البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تبادل الزيارات واستقبال المهنئين .. أبرز طقوس الاحتفال بعيد الأضحى بالنوبة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعتبر الأعياد مناسبة اجتماعية للشعوب للفرحة والإقبال على الحياة والعيد في النوبة له طعم آخر فهو فرصة للتواصل والتراحم ولقاء العائلة.. "البوابة نيوز" ترصد طقوس وعادات وتقاليد النوبة للاحتفال بالعيد.
قال وحيد يونس" من أبناء قرية غرب أسوان إن مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بالقرى النوبية متنوعة حيث يتوافد على القرية أبناء النوبة القادمين من محافظات الوجه البحري، وبمجرد وصول القطار يوم الوقفة إلا وتبدأ مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث ينشط الجميع ومع صلاة الفجر تدب الحياة في الشوارع انطلاقًا إلى أماكن صلاة العيد وبعد انتهاء الصلاة، يضع الأهالي أوراق النخيل فوق شواهد قبور الأجداد والآباء وقراءة الفاتحة ثم ينطلقون في مجموعات لزيارة الأجداد والآباء في المنازل للتهنئة بالعيد وايضا مواساة بعض ممن رحل ذويهم في أول عيد بعد رحيلهم.
وأضاف: يذهب الرجال بعد ذلك لذبح الأضاحي، ثم يجتمع الشباب في منازلهم لتناول الإفطار المكون من كبد الأضاحي، ويلعب الأطفال بشوارع القرى، والفتيات الصغيرات يكون أول عهدهن لبس "الجرجار" ويكن سعداء بلبسه وهو ملبس نوبي خفيف يخفي تحته ملابس ملونة مزركشة، ويزور الأطفال العروس الجدد للتهنئة والمباركة في أول عيد بعد العرس، أما الصبيان البالغون فيذهبون بعد الإفطار في جولة خارج القرية إما إلى أعالي الجبال المحيطة بالقرية حيث توجد آثار فرعونية قديمة يتجولون بين جنباتها ثم يعودون وقت الظهيرة إلى شاطئ النيل، ثم يعودون وقت العصاري إلى المنازل لتناول طعام الغذاء من اللحوم التي تم شيها وعقب صلاة العصر يجتمع الرجال بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي لزيارة الأسر بحيث يدخلون لكل بيت من بيوت القرية أو النجع.
وتابع: عقب صلاة المغرب يجتمع الشباب والرجال في مضيفة القرية العمومية لاستقبال رجال القرى النوبية الأخرى القادمين للتهنئة بالعيد، ثم يجلس الجميع حول موائد الطعام، وتقدم كل أسرة جزءا من لحم الأضحية وتكون من الثلث المخصص للأحباب من الذبيحة، وعقب صلاة العشاء والانتهاء من الاستقبالات تنام القرية استعدادًا لاستقبال اليوم الثاني للعيد مبكرا حيث يتم استقبال المهنئين القادمين من القرى المجاورة للتهنئة والزيارة.
أما في وقت الظهيرة يجتمع أهالي القرية عند أقرب عرس يقام في ثاني أيام العيد في منزل العريس أو العروس للاحتفال، حيث تعتبر مناسبة العيد مناسبة اجتماعية تلتقي فيها الأسر المغتربة بمحافظات الوجه البحري بحضور الأعراس والأفراح ومناسبات الخطبة، حيث يتم عقد قران أكثر من زيجة بمأذون واحد في ميدان القرية بعد صلاة العصر وخلال هذه الفترة حتى صلاة المغرب تجتمع القرية بالكامل في الميدان حول المأذون وفور عقد كل قران يصدح الميدان بالزغاريد إلى أن تنتهي كتابة عقود الزواج التي تتعدى الـ10 على الأقل، وعند أذان المغرب ينفض الميدان من المجتمعين وينتشر الجميع بمنزل العريس أو العروس لتهنئتهما بعقد القران وتستمر هذه الزيارات إلى ما بعد صلاة العشاء لتنام القرية على فرحة بالعرسان الجدد.
وأكد "يونس" أنه عقب صلاة العصر من اليوم الثالث لعيد الأضحى يصدح ميدان القرية بأغاني الأفراح حيث يجتمع أكثر من ثلاثة أو أربع عرسان بالميدان بحيث يجتمع حوالي ثلاث عرسان متجاورين في السكن في أقرب ميدان لهم، موضحا أن بالقرية أكثر من ميدان وكل ميدان يضم ثلاثة من العرسان من المتجاورين في السكن أو في شوارع القرية الامر الذي يعني أن القرية تظل مستيقظة حتي الفجر في ليلة "الحنة "يرددون الأغاني ويرقصون الأراجيد المشهورة عند "الفجيكا" النوبية أما الماتوكية فلديهم رقصات وأغاني "الهوولي" وتنام القرية في الصباح.
وفي رابع أيام العيد وعقب صلاة العصر وبعد الانتهاء من تناول الغذاء تستعد القرية مرة أخرى لاستكمال مظاهر الفرح في ليلة العرس، حيث تستمر الاحتفالات حتى الصباح وبانتهاء العيد تلملم القرية أفراحها ليعود المغتربون إلى زيارة أهاليهم لتوديعهم والاستعداد للرحيل مرة أخرى بقطار العيد.