البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

لقاء الفرعون المصري والدب الروسي يتصدر الأسبوع الرئاسي.. السيسي وبوتين يوقعان اتفاقية شراكة شاملة.. ويشيدان بارتفاع حجم التبادل التجاري لـ7 مليارات دولار.. وإعلان 2020 عاما ثقافيا بين القاهرة وموسكو

البوابة نيوز

تصدرت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلي روسيا، نشاط الأسبوع الرئاسي، حيث ألقى كلمة تاريخية أمام المجلس الفيدرالي الروسي.



وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، وأعرب بوتين عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعبًا، مشيدًا بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وروسيا، مؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال التوقيع على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، خاصة أنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسي لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التي أقيمت عام ١٩٤٣.
وأعرب الرئيس الروسي عن تقدير بلاده لدور مصر في الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام.
ووجه السيسي، الشكر للرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى أن المباحثات المثمرة التي أجراها خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين الروس وزيارة المجلس الفيدرالي الروسي وإلقاء كلمة أمامه، ما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الروسية ومدى تميزها. 
وأشاد الرئيس بالانطلاقة القوية التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مدى الأربعة أعوام الماضية، معربًا عن اهتمام مصر بتطويرها وتنميتها في جميع المجالات، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين يعد تتويجًا لمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وتقنينًا للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين.
وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين ووصوله نحو 7 مليارات دولار لأول مرة. 
كما أعرب الرئيسان عن رضاهما عن مستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات في تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد في مايو الماضي، والتي تمثل نقلة حقيقية في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية في البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.

ونوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيدًا بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعربًا عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.
وعلى صعيد التعاون الثقافي بين البلدين، اتفق الرئيسان على إعلان عام ٢٠٢٠ عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين. 
كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٩.
وتطرقت المباحثات إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. 
وأشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط.
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين كذلك إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أوضح الرئيس لنظيره الروسي رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها على نحو فعال، وأكد الرئيس أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس أوضحت خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، مؤكدًا أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا بجميع عناصرها.
كما توافقت وجهة نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام ١٩٦٧ ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وتم خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، في ضوء ما يمثله من خطر كبير على المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب على كل المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا نتائج العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ والنجاحات الكبيرة التي حققتها في مكافحة الإرهاب.

في ختام المباحثات، قام الرئيسان بالتوقيع على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وتلى ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين. 
وأقام الرئيس بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس، وأعقب ذلك توجه الرئيسان لحلبة سباق السيارات في مدينة سوتشي حيث تفقدا مجموعة من أحدث سيارات شركة AURUS.
والتقى الرئيس السيسي، تيجران ساركسيان رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي، الذي يضم في عضويته دول روسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا.
وأكد السيسي، أهمية العلاقات التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي على المستوى السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي، معربًا عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، في ظل التوجه الاستراتيجي لدى مصر لتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوراسي بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين. 
أعقب ذلك، زار الرئيس السيسي، مجلس الفيدرالية الروسي، وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسي، حيث يشكل مع مجلس الدوما الهيئة التشريعية لروسيا الاتحادية، وكان في استقباله "فالنتينا ماتفيينكا" رئيسة المجلس وقياداته.
وأجرى الرئيس مباحثات موسعة مع "ماتفيينكا" وقيادات مجلس الفيدرالية، أعرب خلالها عن تقديره لزيارة المجلس وإلقاء كلمة أمام قياداته ونوابه، معربًا عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتنمية وتطوير علاقات الصداقة بين مصر وروسيا، لا سيما في بعدها البرلماني.
كما التقى رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف وأجرى الرئيس مباحثات موسعة مع رئيس الوزراء الروسي، حيث أعرب الرئيس في مستهل المباحثات عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال الروسي، وأشاد بعلاقات الصداقة المصرية الروسية الممتدة منذ ٧٥ عاما وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة في السنوات الخمس الأخيرة وهو ما ينعكس على حجم وطبيعة مشروعات التعاون العملاقة التي يضطلع البلدان بتنفيذها حاليًا، ومن بينها إقامة محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، ومشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، والتي تعد المنطقة الصناعية الروسية الأولى خارج أراضي روسيا، وما تمثله من شراكة جديدة تتخطى مرحلة الاستثمار والتبادل التجاري لتصل إلى مراحل التصنيع المشترك.
واستقبل السيسي، رئيس تتارستان "مينيخانوف" في القاهرة، مؤكدًا اهتمام مصر بتعزيز أواصر التعاون الممتد مع روسيا، لا سيما في ضوء التطور الذي تشهده العلاقات المصرية الروسية في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات بصفةٍ عامة، معربًا عن تطلعه إلى أن يمتد هذا الزخم ليشمل جمهورية تتارستان بما لها من وضع متميز داخل روسيا الاتحادية.
كما كلف الرئيس السيسي، باستمرار جهود تطوير منظومة الرعاية الصحية والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين تمهيدًا لإطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، في ظل الأثر المباشر لقطاع الصحة على الحياة اليومية للمواطنين، وحرص الدولة على الاستثمار في العنصر البشرى، مع مراعاة تقييم ومراجعة ما يتم اتخاذه من إجراءات لضمان كفاءة عمل المنظومة.
وأكد الرئيس في هذا الإطار ما يمثله المشروع القومي للتأمين الصحي من نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ القطاع الصحي وأولى خطوات الإصلاح الفعلي لمنظومة الرعاية الصحية في مصر.

