البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كيف نعى باسليوس المقاري الأنبا إبيفانيوس؟

الانبا أبفانيوس
الانبا أبفانيوس

قال الراهب باسيليوس المقاري ناعيًا الراحل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبو مقار في ذكرى الأربعين، وفق ما ورد في الكتاب الذي من المقرر أن يوزع غدًا عقب صلاة القداس بدير أبو مقار، إنه لم يكن يترك الناس يعملون له مـا يُسمَّى "مطانية" - أي السجود له إلى الأرض - ليس فقط عن تواضُعٍ؛ بل أصلًا لأن كلمة "مطانية" تعني "سجود الاستغفار"، وهي عادة رهبانية.

جاء نص مقاله كالتالي:

كذلك، لم يكن الأنبا إبيفانيوس يسمح لأحدٍ أن يُقبِّل يده - ليس فقط عن تواضعٍ - بل لأن رجال الكهنوت عمومًا كانـوا لا يَدَعون أحدًا يُقبِّل أيديهم، بل يُقبِّل الصليب الذي في يد الكاهن أو الأسقف، لأن الصليب هو رمز الخلاص الذي أكمله المسيح، وليس البشر، فهو الجدير بالتقبيل!.

كما لم يكن نيافة الأنبا إبيفانيوس يترك الناس يعملون له مـا يُسمَّى "مطانية" - أي السجود له إلى الأرض - ليس فقط عن تواضُعٍ؛ بل أصلًا لأن كلمة "مطانية" تعني "سجود الاستغفار"، وهي عادة رهبانية: فحينما يُخطئ راهب في حقِّ راهبٍ آخر، فكـان لا يستطيع التناول مـن الأسرار المقدَّسة إلاَّ إذا ذهب إلى قلاية الراهب الآخر ويصنع أمامه "مطانية استغفار"، حتى يُمكنه التناول من الأسرار المقدَّسة.

أما السجود للأسقف أو لأيِّ شخصٍ بسبب مركزه الديني، فهو ليس له أساس إنجيلي ولا كنسي؛ بل تسلَّل إلى الكنيسة بعد انهيار الحُكْم العثماني، حينما كان الناس يسجدون للوالي في مصر أو للسلطان العثماني في تركيا!!.

وتسرَّب مع هذا التقليد العثماني لقب "سيِّدنا" الذي كان يُطلَق على الوالي في مصر، تسرَّب لرجال الدين الأقباط (البطريرك والأسقف)، وذلك بعد انهيار السلطنة العثمانية عام 1924!!.

لقـد كـان نيافة الأنبا إبيفانيوس يُجسِّد العادات المسيحية القديمة، وليس العادات غير المسيحية المستحدثة!.

كما أنَّ الملابس التي يلبسها الكاهن أو الأسقف أو البطريرك أثناء القدَّاس الإلهي، هي "التونية" البيضاء، رمز الطهارة؛ وليس الملابس الذهبية والمزركشة التي كان يلبسها أساقفة الكنيسة البيزنطية قبل دخول الإسلام، لأن الأباطـرة الرومانيين واليونانيين كانـوا يحضرون القدَّاسات البيزنطية بملابسهم الذهبية.

وكان البابا كيرلس السادس يحرص على ارتداء الثوب الأبيض (التونية) في كلِّ القدَّاسات، سواء في الأيام العادية أو في الأعياد.

كل هذا كان قد تعلَّمه الشهيد الأنبا إبيفانيوس من التقليد الكنسي القبطي، ما جعل الناس يُمجِّدون الله، ويحسُّون بنُسكه والتزامه بالتقليد القبطي الكنسي.