البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مفتي طاجيكستان: الأزهر يدعمنا.. وإيران وضعت خطة للسيطرة على آسيا الوسطى.. طهران نقلت إرهابيي "حزب النهضة" من سوريا لأفغانستان.. وتمتلك مشروعا توسعيا على حساب الدول العربية والإسلامية

البوابة نيوز

على هامش مؤتمر دار الإفتاء المصرية العالمى الرابع، المنعقد هذا العام تحت عنوان: «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتَّطبيق»، بمشاركة وفود من 73 دولة إسلامية وعربية وأوروبية، حاور «المرجع» الشيخ سعيد مكرم عبدالقادر زادة، مفتى ورئيس هيئة كبار العلماء فى طاجيكستان. تحدث «زادة»، عن دور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية فى مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، كما ألقى الضوء على الدور الإيرانى فى استهداف بلاده، عبر حزب «النهضة الإخوانى» الذى تُصنفه طاجيكستان كتنظيم إرهابي. كما كشف عن العلاقات المتشعبة والدعم الإيرانى لـ«حزب النهضة»، والعلاقة بين إخوان طاجيكستان وإيران ومصر، ودورهم فى زعزعة استقرار الدولة الطاجيكية، وحقيقة تشيع قادة «إخوان طاجيكستان» وهجومهم على علماء السُنة هناك، لافتًا إلى أن إيران لديها مشروع توسعى على حساب الدول العربية والإسلامية، وعبر دعم الجماعات المتطرفة والمتشددة، وإلى نص الحوار:


■ كيف ترى مؤتمر التجديد فى الفتوى بين التطبيق والنظرية؟
- مؤتمر التجديد فى الفتوى بين التطبيق والنظرية، له أهمية كبرى فى الوقت الحالي؛ إذ تشهد الأمة الإسلامية سطو الفتاوى الشاذة والتكفيرية والمتطرفة، واستقطابًا للشباب؛ من أجل القتال مع الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» و«جماعة الإخوان».
■ هل هناك تعاون بين «الإفتاء الطاجيكية والمصرية» فى مواجهة تلك الجماعات؟
- نعم هناك تعاون وثيق وكبير بين الإفتاء الطاجيكية والمصرية؛ حيث نتبادل الآراء الشرعية والفقهية فى الكثير من الفتاوى، وهناك معلمون من الأزهر يعملون بجامعة طاجيكستان الإسلامية، ويلعبون دورًا مهمًا فى نقل منهج الأزهر الوسطى المعتدل إلى طاجيكستان.
■ ما دور «الإفتاء الطاجيكية» فى مواجهة الجماعات الإرهابية خاصة حزب «النهضة» الإخوانى فى بلادكم؟
- دار الإفتاء لها دور كبير فى مواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة، من خلال خطبة الجمعة فى المساجد، وكذلك عبر الكتيبات والدوريات الصادرة عن الدار، إضافة إلى الندوات والمؤتمرات التى تنظمها داخل طاجيكستان، وهذه الجهود تحظى بدعم من الرئيس الطاجيكى «إمام على رحمن».
■ فى ضوء محاولات الجماعات الإرهابية ومنها «حزب النهضة» الإخوانى زعزعة الأمن والاستقرار بطاجيكستان.. فى رأيك ما الهدف من تنفيذ تلك العمليات وآخرها أحداث مدينة «دنغره»؟
- تُعد جماعة «حزب النهضة» أداة إيرانية ساعية إلى زعزعة استقرار طاجيكستان، والأمن استطاع أن يرد على العملية الإرهابية التى شهدتها مدينة «دنغره»، وقَتَلَ مرتكبى هذه الجريمة الشنعاء بحقِّ طاجيكستان، وهذه العملية ضد تعاليم الدين الإسلامى الحنيف؛ حيث إن الإسلام ينبذ العنف والقتل، ويدعو للحفاظ على الأرواح والممتلكات والأوطان.
وتلك العملية كانت تحمل رسالة إلى الحكومة الطاجيكية، لكنَّ الأمن استطاع أن يُلقن الحزب الإخوانى درسًا قاسيًّا، مفاده أن هذه الأفكار ليست لها مكان فى وطننا الكريم، الذى يؤكد دائمًا على السلام والأمن لكل المقيمين به.


