البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حواديت عيال كبرت "46".. سيدة الثالثة صباحًا


هل تذكرون تلك العبارات التي كنا نسمعها "مفيش ست تخرج بالليل وترجع بيتها وش الفجر" كان الشائع أن تلك السيدة التي تفعل ذلك كما كن نساء القرية يقلن "ماشية على حل شعرها"، لكن سيدة الثالثة صباحا ليست كذلك بل إنها من هؤلاء النسوة اللاتي كن يرددن تلك العبارة؛ ويجلسن في دارهن متباهيات بذلك؛ ترى من دفع تلك السيدة إلى تحطيم تلك العبادة؛ لتخرج وتجلس على طريق مصر اسكندرية الزراعي في الجزيرة الوسطى بالطريق؛ الآن في هذا الليل.. في هذا الظلام الدامس.. من أخرجها ولماذا؟ أخرجها العوز والفقر.. قبل أن أسرد الحكاية.. أود أن أغلق أولا باب سوء الظن.. سيدة الثالثة صباحا تخطت الستين بعامين.. ولما خرجت في هذا البرد؟ أليس لها أبناء ولا زوج؟ أسئلة كثيرة وهموم بلون طرحتها السوداء التي تستتر بها من لفحة هواء السيارات.. التي لو عرف قادتها أن تلك السيدة جدة تربي أبناء بنتها التي غادرت للسماء.. ولم يعد معاشها يكفي.. فلجأت إلى طلب الحسنة حينما يسدل الليل ثوبه وتنام البنات تطمئن عليهن ثم تستند على جدران المنازل حتى تصل إلى خارج القرية وتجلس في ذلك المكان تنتظر نفحة ربانية لفاعل خير عابر لا يعرفها ولا يدقق في وجهها.. ثم إذا ما سمعت قرآن الفجر اتكأت على وجعها وعادت تعد الخطوات حتى تصل إلى المسجد وتصلي الفجر وتشتري الفطار للبنات.. وتوقظهن على اعتقادهن الدائم أن الجدة الأم تخرج لتصلي الفجر.. اللهم ارزقها صلاة في بيتك الحرام.. وأكرم بجلالك سيدة الثالثة صباحا.