البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الشيطان الأكبر.. "القاعدة وداعش" ذراعا إيران لـ"إرهاب العالم"

البوابة نيوز

«داعمة الإرهاب، ورفيقة الإرهابيين» توصيفات أطلقت على إيران واعتبرها كثيرون أنها الأكثر انطباقا عليها، خاصة أنها تعتمد دائمًا على تكوين علاقات قوية بالتنظيمات الإرهابية الكبرى للعبث بأمن الدول العربية وزعزعة استقرارها؛ فطهران هى الداعم والحليف الأول لتنظيم القاعدة، منذ أن كان أسامة بن لادن، زعيمه الأول، كما أنها الداعم الرئيسى لتنظيم داعش، بزعامة الإرهابى «أبوبكر البغدادي»، وذلك وفقًا لاتهامات رؤساء الدول الكبرى التى يأتى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ففى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووى مع إيران فى شهر مايو ٢٠١٥، أكد أن من ضمن أسباب انسحابه من الاتفاق، تأكده من وجود علاقة قوية بين النظام الإيرانى وتنظيم القاعدة.
إيران والقاعدة
وكشفت دراسة أعدها موقع «نيو أمريكا»، وجود علاقات تعاون كبيرة بين طهران وتنظيم القاعدة على مدار السنوات السابقة، واستندت الدراسة إلى ٣٠٠ وثيقة سرية حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد الهجوم على أحد أهم المعاقل التى كان يقبع فيها أسامة بن لادن فى باكستان عام ٢٠١١. وحمل القاضى «دانيالز» فى المحكمة الاتحادية بنيويورك، خلال عام ٢٠١٦، إيران مسئولية هجمات ١١ سبتمبر، وقضى بتغريم طهران ١٠ مليارات دولار؛ تعويضًا لعوائل ضحايا هجمات سبتمبر ٢٠٠١، مؤكدًا أن العلاقة بين الطرفين قد بدأت منذ ظهور القاعدة، وتعززت بتقديم إيران الخبرة والدعم اللوجستى والميدانى لها.
وإلى جانب ذلك، أشارت لجنة ١١ سبتمبر، المخول إليها التحقيق فى هجمات ٢٠٠١ على الولايات المتحدة، إلى أن إيران سمحت لعناصر القاعدة بالمرور عبر حدودها، من دون الحصول على أى تأشيرات دخول أو حتى تأشيرات سفر من قنصليتها فى كراتشى الباكستانية.
وأضافت اللجنة فى تقرير كشفته وكالة الاستخبارات الأمريكية، خلال الفترة السابقة، أن ٨ من خاطفى الطائرات التى استخدمت فى هجمات ٢٠٠١ سبتمبر، مروا عبر إيران قبل وصولهم الولايات المتحدة الأمريكية.
عناصر «القاعدة» ضيوف طهران
وتعتبر عائلة «بن لادن» وعناصره هى الأبرز من بين الإرهابيين الذين ذهبوا إلى إيران؛ حيث استقبلت طهران أكثر من ٢٠ فردًا من عائلة زعيم تنظيم القاعدة السابق، من بينهم إخوته وأبناؤه «محمد» و«سعد» و«حمزة». ومن أبرز العناصر القاعدية الذين تستضيفهم طهران، الإرهابى «محفوظ ولد الوليد» المكنى «أبوحفص الموريتاني»، وهو خبير القاعدة فى إيران، وعمل أيضًا مستشارًا للشئون الدينية لـ«بن لادن».
كما آوت إيران المدعو «سيف العدل»، أحد المشاركين فى التخطيط للعمليات الإرهابية، خبير الدعاية لتنظيم القاعدة، وكذلك استقر الإرهابى المدعو «أبو دجانة المصري» زوج ابنة زعيم التنظيم الحالى أيمن الظواهرى فى إيران، وعمل مدربًا للتفجيرات قبل اعتقاله، وهو عضو فى حركة الجهاد الإسلامى المصرية، وإضافة إلى السابقين أمّن النظام الإيرانى على أراضيه «محمد شوقى الإسلامبولي»، الذى كانت مهمته تسهيل عمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة؛ حيث كان على علاقة جيدة مع الاستخبارات الإيرانية، وهو شقيق خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس السابق أنور السادات.
