البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

خبراء: قطر وتركيا وراء ظهور زعماء الإرهاب في هذا التوقيت

 قطر وتركيا
قطر وتركيا

قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بـ«الأهرام»، إن تزامن ظهور قيادات الإرهاب البغدادى والظواهرى والجولانى لا يعنى أن هذا الظهور يصب فى ملف واحد أو هدف واحد، لكن تصادف ظهورهم فى توقيت متقارب لأن قادة التنظيمات الإرهابية يرون أن كلا منهم على حدة يحتاج بصورة ملحة إرسال عدة رسائل فى اتجاه معين فضلا عن القيام بمهمة محددة هو مكلف بها على وجه السرعة من قبل القوى الراعية لهم، ولا تتحمل التأخير.
وأضاف النجار فى تصريحات لـ «البوابة نيوز»، أن وراء ظهور الظواهرى الأخير رسالة ومهمة محددة مكلف بها من قطر مفادها إرسال تهديد لحماس حتى لا تمضى قدما فى الهدنة مع إسرائيل تحت الرعاية والإشراف المصرى لأن ذلك من شأنه أن يخصم من نفوذ قطر فى الملف الفلسطينى الذى تعتبره رئيسا وحيويا بالنسبة لها، وقطر هنا تهدد بالقاعدة والسلفية الجهادية للقيام بعمليات إرهابية من شأنها التأثير على الاتفاق والهدنة، والظواهرى يزايد على حماس بغرض إحداث انقسام داخلها بحيث يتبنى جناح فيها التمرد على سياسة القيادة الحالية والهدف النهائى ليس استمرار المقاومة أو ما شابه إنما أن تظل حماس رهينة الأوامر القطرية.
وبالنسبة لتسجيل البغدادى وفيديو الجولاني، فكلاهما يرسل رسائل مختلفة لأتباعه تحضيرا لمعركة إدلب المرتقبة على خلفية الانقسامات الشديدة التى تضرب الإرهابيين المسلحين المتبقين فى إدلب وهناك رغبة لدى قائد داعش لاستغلال تلك الانقسامات للعودة بقوة لمشهد الحرب فى سوريا خاصة أن داعش لا تزال له جيوب فى سوريا فى بعض مناطق الجنوب وينتشر حوالى ألفى مقاتل داعشى على الحدود السورية العراقية، فى حين يحاول الجولانى الإفلات من الفخ التركى حيث تسعى تركيا الآن لعدم دخول المعركة الأخيرة فى إدلب بهذا الانقسام فى صفوف الإرهابيين التابعين لها وتحرص على تنفيذ ما وقع من اتفاق بينها وبين روسيا ومن ضمنه تفكيك جبهة النصرة «هيئة تحرير الشام» بقيادة الجولانى للتمكن من الدخول فى تسوية تضمن لتركيا البقاء فى المشهد برعاية روسية ووفق تفاهمات مشتركة تجمعها مع موسكو.
وتابع النجار أنه لا علاقة لعيد الأضحى بإصدارات زعماء الإرهاب الثلاثة وتوقيتها، إنما هى حاجة ملحة للقوى الراعية والداعمة للتنظيمات الإرهابية جعلتها تأمرهم بالخروج برسائل محددة فى هذا التوقيت.
وبدوره، قال هشام البقلى الباحث المتخصص فى الشأن الإيراني، إن ظهور زعماء التنظيمات الإرهابية فى هذا التوقيت هو محاولة لإظهار القوة ولكنه فى الحقيقة ينم عن حالة من الضعف حيث إن هذا الظهور وتلك التسجيلات والفيديوهات هى رسالة يحاول بها قيادات تلك التنظيمات إظهار قوة زائفة. وأضاف البقلى فى تصريحات لـ «البوابة»، أن سوريا الآن مطمع للجميع فكافة التنظيمات الإرهابية تبحث عن بيئة خصبة لها، ورغم أن القاعدة قد تجد أن التنسيق مع داعش فى هذا التوقيت يحقق لها مصالح بسوريا خاصة مع اقتراب معركة إدلب، إلا أن السنوات الماضية أثبتت أن التنظيمات الإرهابية المختلفة فشلت فى التنسيق فيما بينها هناك.
وتابع «البقلي» أن دعوة البغدادى لإعادة تنظيم صفوف داعش نتاج طبيعى للخسائر التى تكبدها التنظيم فى سوريا والعراق، حيث لم يحقق أى نجاحات على أرض الواقع لذلك جاءت الدعوة بهذا الشكل وفى هذا التوقيت قبل معركة إدلب.
أما تنظيم القاعدة المختفى منذ فترة فيبدو أن الظواهرى أخذ أوامر بالخروج مرة أخرى ليعلن عن نفسه من جديد ويطالب المزيد من المتطرفين بالانضمام للقاعدة، وهو يرسل عددا من الرسائل للداخل بأفغانستان والخارج أيضا، بأن عناصر القاعدة متواجدون وقد يتحركون فى أى وقت.
أما مسألة التوقيت فهذا أمر طبيعى لأن أى تنظيم إرهابى يبحث عن منصة معروفة للظهور وتوصيل رسالته، فهذه استراتيجية للإرهاب فهو يستخدم أيام الأعياد والجمعة من أجل إيصال رسالته.
وفى السياق ذاته، قال عبدالشكور عامر القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الظهور الإعلامى لزعيمى داعش والقاعدة يوضح حالة الاستقطاب التى تعانى منها التنظيمات المتطرفة فى الآونة الأخيرة خاصة بعد هزيمة أكبر تنظيمين متطرفين فى العالم وهما داعش والقاعدة فى أكثر البلدان والمناطق التى يتواجدون بها، فكل تنظيم منها يسعى لجذب أكثر عدد من العناصر التابعة للتنظيم الآخر من خلال تشكيك كل منها فى عقيدة الآخر. 
