسم الشعب الكونغولي أقبل هذه الجائزة ولجميع ضحايا العنف الجنسي في كل أنحاء العالم أهدي هذه الجائزة، لقد تعرض الشعب الكونغولي للإذلال والإهانة والمذابح على مدى أكثر من عقدين على مرأى ومسمع المجتمع الدولي".
وأضاف: " خلال جائزة نوبل للسلام أدعو العالم ليكون شاهدا على ما يقع، وأحثكم على الانضمام إلينا من أجل وضع حد لهذه المعاناة التي تمثل وصمة عار على جبين إنسانيتنا المشتركة".
وتابع: "أتحدث إليكم هناك تقرير يقبع في درج مكتب من مكاتب نيويورك، وضع هذا التقرير بعد إجراء تحقيق مهني صارم في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في الكونغو، هذا التحقيق يسير بصراحة إلى المجني عليهم والأماكن والتواريخ، لكنه لا يسمى الجناة بأسمائهم، ويصف تقرير " مشروع رسم الخرائط"، الذي وضعه مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ما لا يقل عن ٦١٧ جريمة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم ربما ترقى للإبادة الجماعية، ما الذي ينتظره العالم ليأخذ هذا التقرير في الاعتبار؟، فلا يمكن تحقق السلام الدائم بدون عدالة، والعدالة ليست قابلة للمساومة".
في ختام كلمته، دعا موكويجي إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية لكل المتورطين في جرائم العنف الجنسي حول العالم، والاعتراف بمعاناة الناجين من جميع أعمال العنف ضد المرأة في الصراعات المسلحة، ودعم مبادرة إنشاء صندوق عالمي لتعويض ضحايا العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، وباسم جميع الأرامل والأيتام جراء المجازر التي ارتكبت في الكونغو الديمقراطية المحبين للسلام، حث المجتمع الدولي على الأخذ بالاعتبار تقرير مشروع " رسم الخرائط وتوصياته".