البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حزن جديد لليسار المصري


لم يشأ شهر أغسطس، أن يمضى دون أن يلفح بنيرانه الحارقة قلب اليسار المصرى بل والعالمى أيضًا، فلم تكد تمر أيامٌ على وفاة سمير أمين المفكر وفارس اليسار، إلا وتحل علينا اللحظات الأخيرة من هذا الشهر بوفاة الكاتب الصحفى حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، وهو الشهر ذاته الذي شهد وفاة المفكر الراحل رفعت السعيد فى السابع عشر منه العام الماضي. 
شهدت حياة عبد الرازق الكثير من المحطات التى أسهمت فى مجملها بإثراء شخصيته المهنية كواحد من أبرز الصحفيين المصريين والعرب على مدار العقود الأخيرة. 
من جريدة الأخبار التى بدأ بها حياته الصحفية كمتخصص فى الشئون الأفريقية، وكاتب عمود بعنوان «شئون أفريقيا»، ثم جريدة الجمهورية فيما بعد، انطلقت مسيرة عبد الرازق المهنية لتتنوع روافدها، والتى امتزجت مع أصله الجنوبي، حيث تأثر ابن أسوان بحالة الخلل التى شهدتها العلاقة بين الجنوب والشمال عالميا، فتعمق ذلك التأثير مع تخصصه فى شئون القارة الأفريقية، لينعكس الأمر فيما بعد لتصبح قضية العدالة الاجتماعية إحدى القضايا الرئيسة التى انشغل بها عبد الرازق حتى اللحظات الأخيرة فى حياته. 
ورغم التحديات التى واجهت اليسار المصرى على مر العقود السابقة، ظل عبد الرازق صامدا رغم اعتقاله عدة مرات بين عامى ١٩٧٢، ١٩٧٧ فى أعقاب أحداث ١٨ و١٩ يناير الشهيرة، بل إنه كان ضمن المعتقلين فى حملة سبتمبر الشهيرة من عام.
فمن بين ١٣٢ مؤسس لحزب التجمع بقيادة خالد محيى الدين كان عبدالرازق عضوا للحزب الوليد عام ١٩٧٦ حتى وفاته، كما شارك فى تأسيس جريدة الأهالى عام ١٩٧٨، ومن بعدها مجلة اليسار.
شارك عبد الرازق فى سنواته الأخيرة فى الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور لعام ٢٠١٢ و٢٠١٤ ليضمن عبد الرازق بوجوده ضمن هاتين التجربتين بقاء العدالة الاجتماعية كقضية محورية وحلم يشغل صانع الوثيقة الدستورية، لتبقى ضابطًا لما ينبثق عنها من قوانين بات المواطن المصرى الذى اهتم به عبد الرازق دوما فى بؤرة الاهتمام. غلب الطابع النقدى على كتابات حسين عبد الرازق فى كل الموضوعات التى تناولها خلال مسيرته الفكرية، وقد شمل ذلك اليسار ذاته فى كتابه «الأهالي.
ظل عبد الرازق أحد جنود اليسار، فكان أحد مؤسسى «اللقاء اليسارى العربي» منذ بدايته عام ٢٠١١، حيث شارك فيه ممثلًا عن حزب التجمع، وقد ظل الطابع النقدى مسيطرا على أعمال عبد الرازق حتى آخر كتبه «الأحزاب والطريق إلى الديمقراطية».