البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حواديت عيال كبرت "47".. دقيقة حداد على من عاش لا من مات


في لحظة ما في يوم ما في عام ما.. كان أهل القرية يغطون في نعاسهم مطمئنين.. ماء النيل يجري غير عكر.. والأرض يكسوها الخضار.. ويلمع وجهها بحبات الندى، شخص ما كان قد أدرك بعد سنوات من المكر أنه لكي يتحكم في هذه القرية عليه أن يحطم العادات ويمحي الذات ويخلط الضحك بالآنات.. ويجعل حديث أهلها كالسكات.. كان عم ميشو النجار يضع شاكوشه ويجلس حتى تنتهي خطبة الجمعة.. وكان عم الحاج حسانين يضع ودائعه في خزانة المقدس غطاس.. الحزن واحد.. والفرح واحد.. حتى نار "الخبيز" ويوم الطبيخ كان واحدا؛ شئ ما وضعه ذلك الرجل الخبيث في المياه ونفثه في الهواء؛ فاستيقظ أهل القرية على دقات شاكوش ابن عم ميشو وقت الآذان.. وتفاجئوا بإن ابن الحاج حسانين يسحب ودائعه من لدن ابن المقدس غطاس.. فجأة اختلط الحابل بالنابل وصار سرادق العزاء بجوار الدي جي.. تدافع عند الأذن صوت المعددة مع نبطشي الأفراح.. صار الناس يحتسون الدم دون ضجر ولا حزن.. خلعت القرية عبائتها فظهرت عوراتها وأبنائها منشغولون عن ذلك بنفي صحة ضربة الجزاء.. صارت القرية قرى منفصلة فتسلل إلى ديارها الأغبياء وهجرها الأنبياء.. شيخ القرية وقسها بح صوتهما أن يقف الجميع دقيقة حداد ليس على أرواح من مات لكن على أرواح من عاش ولم يتألم لوجعها.. ولم ير الدمع في وجهها.. ولم يقاتل ليعيد لها إذارها.. ليعيد لها صفها قبل أن يتحول جمهورها إلى أولتراس.. قال الرجل المجذوب لا تصدقوا أقوال جحا فدار جارك هي دارك وهدم جداره هو هدم جدارك ومن سرق حماره سيسرق طعامك.. فما سرق وسيلة النقل إلا ليسرق المنقول.. فحكموا العقول.. وعملوا العيال أن العالم الافتراضي ليس وطنا لكنه عفنا حط على بيوت القرية فبات الحزن والفرح كفقاقيع الصابون تظهر في ملصق ثم تختفي.
وفي الختام هذه القرية كان لها روح وعادات.. تلاحم وإخاء.. روح وتحدي وثبات.. فإذا أردتم دحر الإرهاب.. فاجعلوا هتافكم في المدرجات الدم كله حرام.