وأضاف عامر فى تصريحات لـ «البوابة نيوز»، أن هناك صراعا بين التنظيمين فى سوريا والعراق وأفغانستان وهى أكثر البلدان التى ينتشر ويتواجد بها مؤيدوهما.
وتابع: «مايجرى من اتهامات وسياسة التخوين المتبادلة بينهما هى طريقة قديمة استخدمتها الجماعات المتطرفة قديما خاصة جماعتى الجهاد والجماعة الإسلامية بهدف تكسير عظام كل منها للآخر والظهور أمام مؤيدى تلك الجماعات بأنهم الجماعة التى تتبع الحق ومن سواها عملاء وخونة». 
وأشار عامر إلى أن تزامن ظهور البغدادى والظواهرى لا يعكس أى تقارب أو تحالف بين التنظيمين، نظرا لانعدام الثقة بينهما جراء سنوات الصراع بينهما والتى ذاق فيها كل منهما من ويلات الخيانة والغدر المتبادلة واستهداف كل منهما لقيادات الآخر بالقتل والتصفية والتفجير، كما أن اختلاف أيديولوجيات كلا التنظيمين تمنع وتستبعد قيام تحالف مرتقب بينهما. 
وأضاف أن حديث البغدادى عن قضية القس الأمريكى المحتجز فى تركيا يؤكد وجود علاقة بين داعش وتركيا، التى وفرت ملاذا آمنا للتنظيم فى فترات انحساره، لذلك جاء الوقت الذى وجب على داعش أن يرد فيه الجميل لتركيا وذلك فى صورة تلميح وإشارة لقضية القس وهو ما يعنى أن تركيا تستخدم داعش كفزاعة لأمريكا والقوى المعادية للسياسية التركية فى المنطقة، كما أنه بمثابة دعم لتركيا فى صراعها الأخير مع الولايات المتحدة، حتى ولو من باب التهديد والاستعراض.
ومن جانبه، قال أسامة الهيتمي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن ظهور القيادات الإرهابية الثلاث قد يكون محض مصادفة وليس بترتيب مسبق فيما بينهم خاصة وأن هناك خلافات بينهم يعلمها القاصى والداني، وأما الاحتمال الثانى فهو أن تكون رسالة أراد الزعماء الإرهابيون الثلاثة أن يبعثوا بها لأتباعهم وللعالم عن توحد الجهود فيما بينهم من أجل تحقيق أهدافهم، غير أن الاحتمال الأول هو الأكثر منطقية وتوافقا مع واقع هذه التنظيمات، ومن ثم فإن هذا الظهور المتزامن ربما جاء فى محاولة لكل منهما لرفع الروح المعنوية لعناصر تنظيمه بعد كم الهزائم المتلاحقة التى منى بها كل تنظيم على حدة بالإضافة إلى التأكيد على أن هذه التنظيمات ما زالت قادرة على الدفع بعناصرها لتنفيذ عمليات هنا وهناك، وهو ما يرجح أن يتبع هذا الظهور بعض التحركات الخطيرة التى تمنح هذا الظهور مصداقية.
وأوضح الهتيمى فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن هذا الظهور يعكس أيضا أمرين هم ضعف الإرهاب أو بداية مرحلة جديدة من الإرهاب، فالواقع وتطورات الأحداث تؤكد بالفعل انحسار تحرك هذه التنظيمات فتنظيم داعش مثلا فقد نحو ٩٠ ٪ من المساحة التى كان يسيطر عليها فى كل من العراق وسوريا وتحول من القتال المنظم إلى حرب العصابات وبالتالى فقد كان لزاما أن يخرج أبوبكر البغدادى للعلن ليرد على ما أثير مرارا وتكرارا حول تعرضه للقتل وليدفع بأتباعه إلى شن عمليات أكثر قسوة وفظاعة.
واستبعد «الهيتمي» التنسيق بين داعش والقاعدة فى الوقت الحالى خاصة أن التنظيمين يواجهان بعضهما البعض فى العديد من المناطق سواء داخل سوريا أو خارجها، وذلك رغم محاولة إيران فى وقت سابق دفعهما للتنسيق بينهما. 
وتابع: «ليس من شك فى أن تنظيم القاعدة بل وكل التنظيمات التى تتبنى العنف منهجا تعانى بشدة كبيرة فى استقطاب عناصر جديدة لسببين رئيسيين، الأول عمليات التضييق التى تمارس الآن تجاه كل وسائل وأدوات الاستقطاب التى تقوم بها، والثاني، الفشل الذى منيت به هذه التنظيمات حيث وضع كل منهما هدفا كبيرا لم ينجح رغم مرور سنوات على وجوده من أن يقترب منه، بل على العكس كانت النتيجة أن قتل العديد من عناصرهم، وعليه فإن البغدادى والظواهرى لن يتوقفا عن الاستمرار فى الدعوة لضم عناصر جديدة تعوض التنظيمين خسائرهما خلال الفترة الماضية».
وأخيرا، قال مختار غباشي، المحلل السياسى ونائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ«البوابة نيوز»، إن ظهور البغدادى والظواهرى والجولانى محاولة للترويج أنهم لا يزالون متواجدين، وأن التنظيمات الإرهابية لا تهتم بالسيطرة على الأرض ولكن تهتم بالسيطرة الفكرية على الشعوب من خلال بث أفكار التطرف والإرهاب والعنف وأن السيطرة الفكرية على الشباب مهمة جدا لتجنيد عناصر متطرفة كثيرة بعد مقتل الآلاف من عناصر داعش فى الفترة الأخيرة.