الحاج ياسين: "العبور" أزال مرارة ذكريات "النكسة"
على الرغم من مرور ٤٥ عامًا، على حرب أكتوبر المجيدة، فإن الحاج ياسين محمد إبراهيم، المقيم فى قرية محجوب، بمحافظة بنى سويف، يتذكر العديد من التفاصيل، التى عاشها فى أيام الحرب المجيدة وكأنها حدثت بالأمس.
يقول الحاج ياسين إبراهيم، إنه من مواليد ١٠ فبراير ١٩٤٦، وخرج من قريته، يوم ١٧ نوفمبر عام ١٩٦٦، وكان عمره وقتها ١٩ عامًا للتجنيد، بسلاح الدفاع الجوى، مدة ثلاث سنوات، وكان من المفترض أن تنتهى مدة خدمته فى شهر مارس عام ١٩٦٩، لكن نتيجة نشوب حرب ٦٧، لم يتمكن من إنهاء خدمته العسكرية، وظل بالجيش مدة ثمانى سنوات، حتى خرج بعد حرب أكتوبر المجيدة، فى ١ مايو ١٩٧٤.
لا تزال ملحمة بطولات «النصر المجيد» عالقة فى ذهنه وذاكرته، وكأنها بالأمس القريب، متحدثًا عنها بفخر واعتزاز دومًا، بقوله: «بعد بقائى بعد حرب ٦٧، والاستعدادات لحرب أكتوبر المجيدة، شاهدت حالة من الضيق والمرار، تسيطر على زملائى الجنود، بسبب الاستفزازات التى كانوا يتعرضون لها من العدو الإسرائيلى، وبعد أيام قليلة مرت على فى الكتيبة، انتقل هذا الإحساس لي، وبدأت أسأل نفسى دائمًا: متى تأتى ساعة الصفر؟».
متابعًا: «لم تكن تلك الأيام سهلة، حيث مرت علينا أيامًا لم يتوفر لنا فيها المياه والطعام، بسبب استهداف العدو لعربات التعيين، ولم نعرف ساعة الصفر، وبدأت الحرب، إلا قبلها بعشر دقائق، عندما شاهدنا الطائرات المصرية، تدك حصونهم، حتى لايتمكن أحد من جواسيس العدو فى معرفة وقت الهجوم، بعدها انطلق كل منا يحمل سلاحه، مرددين صيحة الله أكبر».
موضحًا، أنه فى أثناء المعارك، وعندما كان يتمكن هو وزملاؤه من قتل الجنود الإسرائيليين، كانت تنتابهم حالة من السعادة والفخر والاعتزاز، وأن «كتيبته» تمكنت من أسر ما يقرب من ٥٠٠ جندى إسرائيلى، ضمنهم عدد كبير من المجندات.
مشيرًا، إلى أنه حصل على أول إجازة، بعد شهر من إنهاء عمليات «فض الاشتباك» وإنهاء الحرب، وكانت لمدة خمسة أيام ليطمئن فيها على أسرته.
وبعد خروجه من الجيش وانتهاء مدة تجنيده، بشهر واحد، جاء مندوب من القوات المسلحة، حاملًا إياه خطاب تسليم العمل فى مديرية الطرق والكبارى.