وعقد السيسي، اجتماعًا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، والمستشار هشام بدوي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وشريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية.
والتقى الرئيس السيسي، الرئيس التنفيذي لشركة "بيدريني" الإيطالية للرخام والجرانيت، بحضور اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
خلال اللقاء، تم الاتفاق على إنشاء مدينة للرخام بمنطقة الجلالة، بحيث تتضمن سبعة مصانع لإنتاج الرخام، ومصنع لإنتاج الجرانيت، وكذا مصنع لمستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى معهد تدريب مهني على حرف صناعة الرخام.
كما أعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بلقاء رؤساء وفود الدول المشاركة في "أسبوع القاهرة للمياه"، مؤكدًا حرص مصر على تنظيم هذا الحدث بهدف رفع الوعي بقضايا المياه وتعزيز الابتكارات لمواجهة التحديات المائية الملحة، خاصة في ظل ما يواجهه قطاع المياه في العديد من دول العالم من تحديات كبيرة ومتنوعة.
وأعرب الرئيس، عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال، وتسخير إمكانياتها المتاحة من أجل دعم التنسيق وتبادل الخبرات مع مختلف دول العالم، وبالأخص في مجال بناء القدرات وتوفير الدورات التدريبية، بالإضافة إلى إقامة مشروعات لتحسين الاستفادة من الموارد المائية المتاحة.
وأكد السيسي، أن مصر تؤمن إيمانا قويًا بالتعاون العابر للحدود، وتنادى بعدم استغلال قضايا المياه سياسيًا، خاصة مع تنامي التحديات التي تواجه قطاع المياه على مستوى العالم، مشيرًا إلى الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع الأشقاء في دول حوض نهر النيل باعتبار الأمر حيويًا ولا غنى عنه، لتحقيق المنفعة المشتركة دون الإضرار بمصالح الآخر، حفاظًا على استدامة نهر النيل العظيم الذي نشأت على ضفتيه الحضارات المختلفة، كما أكد أن مصر كانت وستظل تدعم جهود أشقائها في الاستفادة من نهر النيل دون التسبب في أي ضرر للشعب المصري. 
كما كلف الرئيس السيسي الحكومة باستمرار العمل على تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليكون إحدى الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة، والعمل على تهيئة بيئة جاذبة للإبداع والاستثمار التكنولوجي، وتعميق الصناعات التكنولوجية المتخصصة، وتطوير البنية الأساسية للاتصالات، بما يسهم في استراتيجية التحول إلى مجتمع رقمي وكذلك خطط الدولة للشمول المالي وتوفير أفضل وأحدث الخدمات للمواطنين.
ووجه بإيلاء الأولوية لتوطين التكنولوجيا ونقل المعرفة، بما يسهم في تكوين أجيال جديدة من النابغين والموهوبين القادرين على دفع القدرات المصرية في هذا القطاع. ووجه سيادته بزيادة حجم التصنيع الإلكتروني على أن يتضمن نسب مرتفعة من القيم المضافة محليًا، بما يسهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب، وأمر الرئيس في هذا الصدد بالتوسع في إنشاء مجمعات للإبداع التكنولوجية في مختلف محافظات الجمهورية تسهم في اكتشاف وصقل المواهب وتطوير القدرات البشرية التي تتمتع بها مصر في هذا القطاع، فضلًا عن الالتزام بالجدول الزمنى لإنشاء "مدينة المعرفة" بالعاصمة الإدارية الجديدة.