إيران و«داعش»
كما كشف الإرهابى «أبومحمد العدناني»- المتحدث السابق باسم تنظيم «داعش»، عبر أحد المنابر الإعلامية التابعة للتنظيم، من خلال تسجيل صوتى له حمل عنوان: «عذرًا أمير القاعدة»- سبب عدم استهداف التنظيم لإيران؛ إذ قال: «ظل داعش يلتزم بنصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه؛ ولذلك لم يضرب الروافض فى إيران منذ نشأتها، وتركت الروافض آمنين فى إيران، وكبحت جماح جنودها المستشيطين غضبًا، رغم قدرتها آنذاك على تحويل إيران لبرك من الدماء، وكظمت غيظها كل هذه السنين، تتحمّل التهم بالعمالة لألد أعدائها إيران؛ لعدم استهدافها، تاركة الروافض ينعمون فيها بالأمن والأمان؛ امتثالًا لأمر القاعدة؛ للحفاظ على مصالحها، وخطوط إمدادها فى إيران». وبحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية «واشنطن بوست» خلال العامين السابقين، فإن إيران دعمت تنظيم داعش منذ ظهوره فى ٢٠١٤، دعمًا ماليًّا ولوجستيًّا، من خلال «حزب الله» اللبناني؛ حيث كانت تسمح لانتقال عدد كبير من العناصر الداعشية من الحدود اللبنانية إلى سوريا والعراق، والذى كان يُسهل تلك المهمة حزب الله، وكانت آخر تلك العمليات السماح بانتقال أكثر من ٢٥٠ عنصرًا داعشيًّا من حدود لبنان وسوريا إلى مناطق معاقل التنظيم فى محافظتى «دير الزور» و«الرقة»، وكان ذلك فى منتصف عام ٢٠١٧.
التحالف مع الشيطان
وفى هذا السياق قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية: إن إيران من أكثر الدول بعد تركيا دعمًا للإرهاب، والحكومة الإيرانية من الممكن أن تتحالف مع الشيطان؛ حتى تُحقق مصالحها، دون النظر لأى دولة عربية؛ لأنها تكره العرب، وترغب فى نشر المذهب الشيعي. 
وأكد «اللاوندي»، أن إيران تتعاون مع تنظيمى «القاعدة» و«داعش»؛ لأن أهدافهم واحدة، وهى السيطرة والاستحواذ على البلدان العربية، ونشر الفوضى فيها؛ للتمتع بخيراتها، إضافة إلى ذلك أنها تريد أن تضع الحكومات العربية فى مأزق مواجهة خطر الإرهاب؛ حتى لا تنعم بأى استقرار. 
وأشار حسن الجنابي، المحلل السياسى العراقي، إلى أن إيران من أكثر الدول الداعمة لتنظيم داعش فى العراق، و«أبوبكر البغدادي» وباقى عناصر التنظيم الإرهابى مازالوا يوجدون حتى هذه اللحظة فى الأراضى العراقية؛ بسبب الدعم الإيرانى لهم، سواء كان الدعم ماليًّا أو لوجستيًّا. 
وأوضح «الجنابي»، أن جميع العناصر الداعشية الموجودة فى العراق تعمل كمرتزقة لإيران، بمساعدة حزب الله اللبنانى (إحدى الأذرع الإيرانية)؛ حيث يُسَهّل الحزب دخول عناصر داعش إلى العراق عن طريق الحدود، إضافة إلى ذلك يقوم بنقل المواد الغذائية والملابس والعتاد والأسلحة لهم عن طريق الصحراء والجبال، وبالتحديد يوصل لهم تلك الأشياء إلى تلال «حمرين» التى يقبع فيها عدد كبير من الدواعش.