■ تواترت أخيرًا أنباء عن انتقال تابعين لـ«حزب النهضة» من سوريا إلى طاجيكستان.. ما حقيقة تلك الأنباء وما الهدف من وراء ذلك؟
- هذه الأخبار حقيقية، وهى درجة من درجات التعاون والدعم الإيرانى إلى حزب النهضة الإرهابي، وهناك تعاون وثيق بين نظام رجال الدين الحاكم فى إيران، وجماعات «حزب النهضة»، بدعم مالى وعسكري، إضافة إلى توفير الغطاء الدبلوماسى إذا لزم الأمر.
وتسعى إيران للاستفادة من عدم الاستقرار الأمنى فى أفغانستان واستمرار الصراع هناك، وكذلك استغلال طول الحدود الطاجيكية الأفغانية التى تصل إلى نحو ١٤٠٠ كم، وهو ما يُشكل فرصة بالنسبة للنظام الإيراني؛ لتنفيذ مخططاته ضد الدولة الطاجيكية، ولكن الأمن الطاجيكى يقف لمخططات إيران وذراعها «حزب النهضة» الإخوانى بالمرصاد، ونؤكد أن إيران تلعب دور المُزعزع للاستقرار فى طاجيكستان، كما تفعل ذلك فى الدول العربية.
■ كيف حدث التوافق بين «الإخوان» السُنة ونظام الملالى الشيعي؟
حزب النهضة يُشكل امتدادًا لفكر الإخوان، وتلك الجماعة كانت أولَّ من دعم «ثورة الخميني» فى إيران، وهناك تعاون وثيق بينهم بشكل مُعلن فى بعض الأمور، وسِرِّى فى البعض الآخر، و«حزب النهضة» يُمثل صورة من صور تعاون الإخوان والنظام الإيراني.
كما أن هناك عددًا كبيرًا من عناصر «حزب النهضة» الإرهابي، تحوَّلوا إلى المذهب الشيعي، واتبعوا ولاية الفقيه، متأثرين بالدعم الإيراني، وكذلك احتضان إيران لقادة وأبناء الحزب، فهناك من وُلِدَ وعاش فى إيران، فضلًا عن أن هناك نحو ألف من أقارب وأبناء أعضاء «حزب النهضة» درسوا فى مدارس وجامعات إيران، وهناك من درس فى «قم» التى تعتبر المدينة الدينية بإيران.
الأمر الآخر يتمثل فى وجود مخطط إيرانى بتصدير الثورة الخمينية، عبر استقطاب شباب أهل السنة إلى المذهب الشيعي، فكان «حزب النهضة» الإخوانى الإرهابي، جزءًا من هذا الاستقطاب.
ومن أبناء أعضاء حزب النهضة الإرهابى فى إيران، أبناء «سيد عبدالله نوري» مؤسس الحزب، و«محمد جان نوري، وسعيد وفا رقية» مع أعضاء أسرتهم، وابن زعيم الحزب «تلايوف محمد صالح كابيروفيتش»، وعشرات آخرين من أقارب أعضاء قادة الحزب، كما كانوا يحسبون أنفسهم من تلاميذ الخميني.
كما يهاجم قادة وأعضاء «حزب النهضة» الإخواني، علماء المذهب الحنفى الذى ينتمى إليه أبناء طاجيكستان، دعمًا لفكر الخمينى وولاية الفقيه، فهم ينقصون من شأن علماء الدين الطاجيكى الكبار، أمثال «دام الله حكمة الله، وداملا معروفجان الإيلاكى، وداملا حسينجان موسى زاده، وإيشان ساربانجان» وغيرهم، بما يخدم المشروع الإيرانى المذهبى فى طاجيكستان.
■ كيف بدأت العلاقة بين إيران و«حزب النهضة».. وما مستقبل هذا التعاون؟
- العلاقات تعود إلى الأيام الأولى للثورة الخمينية؛ حيث نسج النظام الإيرانى بالتعاون مع الإخوان علاقات سرية، ووفقًا لدعاوى «الخميني» بتصدير الثورة، فكانت العلاقات بين النظام الخمينى والإخوان متصاعدة ومتشعبة.
وبعد استقلال طاجيكستان، سعى «حزب النهضة» لاستنساخ النموذج الخمينى فى طاجيكستان، فكانت الحرب الأهلية التى أدَّت إلى مقتل ١٥٠ ألف مسلم سُني، بأيدى «حزب النهضة» الإخوانى الإرهابى بدعم من نظام الخميني، وهو يوضح مدى عنف فكر جماعة الإخوان، واستباحتها لقتل المسلمين؛ من أجل الوصول إلى أهدافهم فى السلطة، بدعوى تأسيس دولة إسلامية، رغم أنهم أول من يهدم تعاليم الدين الإسلامي.
كما عينت إيران فى ٢٠١٣ رئيس «حزب النهضة» الإسلامى «محيى الدين كبيري»، نائبًا لما يُسمى «الحركة الدولية للصحوة الإسلامية»، وهى إحدى المؤسسات الإيرانية التى تتخذ من شعار الإسلام والتقارب بين المذاهب الإسلامية جسرًا للتغلغل داخل المجتمعات الإسلامية، خاصة الدول السُنية؛ من أجل تنفيذ مخططها بتصدير الثورة الخمينية.
■ ما الهدف الرئيسى من مساعدة إيران لـ«حزب النهضة»؟ وهل يتضرر أمن آسيا الوسطى من تلك المساعدات؟
- ما تشهده الدول العربية من صراعات وتفتيت وتهجير للشعوب، يُشكل إجابة مختصرة وواضحة لأهداف إيران من دعم «حزب النهضة» الإخوانى الإرهابي، فإيران تسعى إلى تصدير الثورة الخمينية، والسيطرة على الدول ضمن مشروع الملالى التوسعي؛ لذلك سعت عبر دعم «حزب النهضة» إلى استهداف طاجيكستان، لكن يقظة الشعب والحكومة الطاجيكية أفشلت كل مخططات الملالى فى استهداف وطننا الحبيب.


