البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الشيخ ياسر: أتقرب إلى الله بتغسيل الموتى

الشيخ ياسر محمد على
الشيخ ياسر محمد على

يبدأ عمله حيث ينتهى عمر الإنسان، بعدما ينعم براحة الموت، ويتزاحم لديه الموتى وبقاياهم، ويُحاط بدموع الثكالى والأرامل والأيتام، فيما يتولى وحده، مستعينًا بالله، مسئولية إعداد المتوفى للولوج إلى أول منازل الآخرة.
إنه «المُغسل» ياسر محمد على، مسئول المشرحة بمستشفى أم المصريين فى محافظة الجيزة، الذى يعمل منذ أحد عشر عامًا فى هذه المهنة، التى يعتبرها نعمة من الرحمن لأنه «يُكرم الإنسان الذى أكرمه الله»، على حد تعبيره، ويبتهل لله قائلًا: «سبحان الذى سخرنا لنكرم عباده».
ويؤكد الشيخ ياسر، أنه لا يستطيع الابتعاد عن الغُسل لفترة طويلة، مضيفًا أنه حينما يسافر لأداء العمرة، يذهب إلى مسجد «المُهاجرين» بمكة المكرمة، ليقوم بتغسيل الميت فى إشارة إلى ارتباطه الشديد بذلك الشيء الذى أصبح بالنسبة له مثل العبادة التى تقربه لربه.
وعن أغرب الحالات التى صادفها، يقول: «كنت أُغسل طفلًا يبلغ من العمر ١٣ عامًا، وكلما اقتربت منه رأيت وجهه يزداد بياضًا، فشعرت برهبة شديدة، فتوجهت لأهله لسؤالهم عن عمله فأخبرونى بأنه كان حافظًا لما يقرب من عشرين جزءًا من القرآن الكريم».
وعن علاقته بالمحيطين به، يروى ضاحكًا أن بعض الأشخاص بالمستشفى لا يقتربون منه؛ لأنه «يعيش بين الأموات ويلامسهم»، وفق تعبيره.
وكثيرًا ما تأتى إلى المشرحة جثث مجهولة الهوية، وقد تمكث فترات غير محددة حتى تُستكمل الإجراءات، وتدفن بمقابر الصدقة، لكن الشيخ ياسر قدم اقتراحًا يُسهل التعرف على هوية الشخص الميت، عن طريق التقاط صورة له ووضعها على الموقع الإلكترونى لوزارة الصحة، ربما يتعرف ذوو الميت عليه، ما يقلل من فترات وجود الجثة فى المشرحة، ويختصر الإجراءات المتبعة حاليًا التى قد تستغرق شهورًا.