البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حدث في مثل هذا اليوم 1954.. الإخوان يحاولون اغتيال عبدالناصر في المنشية

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

مرت العلاقة بين «الإخوان المسلمون» والضباط الأحرار بمنعطفات كثيرة، بدأت بشهر عسل وانتهت بخصومة هي أقرب للدموية، وهناك الكثير من الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لفترات شهر العسل بين ناصر تحديدا والإخوان المسلمين حتى أنهم تراجعوا عن دعم ثورة ٢٣ يوليو.
تلا ذلك أزمة مارس بين عبدالناصر والرئيس محمد نجيب، والتي دعم فيها الإخوان اللواء محمد نجيب إلى أن بلغت هذه العلاقة منتهاها في محاولة الإخوان اغتيال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤ وفشلت المحاولة.
.......
لحظة الاستهداف.. عبد الناصر: دمي فداء لكم 
الساعة ٣٠: ٧م بدأ عبد الناصر خطابه في حشد من ربع مليون شخص قائلا:
أيها المواطنون:
يا أهل الإسكندرية الأمجاد.. أحب أن أقول لكم ونحن نحتفل اليوم بعيد الجلاء.. بعيد الحرية.. بعيد الاستقلال، أحب أن أقول لكم- أيها الإخوان - أحب أن أتكلم معكم عن الماضي وعن كفاح الماضي.. أحب أن أعود إلى الماضي البعيد.
أيها المواطنون: أحب أن أتكلم معكم كلامًا هادئًا.
كفانا هتافًا- أيها الإخوان- فقد هتفنا في الماضي فماذا كانت النتيجة؟ هل سنعود إلى التراقص مرة أخرى إلى التهليل؟! هل سنعود إلى التهريج؟! إنى لا أريد منكم أن تقرنوا اسم جمال بهذه الطريقة، إننا إذا كنا نتكلم معكم اليوم فإنما نتكلم لنسير إلى الأمام بجد وبعزم، لا بتهريج ولا بهتاف، ولا يريد جمال مطلقًا أن تهتفوا باسمه، إننا نريد أن نعمل لنبني هذا الوطن بناءً حرًا سليمًا أبيًا، ولم يبنَ هذا الوطن في الماضي بالهتاف، وإن الهتاف لجمال لن يبنى هذا الوطن، ولكنا- يا إخواني- سنتقدم وسنعمل.. سنعمل للمبادئ.. وسنعمل للمثل العليا؛ بهذا سنبني هذا الوطن، وأرجوكم أن تصغوا إليَّ وأنا إذا كنت أتكلم معكم اليوم في الاحتفال بهذه الاتفاقية، وفي الاحتفال بهذا الجلاء، وفي الاحتفال بهذه الحرية؛ فإنما أريد أن أذكركم بالماضى وبكفاح الماضي.. كفاحكم أنتم وبكفاح آبائكم وبكفاح أجدادكم، أريد أن أقول لكم لقد بدأت كفاحي وأنا شاب صغير، من هذا الميدان، ففي سنة ٣٠.
في سنة ١٩٣٠ خرجت وأنا شاب صغير بين أبناء الإسكندرية أنادي بالحرية وأنادي بالكرامة لأول مرة في حياتي، وكان هذا - يا إخواني- أول ما بدأت الكفاح من هذا الميدان، وأنا إذ أتواجد بينكم اليوم لا أستطيع أن أعبر عن سعادتي ولا أستطيع أن أعبر عن شكري لله حينما أتواجد في هذا الميدان، وأحتفل معكم أنتم يا أبناء الإسكندرية، يا من كافحتم في الماضي ويا من كافح آبائكم، ويا من كافح أجدادكم، ويا من استشهد إخوان لكم فى الماضي، ويا من استشهد آبائكم. 
احتفل معكم اليوم بعيد الجلاء وبعيد الحرية، بعيد العزة وبعيد الكرامة.
ـ «الساعة ٥٥: ٧».. وبعد خمس وعشرين دقيقة من بدء الخطاب، يُسمع صوت تصفيق من الجماهير، وصوت إطلاق أعيرة نارية متتالية، وبعد لحظات من الهرج، يُسمع صوت: امسك اللي ضرب ده.
يجئ صوت عبد الناصر: يوجه خطابه للجماهير قائلًا:
فليبق كلٌّ فى مكانه..
أيها الرجال:
دمي فداء لكم.. حياتي فداء لكم..
دمي فداء مصر.. حياتي فداء مصر.
أيها الرجال.. أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار:
دمي فداءٌ لكم.. حياتي فداء مصر..
أيها الرجال.. أيها الأحرار:
إن جمال عبد الناصر ملك لكم، وإن حياة جمال عبدالناصر ملك لكم.
أيها الناس.. أيها الرجال:
ها هو جمال عبدالناصر.. ها هو جمال عبدالناصر بينكم، أنا لست جبانًا.. أنا قمت من أجلكم، ومن أجل حريتكم، ومن أجل عزتكم، ومن أجل كرامتكم.
أيها الناس.. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. أيها الأحرار:
أنا جمال عبدالناصر.. منكم ولكم.. دمي منكم ودمي لكم، وسأعيش حتى أموت مكافحًا في سبيلكم وعاملًا من أجلكم.. من أجل حريتكم.. ومن أجل كرامتكم.. ومن أجل عزتكم.
أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار:
«صوت عبدالناصر يقول: «اوعى» لأحد زملائه الذين يحاول منعه من الاستمرار في الحديث حرصًا عليه»، ثم يواصل حديثه:
أيها الرجال.. أيها الأحرار:
«صوت عبد الناصر يقول لزملائه»: «سيبوني».