البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

زي النهاردة 1959.. أزمة "أولاد حارتنا"

«أولاد حارتنا »
«أولاد حارتنا »

يذكر الروائى نجيب محفوظ، فى كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» لرجاء النقاش عن «دار الشروق - القاهرة»، وقائع أزمة رواية «أولاد حارتنا»، ويقول إنه عمله الروائى الذى عاد به بعد انقطاع دام خمس سنوات من عام ١٩٥٢ إلى ١٩٥٧.
ويضيف: «كانت فرحتى غامرة عندما أمسكت القلم مرة أخرى، ولم أصدق نفسى عندما جلست أمام الورق من جديد لأعاود الكتابة، وكانت كل الأفكار المسيطرة على فى ذلك الوقت تميل ناحية الدين والتصوف والفلسفة فجاءت فكرة «أولاد حارتنا» لتحيى فى داخلى الأديب الذى كنت ظننته قد مات».
ويروى كيف نقل «على حمدى الجمال» مدير تحرير جريدة الأهرام آنذاك طلب محمد حسنين هيكل رئيس التحرير، بنشر رواية له فى الجريدة على حلقات.
ويقول نجيب: «لم أكن بدأت فى كتابة «أولاد حارتنا»، وبالتالى اعتذرت بأنه ليس لدى الآن رواية جاهزة للنشر، ووعدت «الجمال» بأن أول رواية أكتبها سأرسلها إلى «الأهرام»، وانتهيت من كتابة «أولاد حارتنا» فى شهر أبريل سنة ١٩٥٨، واستغرقت كتابتها سنة «نجيبية» حيث تبدأ سنة الكتابة عندى فى شهر أكتوبر وتنتهى فى أبريل».
ويضيف «نجيب»: «تذكرت بعد أن انتهيت من الراوية الوعد الذى قطعته على نفسى، فاتصلت بالأستاذ على حمدى الجمال، وذهبت إليه بأوراق الرواية التى قرأها وأعجب بها، وصرح بنشرها».
بالطبع لم يكن «الجمال»، هو صاحب قرار النشر، وإنما «هيكل» كرئيس تحرير «الأهرام» الذى يذكر لـ«يوسف القعيد» فى كتاب «محمد حسنين هيكل يتذكر: عبدالناصر والمثقفون والثقافة» عن «دار الشروق - القاهرة»: «على حمدى الجمال لم يقرأ الرواية، لكنه قال لى إن نجيب محفوظ وهو يعطيها له طلب منه قراءتها بشكل جيد وبعناية».
وتابع الجمال: «يبدو أن فى الرواية لغمًا ما»، ويضيف هيكل: «أخذت الرواية وقرأتها، أحضرتها معى إلى البيت، لأن جو المكتب قد لا يساعدنى على قراءة الرواية، وأدركت مغزى تحذير نجيب محفوظ لـ«الجمال».
يؤكد هيكل: «استقر رأيى على النشر، تصورت من البداية أن بعض رجال الدين قد يحاولون وقف نشرها، ولكل هذا قلت: سأنشرها بصورة يومية وكانت أول مرة تنشر فيها رواية يوميًا».
أعلنت «الأهرام» عن نشر الرواية، وقالت فى دعايتها إن «محفوظ» حصل على ألف جنيه بموجب عقد مع الجريدة، وهو أكبر مبلغ دفعته جريدة مقابل نشر قصة وقتئذ، وبدأ النشر فى الصفحة السابعة من الجريدة على مساحة تزيد قليلًا على ثلث صفحة.