■ كيف دخلت أيديولوجية الإخوان إلى طاجيكستان ومنطقة آسيا الوسطى؟
- دخلت عبر تأثير طلاب دول وسط آسيا فى الجامعات العربية والمصرية، باحتكاكهم بطلاب يتبنون فكر جماعة الإخوان، فنقل هؤلاء الطلاب فكر الإخوان من مصر والدول العربية إلى طاجيكستان، ودول آسيا الوسطى، وهذا لا يعنى إدانة لمصر والدول العربية، لكن هى إدانة لهؤلاء الطلاب الذين وقعوا فريسة لأفكار متطرفة ومنحرفة تسعى إلى السلطة عبر استخدام الدين الإسلامى شعارًا لها.
■ كيف ترى احتضان أوروبا لتنظيم الإخوان وعدم تسليم المطلوبين تحت ذريعة حقوق الإنسان؟
- نقول للدول الأوروبية، إن وجود الإخوان تحت ذريعة حقوق الإنسان يُشكل خدعة لشعوبكم، فالإخوان هم جماعة لا تعرف إلا القتل والدماء، وهى تُشكل خلايا نائمة تستهدف أمن دولكم وشعوبكم، وخلايا الإخوان تنفذ عمليات إرهابية، وتجند الشباب الأوروبى المسلم لصالح التنظيمات الإرهابية مثل «داعش»، وتحصل على أموال أوروبا وتدعم بها الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تهدد أمن الدول الإسلامية والعربية، ونطالبهم بتسليم هؤلاء الإرهابيين للعدالة فى دولهم، فهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، وزعزعوا استقرار الأوطان، وعرضوا حياة الأبرياء للخطر.
■ ماذا عن علاقة «حزب النهضة» بإخوان مصر؟
- هناك علاقات وثيقة بين حزب النهضة المصنف بالإرهابى فى طاجيكستان منذ ٢٠١٥، وجماعة الإخوان الإرهابية فى مصر؛ حيث يدين «النهضة» بتعاليم مؤسس الجماعة حسن البنّا، ومنظر الإخوان سيد قطب، وكذلك أعطى الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى إقامة لنائب رئيس حزب النهضة «يوسف عزيز»، فى مصر خلال عام ٢٠١٢، لكن بعد ثورة ٢٠١٣ خرج منها إلى أوروبا، وكان هناك تعاون كبير بين النهضة والإخوان، وهو تعاون تُشَكِّل إيران حلقة من حلقاته، فكما ذكرنا سابقًا أن الإخوان على علاقة قوية مع نظام الخمينى الإيراني.
■ أخيرًا.. ماذا عن الحريات الدينية فى طاجيكستان؟
- تتمتع طاجيكستان بحرية دينية كبيرة، فيبلغ عدد المسلمين بطاجيكستان حوالى ٩٩.٤٪ من إجمالى تعداد السكان، و٠.٦٪ فقط من سكانها ينتمون إلى معتقدات مختلفة، ومسلمو طاجيكستان يتبعون المذهب الحنفي، وحكومة الرئيس «إمام على رحمن» تقدم دعمًا كبيرًا للمؤسسات الدينية فى البلاد، فقد بلغ عدد المساجد نحو ٤ آلاف مسجد، بعدما كان هناك ١٧ مسجدًا فقط فى عهد الاتحاد السوفييتي، وكذلك يؤدى كل عام نحو ٦ آلاف طاجيكى فريضة الحج، بعدما حج ٧٦ مواطنًا طاجيكيًّا فقط خلال ٧٠ عامًا فى العهد السوفييتي.